ونسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجيرنا من هول يوم الوعيد، وأن يؤمننا من سطوة ذلك اليوم الشديد، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وأن يتقبل منا ومنكم صالح العمل إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وفي شرح الترمذي قال –حفظه الله- في باب ما يقول في السجود في القرآن:
من أشهر الصور في الامتهان لأن الشيء بالشيء يذكر منها ما يفعله البعض-هداهم الله وأصلحهم- خاصةً أيام الاختبارات فتجدهم يأتون بكتب العلم وبمذكرات العلم ويرمونها أو يضعونها عند أبواب الفصول بجوار الطرقات وقد يرمونها رمياً على الأرض فتهب الرياح فتتطاير الأوراق كل ورقة تطايرت امتهنت وقعت في نجاسة وقعت في شيء هذا من الامتهان فيتحمل صاحبه مسؤليته؛ لأن هذه سببية مفضية للامتهان، وهذا أمر ينبغي أن يتنبه له أن أي شيء فيه ضرر تعاطى الإنسان السبب المفضي بالضررية سواء كان حسياً أو كان معنوياً مثل كتب العلم التي تصان وتحفظ فإنه يتحمل المسؤولية في هذا، وهكذا لو جاء ووضع - مثلاً - كتب العلم في الطريق أو جاء ووضعها عند باب المسجد أو وضعها بجوار الأحذية-أكرمكم الله- هذه كلها يتحمل فيها المسئولية والبعض يقول ما فيه دليل؟!
ما في دليل أننا ما نضع المصحف على هذه الطريقة، ما في دليل على أننا نضع المصحف، ما في دليل على أننا ما نضع المسجل فوق المصاحف .. !!
{فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}
إذا وصل الإنسان إلى هذه الدرجة أنه ما يعي ولا يفهم تعظيم شعائرالله-عز وجل- إلى هذا الحد فليبك على نفسه هو لابد أن يأتيك الدليل أين قوله-تعالى-: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} العبد إذا أحسن أنها هذه رسالة ملك الملوك وأن هذه كتب العلم كان بعض علمائنا-رحمهم الله- يغضب إذا رمي بكتاب الحديث على الأرض والآن تجد طالب العلم يأتي بعضهم يريد أن يصلي تحية المسجد فيرمي الكتاب على الأرض حتى يسمعه من أطراف المسجد إذا لم يحترم طلاب العلم كتب العلم من يحترمها.؟
وإذا كان طالب العلم لا يقدس ولا يشرف هذا العمل ويظهر إجلاله وتوقيره من الذي يجله.؟
يأتي يمد رجليه والكتاب بين يديه ثم يأتي في حلقة العلم يجلس القرفصاء والكتاب عند قدمه هل ترضي أن تنام وتضع رأسك ويأتي إنسان ويضع قدمه بجوار رأسك؟!
نعم إذا كان القلب ميتاً نعم، أما إذا كان إنسان حي وعنده نفس حية لا يمكن أن يرضي لنفسه ولا يرضي لكتاب الله أن يمتهن هذا الامتهان وتجد بعضهم يضع المصحف على الكرسي ثم يمد رجليه والكرسي أمام قدميه ثم يقول: ما فيه دليل.!
علماء ما شاء الله علماء.!
ما في دليل هذا ما هو دليل ما في دليل.!
اذهب واسأل العلماء الربانيين الذين عندهم علم وبصيرة إذا كنت تجهل، أما أن يتعاطى أسباب الامتهان لكتاب الله وأحاديث رسول الله-صلى الله عليه وسلم- فهذا أمره عظيم-نسأل الله السلامة والعافية- يخشى على صاحبه؛ لأن هذا سيربي الطلاب غداً وسيربي من وراءه على احتقار العلم، وعلى كل طالب علم أن يزم نفسه بزمام الورع والتقوى يقول الإمام مالك-رحمه الله- كما ذكر الذهبي وغيره في السير يقول: رأيت أيوب بن أبي تميم السختياني صاحب ابن عمر كان يقول ابن عمر-رضي الله عنهما- كما روي أبو نعيم في الحلية: أيكم الأبيض المشرب بحمرة؟ قالوا: ذاك أيوب السختياني قال: أراه أصلحكم فكان من خيار عباد الله الصالحين يقول: رأيته أكثر من مرة فما أخذت عنه الحديث حتى رأيته في الحجر ذكر حديث رسول الله-صلى الله عليه وسلم- ففاضت عيناه من الدمع فأخذت عنه الحديث، ولو سواه واحد اليوم قالوا هذا غلو! انظر كيف المحبة للنبي- صلى الله عليه وسلم - والتعظيم للشعائر؟! هذه الأمة كلها قامت على الأدب وعلى التوقير وعلى الإجلال وعلى حفظ هذه الحقوق وليس هذا من الغلو، أصبح الجهل بهذه الأشياء يجعل كل شيء من السُّنة غلواً جاء قال لك: ما في دليل، فإن جئته بدليل قال: صحيح فيه دليل بس أنت تغلو قال أحدهم: جلست في مجلس فجعلت أقول: (سبحان الله سبحان) وأكثر من التسبيح فوجئت بأحدهم قبض على رقبتي يقول: يا أخي أنت تغلو في الذكر لا حول ولا قوة إلا بالله؛ لأنه قل الذاكرون وقد تركت لأهل البدع ولأهل الأهواء أنهم هم الذين
¥