[هل تجوز: "الفضفضة" بسبب شدة الأذية من البعض؟]
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[16 - 01 - 08, 06:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:
في هذه الأيام يعاني كثير من الناس من بعضهم البعض.
انتشر الظلم ما بين كثير من الناس.
وأشار أحد أهل العلم " إلى أن الظلم في عالم النساء أكثر "
وازدادت الضغوط وقلة الرحمة عند كثير من الناس.
وبات البعض يشعر بالهموم المتراكمة بسبب أذية البعض له، فصار يحتاج إلى ما يسمى " بالفضفضة ".
وسمعت بنفسي سيدة اتصلت لتشتكي في برنامج مخصص للإفتاء وتشير إلى أنها، لا تقصد أن تذكر خلق الله بسوء، ولكنها، تشعر بضغط نفسي يجعلها تتعب إذا لم تخرج ما في خاطرها لأحد ما.
علما أن المفتي في البرنامج لم يجب كما أذكر.
فهل يجوز للإنسان " الفضفضة": أي: ذكر أخاك بما يكره بهذه الحجة بارك الله فيكم.؟
هذا والله أعلم وأحكم
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[16 - 01 - 08, 09:20 م]ـ
ما حد الغيبة وما حكمها؟
سؤال:
ما حد الغيبة وما حكمها؟
الجواب:
الحمد لله
الغيبة هي أن يذكر الإنسان عيب أخيه المسلم في غيبته بما يكرهه لو بلغه من غير حاجة لذلك.
فقولي: أن يذكر عيب أخيه. هذا يخرج الحديث عن الغير بالمدح والثناء.
وقولي: المسلم: يخرج بذلك الكافر فلا غيبة له.
وقولي: في غيبته. أخرج بذلك الحاضر فالحديث عنه لا يسمى غيبة في أصح قولي العلماء.
وقولي: بما يكرهه لو بلغه. خرج بذلك ما رضي به.
وقولي: من غير حاجة لذلك. خرج بذلك ما كان لمصلحة شرعية كالتحذير من المبتدع لتتقى بدعته.
ويجب في ذلك مراعاة أمور:
الأول: الإخلاص لله تعالى وإرادة وجهه.
الثاني: مراعاة المصلحة في ذلك.
الثالث: أن يكون الحديث مقصوراً على موضع الزلل دون تجاوزه إلى غيره بدون فائدة.
وقد اتفق العلماء على تحريم الغيبة بدون مصلحة وجزم أكثرهم على أنها من الكبائر وهي مراتب متفاوتة بعضها أشد من بعض فمن اغتاب عالماً ليس كمن اغتاب جاهلاً قال تعالى { ... وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) الحجرات/12.
وفي صحيح مسلم من حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (أتدرون ما الغيبة قالوا الله ورسوله أعلم قال [ذكرك أخاك بما يكره قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: (إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهَتَّه).
وروى أبو داود في سننه من طريق نوفل بن مساحق عن سعيد بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق).
وقال صلى الله عليه وسلم (إن دماءَكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ليبلغ الشاهد الغائب فإن الشاهد عسى أن يبلغ من هو أوعى له منه) متفق عليه من حديث أبي بكرة.
ومن أقبح أمور الغيبة وأشدّها حرمة تنقُّص المسلم واحتقاره وازدراؤه وبذل الجهد في إهانته وإسقاط حرمته والنيل من عرضه. فهذا الخلق الذميم والداء العظيم كبيرة من كبائر الذنوب وصاحبه معرض للوعيد والبطش الشديد.
،،،،،،،،،،،،
بعض الأحوال التي تجوز فيها الغيبة
سؤال:
ما هي المواضع التي يحل فيها الكلام عن أخي المسلم في غيابة ولا تعتبر غيبة؟
الجواب:
الحمد لله
"الغيبة هي: ذكر المسلم أخاه بما يكره، من المثالب والمعايب ونحوهما. ولكن هناك مواضع ذكرها العلماء يتكلم فيها المسلم عن أخيه بناء على المصلحة، وهذه المواضع منها: طلب الإنصاف من الظالم، فيقول للقاضي أو الحاكم مثلاً: ظلمني فلان بكذا.
ومنها: طلب الفتوى، فيقول المستفتي للمفتي: فعل فلان بي كذا، فهل هذا حق له أم لا؟
ومنها: تحذير المسلمين من أهل الشر والريب؛ كجرح المجروحين من الرواة والشهود.
ومنها: الاستشارة في مصاهرة إنسان أو مشاركته أو مجاوراته.
ومنها: ذكر المجاهر بالفسق بما يجاهر به.
ومنها: التعريف بالشخص إذا لم يقصد التنقص بأن يكون معروفاً بلقب؛ كالأعمش والأعرج والأصم ونحوها.
¥