[تعليق الدعاء بالشرط، عند الصلاة على الميت]
ـ[توبة]ــــــــ[30 - 06 - 07, 11:01 ص]ـ
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_3952.shtml
إذا عُرضَتْ جنازة والإنسان يشك في كونه مسلماً سواء من الأجانب الذين لا نعرف عن حالهم شيئاً إلا أنه مسلم أو كان من المواطنين الذين كثر في بعضهم النفاق وكثر في بعضهم الردة كترك الصلاة مثلاً فإن الإنسان إذا قدمت له جنازة على هذا الوجه الذي يشك فيه فإن ثمت طريقاً يتمكن فيه من الخلاص وذلك بأن يشترط فيقول إذا تقدم للصلاة عليها وأراد الدعاء لها يقول اللهم إن كان مؤمناً فاغفر له وأرحمه وعافيه إلي أخره ... فيستثني ويشترط ويدل لهذا أن الاشتراط في الدعاء واقع في القرآن وفي آيات اللعان يقول الرجل وأن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين "وتقول المرأة " وأن غضب الله عليها إن كان من الصادقين فُعَلِّق الدعاء بالشرط فكذلك هنا وقد ذكر ابن القيم رحمه الله عن شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وأنه سأله عن أشياء منها أنه قدم إلي شيخ الإسلام ابن تيمية أموات يجهل حالهم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم في المنام عليك بالشرط يا أحمد وأحمد اسم شيخ الإسلام أبن تيمية عليك بالشرط يعني معناه اشترط عند الدعاء له إن كان مؤمناً فاغفر له وأرحمه وبهذا يتخلص من الشك أو الإثم إن صلى عليه وهو غير مسلم إذن أجبنا على الشق الأول وهو إتباع الجنازة وبينا أنه سنة وأن فيه أجراً كبيراً.
نعلم إختلاف العلماء في حكم صلاة الجنازة على الميت تارك الصلاة، وهذا لإختلاف القول في حكم تكفيره، وترك الصلاة عليه زجرا لأمثاله، وإن كان بعضهم يرى أن يصلي عليه بعض المسلمين، إتقاء الفتنة، ونفس الأمر بالنسبة لمن مات ولا يُعلم إسلامه، وإعمال مدى توافق الأصل والظاهر في هذه المسألة.
ولكن سؤالي من خلال ما جاء في فتوى الشيخ ابن عثيمين، رحمه الله،هو:
هل هناك من العلماء غير ابن عثيمين،من يقول بتعليق الدعاء بالشرط على الميت كتارك الصلاة ومن لا يعلم إسلامه؟ وما وجه إستدلاله بالآية، و بما نقله عن الإمام ابن القيم من رؤيا ابن تيمية؟ وفي أي كتاب ورد هذا النقل؟
وهل يصح قياس هذا على من مات منتحرا؟
أرجو التوضيح.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[30 - 06 - 07, 12:57 م]ـ
1 - ذكر ابن القيم رحمه الله هذا الكلام في كتابه الماتع (إعلام الموقعين) وسرد أدلة كثيرة على جواز تعليق الدعاء على الشرط ومنها الدعاء للميت فالعلامة ابن عثيمين رحمه الله قد سُبق إلى هذا القول وأنقل لك كلام ابن القيم بنصه عسى أن تكون فيه فائدة:
[هَلْ تُعَلَّقُ التَّوْبَةُ بِالشَّرْطِ؟] فَإِنْ قِيلَ: هَذَا تَعْلِيقٌ لِلتَّوْبَةِ أَوْ الْإِسْلَامِ بِالشَّرْطِ، وَلَا يَصِحُّ تَعْلِيقُهُ بِشَرْطٍ.
قِيلَ: هَذَا مِنْ قِلَّةِ فِقْهِ مُورِدِهِ؛ فَإِنَّ التَّوْبَةَ لَا تَصِحُّ إلَّا عَلَى هَذَا الشَّرْطِ، تَلَفَّظَ بِهِ أَوْ لَمْ يَتَلَفَّظْ بِهِ، وَكَذَلِكَ تَجْدِيدُ الْإِسْلَامِ لَا يَصِحُّ إلَّا بِشَرْطِ أَنْ يُوجَدَ مَا يُنَاقِضُهُ فَتَلَفُّظُهُ بِالشَّرْطِ تَأْكِيدٌ لِمُقْتَضَى عَقْدِ التَّوْبَةِ وَالْإِسْلَامِ، وَهَذَا كَمَا إذَا قَالَ: " إنْ كَانَ هَذَا مِلْكِي فَقَدْ بِعْتُك إيَّاهُ " فَهَلْ يَقُولُ أَحَدٌ: إنَّ هَذَا بَيْعٌ مُعَلَّقٌ بِشَرْطٍ فَلَا يَصِحُّ؟ وَكَذَلِكَ إذَا قَالَ: " إنْ كَانَتْ هَذِهِ امْرَأَتِي فَهِيَ طَالِقٌ " لَا يَقُولُ أَحَدٌ: إنَّهُ طَلَاقٌ مُعَلَّقٌ، وَنَظَائِرُهُ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُذْكَرَ، وَقَدْ شَرَعَ اللَّهُ لِعِبَادِهِ التَّعْلِيقَ بِالشُّرُوطِ فِي كُلِّ مَوْضِعٍ يَحْتَاجُ إلَيْهِ الْعَبْدُ، حَتَّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ كَمَا {قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ وَقَدْ شَكَتْ إلَيْهِ وَقْتَ الْإِحْرَامِ، فَقَالَ: حُجِّي وَاشْتَرِطِي عَلَى رَبِّك فَقَوْلِي: إنْ حَبَسَنِي حَابِسٌ فَمَحَلِّي حَيْثُ حَبَسْتنِي، فَإِنَّ لَك مَا اشْتَرَطْت عَلَى رَبِّك} فَهَذَا شُرِعَ مَعَ اللَّهِ فِي الْعِبَادَةِ، وَقَدْ شَرَعَهُ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ لِحَاجَةِ الْأُمَّةِ إلَيْهِ، وَيُفِيدُ شَيْئَيْنِ: جَوَازُ
¥