تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فأصبحتُ يومًا قريبًا منه و نحن نسير، فقلت: يا رسول الله، أخبرني بعمل يُدخلني الجنة و يباعدني من النار، قال: «لقد سألتني عن عظيم، وإنه ليسير على من يسّره الله عليه، تعبد الله ولا تشرك به شيئا، و تُقيم الصلاة، و تؤتي الزكاة، و تصوم رمضان و تحجّ البيت»، ثم قال: «ألا أدلك على أبواب الخير؟» قلت: بلى يا رسول الله، قال: «الصوم جُنّة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماءُ النار، و صلاة الرجل من جوف الليل، قال: ثم تلا قوله تعالى: ((((((صلى الله عليه وسلم) (السجدة:16) ……الحديث (8).

عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكعب بن عُجْرة: «أعاذك الله من إمارة السفهاء»، قال: وما إمارة السفهاء؟ …… وفيه: «يا كعب بن عجرة: الصوم جُنّةٌ، والصدقة تطفئ الخطيئة، والصلاة قربانٌ، أو قال: برهان» (9).

3 ــ الصدقة لا تنقص المال، بل تكون سببا لزيادته و نمائه و بركته، يرزق الله المتصدّق و يجبره و ينصره، و قد أوضح النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في أحاديث كثيرة، ومنها ما يلي:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما نقص مالٌ من صدقة - أو ما نقصت صدقة من مال - وما زاد الله عبدا بعفوٍ إلا عزّا، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله». (10)

قال النووي رحمه الله في شرح قوله صلى الله عليه وسلم: «ما نقصت صدقة من مال»: ذكروا فيه وجهين: أحدهما: معناه أنه يبارك فيه و يدفع عنه المضرّات، فينجبر نقص الصورة بالبركة الخفيّة، و هذا مدرك بالحسّ والعادة، والثاني: أنه وإن نقصت صورته، كان في الثواب المرتّب عليه جبر لنقصه، و زيادة إلى أضعاف كثيرة (11).

عن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاث، والذي نفس محمد بيده إن كنتُ لحالفا عليهنّ: لا ينقص مال من صدقة فتصدّقوا، ولا يعفو رجلٌ عن مظلمة يريد بها وجه الله إلا رفعه الله بها عزّا يوم القيامة، ولا يفتح رجلٌ على نفسه باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر» (12)

عن ابن عباس رضي الله عنهما رفعه قال: «ما نقصت صدقة من مال قطّ، وما مَدَّ عبدٌ يده بصدقة إلا ألقيت بيد الله قبل أن تقع في يد السائل، ولا فتح عبدٌ باب مسألة له عنها غني، إلا فتح الله عليه باب فقر» (13).

وكذلك أوضح النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى يُخلف على المنفق، بمعنى أن ما ينقص من المال بسبب الصدقة لا يلبث الله تعالى أن يُعوّضه بما يُعطى المتصدّق من رزقه المتجدّد.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من يوم يُصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقًا خلفًا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكًا تلفًا» (14).

4 ـ من فوائد الصدقة وآثارها الحميدة التي يجنيها المتصدّق رضوان الله سبحانه و تعالى، لأن الصدقة تطفئ غضب الربّ، فهي طريق الله الموصلة إلى رحمته، جالبة رضاه، مبعدة سخطه، وتضافرت النصوص الواردة في السنة المطهرة، على ذلك. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الصدقة لتطفئ غضب الربّ، وتدفع ميتة السوء» (15).

عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صنائع المعروف تقى مصارع السوء و صدقة السرّ تطفئ غضب الربّ، و صلة الرحم تزيد في العمر» (16).

5 ـ من فوائد الصدقة و ثمراتها التي يجنيها المتصدّق أنها تهدم حصون الشياطين، و تكسر أنيابهم، و تحطّم قيودهم، و تردّ كيدهم، و تصدّ بغيهم، و قد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن إخراج الصدقةُ يؤلم سبعين شيطانا رجيما حرصوا على عدم أدائها.

عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يخرج رجل شيئا من الصدقة حتى يفك عنه لحيي سبعين شيطانا». (17).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير