نجا ومن لم يفعل هلك)).
فهذا الحديث لا أساس له من الصحة، بل هو باطل وكذب، وقد مر على المسلمين أعوام كثيرة صادفت فيها ليلة الجمعة ليلة النصف من رمضان فلم تقع فيها بحمد الله ما ذكره هذا الكذاب من الصيحة وغيرها مما ذكر؛ وبذلك يعلم كل من يطلع على هذه الكلمة أنه لا يجوز ترويج هذا الحديث الباطل، بل يجب تمزيق ذلك وإتلافه والتنبيه على بطلانه. ومعلوم أنه يجب على كل مسلم أن يتقي الله في جميع الأوقات، وأن يحذر ما نهى الله عنه حتى يتم أجله، كما قال الله سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [2] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=261141#_ftn2)، والمراد باليقين: الموت، وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [3] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=261141#_ftn3)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه: ((اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن)) [4] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=261141#_ftn4)، والآيات والأحاديث في وجوب لزوم التقوى والاستقامة على الحق والحذر من كل ما نهى الله عنه في جميع الأوقات في رمضان وفي غيره كثيرة معلومة.
وفق الله المسلمين لما يرضيه، ومنحهم الفقه في الدين، وأعاذنا وإياهم من مضلات الفتن، ومن شر دعاة الباطل إنه جواد كريم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه. (26/ 339)
[1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=261141#_ftnref1) أجاب عليه سماحته بتاريخ 14/ 5/1414هـ.
[2] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=261141#_ftnref2) سورة الحجر، الآية 99.
[3] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=261141#_ftnref3) سورة آل عمران الآية 102
[4] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=261141#_ftnref4) أخرجه أحمد في مسند الأنصار رضي الله عنهم، حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه برقم 20847.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[24 - 09 - 09, 02:47 م]ـ
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب العلم والسنة والملاحم والفتن
1 - قوله صلى الله عليه وسلم في حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه. (فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة بسند صحيح (6/ 403)
2 - جاء في رواية أخرى: ((إني تارك فيكم ما لن تضلوا إن اعتصمتم به كتاب الله وسنتي)) أخرجها الحاكم بسند جيد. (8/ 155) (24/ 182)
3 - الترمذي - رحمه الله – الغالب على تصحيحه وتحسينه أنه جيد، ولكنه قد يضعف بعض الأحاديث وهي عند غيره قوية لكن سندها عنده ضعيف، وقد يحسن بعض الأحاديث ويصححها وهي ليست كذلك عند غيره من أئمة الحديث.مثل: حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، في المرأة التي دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي يد ابنتها مسكتان من ذهب، فقال لها - صلى الله عليه وسلم -: " أتعطين زكاة هذا؟ ".
الحديث في باب الزكاة، وهو عند الترمذي ضعيف؛ لأنه من طريق المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب، وهو ضعيف - أعني: المثنى - وهو عند أبي داود والنسائي جيد؛ لكونه من رواية بعض الثقات عن عمرو بن شعيب، وحكم عليه الحافظ في البلوغ بأن إسناده قوي.
فالمقصود: أنه عند أبي داود والنسائي جيد، وحكم عليه الحافظ في البلوغ بأن إسناده قوي؛ فالمقصود أنه عند أبي داود والنسائي جيد، وأما عند الترمذي فضعيف؛ لكونه من رواية المثنى بن الصباح - كما تقدم - ولديه أحاديث أخرى – رحمه الله – صححها أو حسنها وهي ضعيفة. والمقصود من هذا: أنه لا يكفي تصحيحه ولا تحسينه، بل لابد من مراجعة الأسانيد وكلام أهل العلم في ذلك، حتى يكون الطالب على بينة، وهكذا رواية أبي داود والنسائي وابن ماجة والدارمي والإمام أحمد – رحمهم الله جميعاً – يروون الضعيف والصحيح. فإذا سكت أبو داود أو النسائي او ابن ماجة والدارمي أو غيرهم ممن لم يلتزم الصحة فيما يرويه، فراجع الأسانيد وناقلها – إن كان عندك دراية ومعرفة – وإلا راجع كلام أهل العلم؛ كالحافظ في (التلخيص)، و (نصب الراية) للزيلعي، و (فتح الباري)، وغيرهم. ولا تتعجل في التصحيح ولا التضعيف حتى يكون عندك أهلية؛ لأن هذه أمور خطيرة، بخلاف الصحيحين، فأحاديثهما متلقاة بالقبول عند أهل العلم، وقد صرح أبو داود – رحمه الله – أنه إذا سكت عن شيء فهو صالح للاحتجاج به عنده، يقول عنه – رحمه الله – الحافظ العراقي في ألفيَّته ما نصه:
وما من وهن شديد قلته @@@ وحيث لا فصالح خرَّجته
يعني الذي فيه وهن شديد يبينه، والذي يسكت عنه صالح، ولكن ليس على إطلاقه، فقد يكون ضعيفاً عند غيره وإن كان صالحاً عنده، كما أوضح ذلك أهل العلم؛ كالحافظ ابن حجر وغيره. (24/ 27)
¥