7 - قال الهمداني في سياق حديثه عن حجر: وهي حصون طسم وجديس وفيها آثارهم وحصونهم وبتلهم الواحد بتيل وهو هن مربع مثل الصومعة مستطيل في السماء من طين قال أبو مالك: لحقت منها بناء طوله مئتا ذراع في السماء قال وقيل كان منها ما طوله خمسمائة ذراع من أحدها نظرت زرقاء اليمامة إلى من نزل من جوّجان من رأس الدام مسيرة يومين وليلتين.
8 - ويذكر جرجي زيدان أن طسما هو لطوشيم القبيلة العربية المذكورة في التوراة.
9 - وقد ورد ذكر قبائل شرقي بلاد العرب قبيلة Jodistae، وهي جديس.
كما أنه لا يمكن أن تفنى قبيلة ضخمة بسب حرب واحدة، ولكنها سبب من أسباب فنائها إذ من المعلوم أن انتشار الجثث مسبب للأمراض والأوبة، إضافة إلى أن قتل الرجال المكتسبين سبب لجوع الصغار والنساء والضعفة. كما أن ياقوت الحموي ذكر أن ملك اليمن بعد المعركة سبى النساء والصغار، وهو أمر معروف في شرع أهل الجاهلية.
وأخيرا، لا يدل وجودهم وصحة أخبارهم في الجملة على أن كل تفاصيلها صحيحة، إذ مبالغات الرواة واضحة للعيان، وكذلك الشعر المذكور على ألسنة أصحاب القصة بلغة عربية فصيحة، لا شك في اختلاقه، ولكن الرواة قد يضعون الشعر في القصص لكون العرب تطرب للشعر، ولأن الشعر يحفظ القصة من النسيان الضياع. وأما الإنكار المطلق لأصل القصة فأمر مستبعد والله أعلم.
ولا بد من الإشارة إلى أن فائدة ذكر قصة فناء طسم وجديس معرفة السنن الكونية من سنن التمكين والنصر ونهاية الظالم ونصر المظلومين ولو بعد حين، كما قال تعالى:" أكفاركم خير من أولائكم أم لكم براءة في الزبر "، وقال سبحانه:" وكذلك ننجي المؤمنين"، وقال جل وعلا:" وهل نجازي إلا الكفور". فإفناء جديس لطسم بسبب ذنب ملكهم أمر غاية في الظلم، وقتل ملك اليمن لجميع قبيلة جديس ظلم آخر، وما من ظالم إلا ويبتلى بأظلم منه وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين.
المصادر والمراجع:
o آثار البلاد وأخبار العباد للقزويني
o الأخبار الطوال لأبي حنيفة الدينوري (ت282هـ) – ت. الدكتور عمر فاروق الطباع – دار الأرقم.
o البدء والتاريخ للمقدسي (ت 507هـ) – مكتبة الثقافة الدينية – بور سعيد –مصر.
o تفسير الطبري – محمد بن جرير الطبري (ت310هـ) – دار الفكر – بيروت – 1405هـ.
o تقسير القرآن العظيم –لإسماعيل بن عمر ابن كثير (ن 774هـ) – دار الفكر – بيروت – 1401هـ.
o الجامع في أحكام القرآن – لأبي عبدالله القرطبي – دار الشعب –القاهرة.
o مدينة الرياض عبر أطوار التاريخ – حمد الجاسر-دارة الملك عبدالعزيز بالرياض.
o طبقات فحول الشعراء لحمد بن سلام الجمحي (ت 231هـ) - تحقيق محمود شاكر – مطبعة المدني.
o معجم البلدان لياقوت الحموي.
o معجم ما استعجم للبكري.
o المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام – د. جواد علي – الطبعة الثانية – 1413هـ.
o المنتظم- لأبي الفرج ابن الجوزي (ت597هـ) – دار صادر –بيروت – الطبعة الأولى سنة 1358هـ.
o العرب قبل الإسلام – جرجي زيدان – دار مكتبة الحياة –بيروت.
ـ[المسيطير]ــــــــ[07 - 09 - 06, 09:40 م]ـ
شيخنا الكريم ابن الكرام / عبدالعزيز الدغيثر
جزاكم الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
جمع مبارك، من شيخ مبارك.
وأستأذنكم - شيخنا - باقتباس المراد، وهو ما يخص (زرقاء اليمامة):
وكانت في جديس جارية زرقآء يقال لها اليمامة وبها سميت اليمامة وكانت كاهنة تبصر الراكب من مسيرة يوم، ويقال من مسيرة ثلاث.
قال ابن الجوزي:
فلما كان من اليمامة على ثلاث قال له رياح أبيت اللعن إن لي أختا متزوجة في جديس يقال لها اليمامة ليس على وجه الأرض أبصر منها إنها لتبصر الراكب من مسيرة ثلاث وأنا أخاف أن تنذر القوم بك فمر أصحابك فليقلع كل رجل منهم شجرة فليجعلها أمامه ويسير وهي في يده.
فخاف الجيش أن تبصرهم اليمامة فتخبر القوم بهم فقطعوا الشجر وجعل كل رجل بين يديه شجرة يمشي خلفها يستتر بها عن اليمامة ونظرت اليمامة فرأت الشجر فنادت يآل جديس سارت إليكم الشجر أو أتتكم حمير قالوا وما ذاك قالت أرى رجلا في يده كتف يأكلها أو نعل يخصفها فكذبوها. فزعموا أنها أنشأت تقول:
خُذوا حِذاركم يا قومُ يَنفعكم فَليسَ ما قَد أرى بالأمرِ يحتقرُ
إنّي أَرى شَجراً مِن خلفها بشرٌ وَكيفَ تَجتمعُ الأشجار والبشرُ
¥