[هل حكم أحد على عبد الرحمن الكواكبي - لدعوته إلى العلمانية - بوقوعه في الكفر البواح؟]
ـ[أبو مالك العربي]ــــــــ[13 - 06 - 07, 06:41 م]ـ
كنت أقرأ مقالاً في مجلة الآداب عدد5/ 6 عدد شهر مايو 2007م، مقالاً بعنوان (داء الطائفية ودواؤها في عصر نهضة بلاد الشام)، لكاتبه جان داية. فقد قرأت كلاماً غريباً عن علمانية الكواكبي (كما يدعي الكاتب).
وقبل أن أبدأ في سرد النصوص والنقول من المجلة، أرغب من القراء مناقشة علمية جادة، بعيداً عن طرح أسئلة بلا جدوى حقيقية .. كالقول ما الفائدة من هذا النقاش، ولماذا تطرح هذا الموضوع وما إلى ذلك ... فالهدف هو مناقشة لنص أمامنا، وليس الاتهام في النوايا.
أبدأ برأي الكاتب في عبد الرحمن الكواكبي، ثم أعرج على النصوص التي اجتمعت لدي.
يقول الكاتب في ص82، من المجلة، وكان يتحدث عن المسلمين الذين دعوا إلى العلمانية مبكراً:
"ومن الغريب المفاجئ أن الذي فتح الباب أمام المتنورين المسلمين هو الشيخ المعمم عبد الرحمن الكواكبي، ربما بتأثير من سليم البستاني الذي نوه به في مقدمة طبائع الاستبداد ..... ".
أود ممن لديه الكتاب أن ينقل لنا النص الذي يثني فيه الكواكبي على البستاني، لعلنا نعرف سبب هذا الإعجاب.
وهاكم النص الأول الذي استدل به الكاتب، على علمانية الكواكبي:
يقول الكاتب في ص83 من المجلة، متحدثاً عن الكواكبي:
" فهو يقول في فصل (الاستبداد والترقي) من كتابه طبائع الاستبداد (ص208،207) إن (الدين ما يدين يه الفرد، لا ما يدين به الجمع .. ) ويضيف [والكلام هنا للكاتب] مخاطباً أبناء حلب وعموم بلاد الشام:
(يا قوم ... أعيذكم من الخزي والخذلات بتفرقة الأديان، وأعيذكم من الجهل، جهل أن الدينونة لله، وهو سبحانه ولي السرائر والضمائر، ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ... يا قوم، أدعوكم إلى تناسي الإساءات والأحقاد، وما جناه الآباء والأجداد؛ فقد كفى ما فعل ذلك على أيدي المثيرين.
فهذه أمم أوستريا وأمريكا قد هداها العلم لطرائق شتى وأصول راسخة للاتحاد الوطني دون الديني، والوفاق الجنسي دون المذهبي، والارتباط السياسي دون الإداري فما بالنا نحن لا نفتكر في أن نتبع إحدى تلك الطرائق أو شبهها؟. فيقول عقلاؤنا لمثيري الشحناء من الأعاجم والأجانب" دعونا يا هؤلاء، نحن ندبر شأننا، نتفاهم بالفصحاء، ونتراحم بالإخاء، ونتواسى بالضراء، ونتساوى في السراء.
دعونا ندبر حياتنا الدنيا، ونجعل الأديان تحكم في الآخرة فقط. دعونا نجتمع على كلمات سواء، ألا وهي: فلتحي الأمة، فليحي الوطن، فلنحي طلقاء أعزاء).
ما أفهمه من هذه العبارات هو أن:
العلمانية دين يدين به الرجل. فهو يرفض أن يكون للدولة دين بقوله (لا ما يدين به الجمع).
ويرفض المفاضلة بين دين ودين بقوله (أعيذكم من الخزي والخذلان بتفرقة الأديان .. )،
ويرى أن الدول قد تهدى إلى صلاح الدنيا باتباع غير هدي الله باستشهاده بأمريكا وأوستريا (النمسا)،
ودعى إلى تطبيق نماذج هاتين الدولتين، أو ما شابههما
بل أبدى إعجابه بتنحية الدين عن نظام الدولة بقوله (فهذه أمم أوستريا وأمريكا قد هداها العلم لطرائق شتى وأصول راسخة للاتحاد الوطني دون الديني)، وهذا يماثل قول العلمانيين في رفضهم شريعة الله (لسنا وحدنا). أي لسنا نحكم المسلمين فقط، بل هناك ملل أخرى نحكمها ولا نرتضي لها شرع الله.
وتتجلى دعوته في تنحية الدين من الحياة بقوله (دعونا ندبر حياتنا الدنيا، ونجعل الأديان تحكم في الآخرة فقط)، وهذا يشبه شعار العلمانيين (الدين لله، والوطن للجميع)
سأعود إليكم ومعي نص آخر بإذن الله. أود منكم سماع أرائكم، في مدى صحة استنتاجي، وأريد ممن لديه نصوصاً تثبت علمانية الكواكبي، أو لديه موقف لأحد الفقهاء منه أن يذكرها في هذا الموضوع، فلا أريد أن أقتصر على السرد التاريخي دون تسجيل الموقف الشرعي منه .. وجزاه الله خيرا