4 ـ من فوائد الصدقة و ثمراتها أنها إذا كانت من كسب طيب و خالصة لوجه الله فإن الله يقبلها و يضاعف ثوابها لصاحبها، ويكفي أن يعلم المتصدق أن ما يقدمه من صدقات لوجه الله تعالى فإنما يحتفظ به لنفسه، حيث يوضع هذه الصدقات في بنك التوفير والادخار، يقول تعالى: (((((() (التغابن: 18)
وأوضح النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى يبارك في الصدقة القليلة ويُنَمِّيها حتى تكون في الآخرة شيئاً عظيماً.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما تصدق أحدٌ بصدقة من طيّب، ولا يقبل الله إلا الطيّب، إلاّ أخذها الرحمن بيمينه، وإن كانت تمرة، فتربُو في كفّ الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل، كما يُربّي أحدُكم فَلُوَّه أو فصيله» (26)
الصدقة دليل على صدق الإيمان، لأن الإيمان حينما يتمكن من النفس البشريّة يسمو بالنفس و يعلو بالهمّة، و حينما تكون النفوس عظيمة تعلو بالإنسان على ماديّته الحيوانية إلى الروحانية الصافية التي ترقى به من الفردية إلى الشعور بالآخرين، إلى مشاركتهم آلامهم، والبذل والإنفاق، ثم الإيثار حتى تصل إلى مرحلة التضحية والفداء.
وبهذا يكون المجتمع المسلم مجتمع التكافل والرحمة والتلاحم والروابط الإنسانية يسود العدل والإحسان والتكامل وتشد أفراده روابط الأخوة وتشابك المصالح.
الهوامش:
(1) أخرجه الطيالسي في مسنده برقم (1161) و (1162) و أحمد في مسنده 4/ 130 و 202، والترمذي 5/ 136 برقم (2863) و (2864) في الأمثال، باب ما جاء في مثل الصلاة والصيام والصدقة. وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب.
(2) الوابل الصيّب ص (57 و 59).
(3) رواه الترمذي 3/ 52 برقم (664) في الزكاة، باب ما جاء في فضل الصدقة، و قال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وابن حبان في صحيحه كما في الإحسان 8/ 103 برقم (3309) في الزكاة، باب صدقة التطوع. .
(4) رواه الطبراني في الأوسط 6/ 298 برقم (5639).
(5) رواه الطبراني في الكبير 4/ 274 برقم (4402).
(6) رواه الطبراني في الكبير 8/ 312 برقم (8014)، وقال الهثيمي في المجمع 3/ 115: رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن. وقوله صلى الله عليه وسلم: (صدقة السّر تطفئ غضب الرب) صحّحه الألباني بمجموع طرقه و شواهده، وأورده في الصحيحة برقم (1908).
(7) أخرجه أحمد 5/ 401 - 402، والبخاري في الصلاة 2/ 8 برقم (525) باب الصلاة كفّارة، و3/ 301 برقم (1435) في الزكاة، باب الصدقة تكفّر الخطيئة، و برقم (3586) في المناقب، باب علامات النبوّة في الإسلام، و برقم (7096) في الفتن، باب الفتنة التي تموج كموج البحر، و مسلم 4/ 2218 برقم (144) في الفتن، باب في الفتنة التي تموج كموج البحر، والترمذي 4/ 454 برقم (2258) في الفتن، باب (71).
(8) رواه أحمد 5/ 231، والترمذي 5/ 13 برقم (2616) في الإيمان، باب ما جاء في حرمة الصلاة، والنسائي في الكبرى 6/ 428 برقم (11394) في التفسير، باب قوله تعالى: (((()، وابن ماجة 2/ 1314 برقم (3973) في الفتن، باب كفّ اللسان في الفتنة.
(9) قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
(10) رواه عبدالرزاق في المصنف برقم (20719) و من طريقه أحمد 3/ 321، والحاكم في المستدرك 4/ 422. وصحّحه الحاكم و وافقه الذهبي، ورواه ابن حبان في صحيحه كما في الإحسان 5/ 9 برقم (1723)، وذكره الهيثمي في المجمع 5/ 248: وقال: رواه أحمد والبزار و رجالهما رجال الصحيح.
(11) أخرجه الدارمي 1/ 396، و مسلم في صحيحه 4/ 2001 برقم (2588) في البرّ والصلة، باب استحباب العفو والتواضع، و ابن حبان في صحيحه كما في الإحسان 8/ 40 برقم (3248) باب ذكر نفي النقص عن المال بالصدقة مع إثبات نمائه بها.
(12) شرح مسلم للنووي 16/ 141 - 142.
(13) أخرجه أحمد 1/ 193، وأبو يعلى في مسنده 2/ 159 برقم (849) والبزّار كما في كشف الأستار برقم (929).
(14) رواه الطبراني في الكبير 11/ 405 برقم (12150). وقال الهيثمي في المجمع 3/ 110: رواه الطبراني في الكبير و فيه من لم أعرفه.
(15) رواه البخاري في صحيحه 3/ 304 برقم (1442) في كتاب الزكاة باب قول الله تعالى: ?فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى?، ومسلم في صحيحه 2/ 700 برقم (1010) في كتاب الزكاة باب في المنفق والممسك.
¥