تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

? وفي «المعجم الكبير»: حدثنا أبو مسلم الكشي ثنا القعنبي ثنا حاتم ثنا يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع أنه دخل على الحجاج فقال: (يا بن الأكوع ارتددت على عقبك تبديت؟!)، قال: (لا ولكن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أذن لي في البدو). وهذا كذلك صحيح غاية، إلا أن لفظة «تبديت» يبدوا أنها رواية بالمعنى للفظة: «تعربت». أما إذا كان الأمر بالعكس، أي أن الأصل كان: «تبديت»، فهو دليل على جهل الحجاج، لعنه الله، ولا عجب فالرجل مجرم فاسق جاهل. وقد قال الإمام الحافظ بن حجر في «فتح الباري»: [ ... قوله: عن سلمة بن الأكوع انه دخل على الحجاج هو بن يوسف الثقفي الأمير المشهور وكان ذلك لما ولي الحجاج امرة الحجاز بعد قتل بن الزبير فسار من مكة الى المدينة وذلك في سنة أربع وسبعين قوله ارتددت على عقبيك كأنه أشار الى ما جاء من الحديث في ذلك كما تقدم عند عد الكبائر في كتاب الحدود فان من جملة ما ذكر في ذلك من رجع بعد هجرته أعرابيا وأخرج النسائي من حديث بن مسعود رفعه لعن الله آكل الربا وموكله الحديث وفيه والمرتد بعد هجرته أعرابيا قال بن الأثير في النهاية كان من رجع بعد هجرته الى موضعه من غير عذر يعدونه كالمرتد وقال غيره كان ذلك من جفاء الحجاج حيث خاطب هذا الصحابي الجليل بهذا الخطاب القبيح من قبل ان يستكشف من عذره ويقال انه أراد قتله فبين الجهة التي يريد ان يجعله مستحقا للقتل بها .. ]. قلت: هذا هو الأرجح لأنه عندما دخل المدينة أخذ غير صحابي ونكل بهم بزعم أنهم تقاعسوا عن نصرة عثمان بن عفان، رضي الله عنه، وختم، لعنه الله، على أعناقهم بالرصاص، أما سلمة بن الأكوع فكان خارج المدينة حين قتل عثمان، لذلك ذهب الحجاج المجرم، عليه لعنة الله، يلتمس المخارج لقتله أو التنكيل به، ولكن الله سلَّم سلمة!

? وفي «مسند الإمام أحمد بن حنبل»: حدثنا يحيى بن غيلان قال ثنا المفضل يعنى بن فضالة قال حدثني يحيى بن أيوب عن عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن إياس بن سلمة بن الأكوع أن أباه حدثه أن سلمة قدم المدينة فلقيه بريدة بن الحصيب فقال: (ارتددت عن هجرتك يا سلمة؟!) فقال معاذ الله إني في إذن من رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (إني سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: «ابدوا يا أسلم فتنسموا الرياح واسكنوا الشعاب!»، فقالوا: (إنا نخاف، يا رسول الله، أن يضرنا ذلك في هجرتنا!!)، قال: «أنتم مهاجرون حيث كنتم».

هكذا وقع ها هنا في المسند: سعيد بن إياس بن سلمة بن الأكوع، والأرجح أنه محمد بن إياس بن سلمة بن الأكوع كما يضهر من الطرق الأخرى. ورجاله ثقات إلا محمد بن إياس بن سلمة بن الأكوع قليل الحديث جدا، فلا يكاد يعرف، وقد ترجم له البخاري من غير جرح ولا تعديل، كعادته مع أكثر الثقات.

ــ وفي «المعجم الكبير»: حدثنا يحيى بن أيوب العلاف المصري ثنا سعيد بن أبي مريم أنا يحيى بن أيوب وسليمان بن بلال أو أحدهما عن عبد الرحمن بن حرملة عن محمد بن إياس بن سلمة بن الأكوع أن أباه حدثه أن سلمة بن الأكوع قدم المدينة ... بمثله.

ــ وفي «الآحاد والمثاني»: حدثنا الحسن بن علي الحلواني نا سعيد بن أبي مريم عن يحيى بن أيوب عن عبد الرحمن بن حرملة عن محمد بن إياس بن سلمة بن الأكوع أن أباه حدثه أن سلمة بن الأكوع، رضي الله تعالى عنه، قدم المدينة ... إلخ، ثم قال أبو بكر بن أبي عاصم: ومحمد بن إياس لا أعلم له إلا هذين الحديثين.

ــ وفي «التاريخ الكبير» للبخاري: [محمد بن إياس بن سلمة بن الأكوع الأسلمي حجازي؛ قال لي سعيد بن أبي مريم حدثنا يحيى بن أيوب عن أبي حرملة عن محمد بن إياس بن سلمة أن أباه حدثه أن سلمة بن الأكوع قدم المدينة فلقيه بريدة بن حصيب فقال ارتددت عن هجرتك فقال ما عاذ الله أني في إذن من النبي، صلى الله عليه وسلم، سمعت النبي، صلى الله عليه وسلم، يقول: «ابدوا يا أسلم واسكنوا الشعاب»، فقالوا نخاف أن نتعرب بعد هجرتنا قال أنتم مهاجرون حيث كنتم]. وقد حسن الإمام الحافظ ابن حجر هذا الإسناد، وقد أصاب في ذلك، إن شاء الله تعالى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير