[طبقات المؤذنين]
ـ[أبو عمر البديري]ــــــــ[06 - 06 - 07, 10:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يشك مسلم في أن الأذان شعارٌ من شعائر أهل الإسلام، قال الله - عز وجل - في كتابه: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.
قالت عائشة - رضي الله عنها - وعكرمة ومجاهد, وقيس بن أبي حازم أنها نزلت في المؤذنين، قالت عائشة: فالمؤذن إذا قال: حيّ على الصلاة فقد دعا إلى الله [تفسير القرطبي (15/ 315).].
وقال محمد بن سيرين والسدي, وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم: المراد بها المؤذنون الصلحاء، فليس هناك أحسن ممن يدعوا إلى الله، ويعمل صالحاً، بدليل الآية السابقة، فهو فضل عظيم, وأجر جزيل من رب العالمين.
وقد ألف العلماء _رحمهم الله في طبقات المفسرين.
وفي طبقات القراء.
وفي طبقات المحدثين.
وفي طبقات الفقهاء.
وفي ...
ولم أجد بعد السؤال والبحث مؤلف جمع تراجم من اشتهر من المؤذنين، فأحببت المشاركة في هذا الموضوع، لعلها تكون خطوة لجمع تراجم المؤذنين، وأترك وضع شرط البحث أو الطبقات لمشايخنا الفضلاء.
الطبقة الأولى
1_[بلال بن أبي رباح الحبشي المؤذن، مولى أبي بكر، ويقال له بلال بن حمامة وهي أمه.
• أسلم قديما فعذب في الله فصبر فاشتراه الصديق فأعتقه.
• شهد بدرا وما بعدها.
• وكان عمر يقول أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا رواه البخاري.
• ولما شرع الأذان بالمدينة كان هو الذي يؤذن بين يدي رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ وابن مكتوم يتناوبان تارة هذا وتارة هذا.
• وكان بلال ندى الصوت حسنه فصيحا.
• وما يروى ((أن سين بلال عند الله شينا)) فليس له أصل.
• وقد أذن يوم الفتح على ظهر الكعبة.
• ولما توفي رسول الله ص ترك الأذان، ويقال أذن للصديق أيام خلافته ولا يصح.
• ثم خرج إلى الشام مجاهدا ولما قدم عمر إلى الجابية أذن بين يديه بعد الخطبة لصلاة الظهر فانتحب الناس بالبكاء، وقيل إنه زار المدينة في غضون ذلك فأذن فبكى الناس بكاء شديدا ويحق لهم ذلك رضي الله عنهم.
• وثبت في الصحيح أن رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ قال لبلال: ((إني دخلت الجنة فسمعت خشف نعليك أمامي فأخبرني بأرجى عمل عملته)) فقال: (ما توضأت إلا وصليت ركعتين)، فقال _ صلى الله عليه وسلم _: ((بذاك))، وفي رواية (ما أحدثت إلا توضأت وما توضأت إلا رأيت أن على أني أصلي ركعتين).
• قالوا وكان بلال آدم شديد الأدمة، طويلا نحيفا، كثير الشعر، خفيف العارضين.
• قال ابن بكير توفي بدمشق في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة وقال محمد بن إسحق وغير واحد توفي سنة عشرين قال الواقدي ودفن بباب الصغير وله بضع وستون سنة.
• وقال غيره مات بداريا ودفن بباب كيسان وقيل دفن بداريا وقيل إنه مات بحلب والأول اصح والله أعلم] انتهى من البداية 7/ 100.
2_[عمرو بن أم مكتوم الأعمى، ويقال اسمه عبدالله.
• صحابي مهاجر هاجر بعد مصعب بن عمير، قبل النبي صلى الله عليه وسلم فكان، يقرىء الناس القرآن.
• وقد استخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة غير مرة، فيقال ثلاث عشرة مرة.
وشهد القادسية مع سعد زمن عمر، فيقال انه قتل بها شهيدا، ويقال انه رجع الى المدينة وتوفي بها والله اعلم] انتهى من البداية 7/ 53، توفي رضي الله عنه في سنة (14) هـ
3_[سعد القرظ، مؤذن مسجد قبا، في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم.
• فلما ولى عمر الخلافة ولاه أذان المسجد النبوي.
• وكان أصله مولى لعمار بن ياسر.
• وهو الذي كان يحمل العنزة بين يدي أبي بكر وعمر وعلي إلى المصلى يوم العيد.
• وبقي الأذان في ذريته مدة طويلة]. انتهى من البداية 7/ 344، بتصرف يسير، توفي رضي الله عنه في سنة (39) هـ.
4_ أبو محذورة الجمحي، مؤذن المسجد الحرام، وصاحب النبي صلى الله عليه وسلم أوس بن معير بن لوذان ابن ربيعة بن سعد بن جمح.
• وقيل اسمه سمير بن عمير بن لوذان بن وهب ابن سعد بن جمح.
• كان من أندى الناس صوتا وأطيبه.
• قال ابن جريج أخبرني عثمان بن السائب عن أم عبد الملك بن أبي محذورة عن أبي محذورة قال لما رجع النبي _ صلى الله عليه وسلم _ من حنين خرجت عاشر عشرة من مكة نطلبهم فسمعتهم يؤذنون للصلاة فقمنا نؤذن نستهزئ فقال النبي _ صلى الله عليه وسلم _ لقد سمعت في هؤلاء تأذين إنسان حسن الصوت فأرسل إلينا فأذنا رجلا رجلا فكنت آخرهم فقال حين أذنت تعال فأجلسني بين يديه فمسح على ناصيتي وبارك علي ثلاث مرات ثم قال اذهب فأذن عند بيت الحرام قلت كيف يا رسول الله فعلمني الأولى كما يؤذنون بها وفي الصبح الصلاة خير من النوم وعلمني الإقامة مرتين مرتين الحديث.
• قال الواقدي كان أبو محذورة يؤذن بمكة إلى أن توفي سنة تسع وخمسين فبقي الأذان في ولده وولد ولده إلى اليوم بمكة] انتهى من سير أعلام البلاء (/) بتصرف.
*******************
¥