تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الخزانة الكتانية .. من أندر المكتبات الخاصة بالعالم الإسلامي]

ـ[الرايه]ــــــــ[20 - 01 - 08, 11:21 م]ـ

من أندر المكتبات الخاصة بالعالم الإسلامي

الخزانةُ الكتانيَّة

من أندرِ المكتباتِ الخاصةِ في العالمِ الإسلامي، مكتبةُ الشيخِ عبدِالحي الكتاني، التي حوَت جميعَ المعاني، ولم يكن لها في عصرها ثان.

مكتبتهُ من النوادر بلا نزاع، وذكرها في الأرضِ قد ذاع وشاع.

عَشِقَ جمعَ الكتاب؛ فجمعَ العجَبَ العُجاب، ولم يكن مجردَ جامع! بل كان بالاطلاع واسعاً.

وقبلَ البدايةِ عن الحديثِ عنها أذكرُ نبذةً مختصرةً عن صاحبها.

هو شيخ شيوخنا العلاَّمة الكبير والمسند الشهير المحدِّث الحافظ السيد محمد عبدالحي بن عبدالكبير الكَتّاني الحسني الفاسي، ولدَ بفاس سنة 1302هـ ونشأ نشأةً علمية؛ فقد تلقى العلم عن عدد من العلماء، منهم والده، وأخوه السيد محمد، وخاله السيد جعفر بن إدريس الكتاني، وابن خاله السيد محمد بن جعفر الكتاني، والشيخ أحمد ابن الخياط، وغيرهم.

رحلَ في طلبِ العلم ولقاء الشيوخ والمسندين إلى عدَّة بلدان، منها: الحجاز ومصر والشام وتونس والقدس، وروى عن أكثر من خمسمائة نفس، وله ما يزيد على ثلاثمائة مؤلَّف.

وتوفي بفرنسا سنة 1382هـ.

مكتبته

يصفها لنا نجلهُ الأديب السيد أبو بكر (1) فيقول: (جمعَ مكتبةً سرت بحديثها الركبان من أقاصي الشرق إلى أقاصي الغرب بهمتهِ العالية وولوعه العجيب في هذا الباب). ثم قال: (وحازت مكتبته أكبر شهرة في العالم الإسلامي والغربي واحتاج إليها العلماء والأدباء ورجال الدولة).

ويقول المؤرخ العلاّمة خير الدين الزركلي (2): (كان جمَّاعةً للكتبِ، ذخرت خزانته بالنفائس، وضُمَّت بعد سنوات من استقلال المغرب إلى خزانة الكتب العامة في الرباط؛ فرأيتُ على كثيرٍ منها تعليقات بخطه في ترجمة بعض مصنفيها أو التنبيه على فوائد فيها).

قلتُ: مثالُ ذلكَ ما وقفتُ عليه من كتبه المحفوظة اليوم بالخزانة الملكية بالرباط كتاب (الدر الثمين في أسماء المصنِّفين) فكتبَ عليه: (هذا كتاب الدر الثمين في أسماء المصنفين للإمام المحدث المؤرخ البارع تاج الدين أبي طالب علي بن أنجب البغدادي المعروف بابن الساعاتي، خازن الكتب للمستنصر العباسي ببغداد المتوفى 674 وهو كتاب عظيم في ستة مجلدات نادر الوجود لا أعلم أنه يوجد الآن في مكتبة لا في الشرق ولا في الغرب. ظفرتُ بهذا المجلد منه في تونس عام 1340 كتبه مالكه: محمد عبدالحي الكتاني الحسني حمد مولاه مسعاه آمين).

وقال العلاَّمة السيد إدريس القيطوني (3): (جمعَ مكتبةً عظيمةً كمَّاً وكيفاً فيها من نوادر المخطوطات ما يعجز فرد عن جمعه ولا تكاد تجد كتاباً فيها على كثرةِ ما فيها لم يطالعه ويُعلق عليه بخطه).

وقال لي شيخنا الأديب عبدالواحد الخريف: (زرتُ السيد الكتاني ورأيتُ مكتبته كأنها مكتبة الدولة في الطول والارتفاع).

ويتحدث العلاَّمة الأستاذ محمود محمد شاكر (4) عن همة السيد عبدالحي بقوله: (أُتيح له أن يجمع مكتبة في داره بفاس تُعدُّ من أغنى المكتبات الخاصَّة وأنفسها في العالم العربي كله، فيها من النفائس والنوادر والغرائب ما لا يوجد في غيرها. وهو لا يكاد يسمع بكتابٍ نادر ٍحتى يسارع إلى استنساخهِ أو تصويره بالفوتوغراف. وها هو قد نزلَ مصر فجمع من شوارد المخطوطات ونوادرها أشياء كانت بين سمع دور كتبنا وبصرها، ثم غفلت عنها).

ويتحدث المؤرخ الشيخ محمد راغب الطباخ في مقاله المنشور بمجلة (الاعتصام) الحلبية عن همة السيد عبدالحي وشغفه بالكتب وجمعها حينما لقيه بطرابلس الشام بقوله: (وهناك أطلعني سيدي الشيخ على ما ابتاعه من المخطوطات النادرة من مصر والحجاز وما أُخذ له من الكتب النفيسة بالمصوَّر الشمسي (الفوتوغراف)، ومن جملتها: كتاب للحافظ السخاوي في ثلاثة مجلدات (5) فيه ترجمة شيخه الحافظ ابن حجر ومشيخته لا غير).

ثم قال: وهنا تجلَّى لي شغفُهُ العظيم بالكتب وغرامه بها وسعيه الحثيث لاقتناء النفائس منها بالاستنساخ والابتياع).

قلتُ: وقد حدثني نجله شيخنا عبدالرحمن الكتاني قال: (كان في مكتبة والدي قسمٌ خاص للمصورات، وصوَّر عدداً كبيراً من دار الكتب المصرية).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير