تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تخريج أحاديث أحكام التشريك في الضمير بين الله والرسول صلى الله عليه وسلم]

ـ[أبو عبد الله مصطفى]ــــــــ[30 - 06 - 07, 10:13 ص]ـ

تخريج أحاديث أحكام التشريك في الضمير بين الله والرسول صلى الله عليه وسلم وأقوال العلماء في ذلك

النصوص التي تدل على الجواز

عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار" ().

وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا تشهد قال الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بالحق بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئا". ().

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه جاء فقال: " أكلت الحمر ثم جاءه جاء فقال أكلت الحمر ثم جاءه جاء فقال أفنيت الحمر فأمر منادياً فنادى في الناس إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية فإنها رجس فأكفئت القدور وإنها لتفور باللحم " ().

النص الدال على النهي

عن عدي بن حاتم أن رجلاً خطب عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس الخطيب أنت قل ومن يعص الله ورسوله فقد غوي " ().

قال صلاح الدين العلائي: الجمع بين هذه الأحاديث وجوه:

أحدها أن هذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم فإنه يعطي مقام الربوبية حقه ولا يتوهم فيه تسويته له بما عداه أصلا بخلاف غيره من الأئمة فإنه مظنة التسوية عند الإطلاق والجمع في الضمائر بين ما يعود إلى اسم الله تعالى وغيره فلهذا جاء بالإتيان بالجمع بين الاسمين بضمير واحد من كلام النبي صلى الله عليه وسلم في الحديثين المشار إليهما وفي قوله صلى الله عليه وسلم أيضا من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وغير ذلك وأمر صلى الله عليه وسلم ذلك الخطيب بالإفراد لئلا يوهم كلامه التسوية وهو مثل الحديث المتقدم من قوله صلى الله عليه وسلم لا تقولوا ما شاء الله وشئت قولوا ما شاء الله ثم شئت، وهذا يرد عليه أن حديث ابن مسعود المتقدم فيه تعليم النبي صلى الله عليه وسلم أمته تلك الخطبة ليقولوها عند الحاجة وفيه ومن يعصهما فيدل على عدم الخصوصية به إلا أن يقال يؤخذ من مجموع الحديثين أن يقولوا في خطبة الحاجة ومن يعص الله ورسوله كم علم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الخطيب ويكون حديث ابن مسعود فيه تعليم أصل خطبة الحاجة لا بجميع ألفاظها وفيه نظر، وثانيها أن النبي صلى الله عليه وسلم حيث أنكر على ذلك الخطيب كان هناك من يتوهم منه التسوية بين المقامين عند الجمع بين الاسمين بضمير واحد فمنع من ذلك وحيث لم يكن هناك من يلبس عليه أتى بضمير الجمع وهذا لعله أقرب من الذي قبله، وثالثها أن ذلك المنع لم يكن على وجه التحتم بدليل الأحاديث الآخر بل على وجه الندب والإرشاد إلى الأولوية في إفراد اسم الله تعالى بالذكر من التعظيم اللائق بجلاله، وهذا يرجع في الحقيقة إلى ما قاله أئمة الأصول أولا لكن بزيادة أن ذلك ليس حتما وحينئذ فلا تكون الواو مقتضية للترتيب، ورابعها أن ذلك الإنكار كان مختصا بذلك الخطيب وكأن النبي صلى الله عليه وسلم فهم عنه أنه لم يجمع بينهما في الضمير إلا لتسويته بينهما في المقام فقال له بئس الخطيب أنت فيكون ذلك مختصا بمن حاله كذلك ولعل هذا الجواب هو الأقوى لأن هذه القصة واقعة عين وما ذكرناه محتمل ويؤثر هذا الاحتمال فيها أن يحمل على العموم في حق كل أحد فإذا انضم إلى ذلك حديث أبي داود الذي علم فيه النبي صلى الله عليه وسلم أمته كيفية خطبة الحاجة وفيها "ومن يعصهما " بضمير التثنية قوي ذلك الاحتمال وهذا مثل ما قيل في قوله صلى الله عليه وسلم لا تفضلوني على موسى مع قوله أنا سيد ولد آدم فقيل في الجمع بينهما وجوه منها أن الذي منعه من التفضيل فهم منه غضا من منصب موسى عليه السلام عند التفضيل عليه فمنعه منه فيكون ذلك مختصا بمن هو مثل حاله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير