[الحكمة من الأذان في أذن الوليد عند من يقول باستحباب ذلك.]
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[09 - 08 - 09, 01:50 ص]ـ
[الحكمة من الأذان في أذن الوليد عند من يقول باستحباب ذلك.]
السؤال: قرأت في أحد المنتديات هذا الموضوع وأرجو التأكد من صحته: لماذا نؤذن في أذن الطفل اليمنى ونقيم الصلاة في الأذن اليسرى .. ؟
عند ولادة الطفل أمرنا رسولنا الكريم بأن نؤذن في أذنه اليمنى ونقيم الصلاة في الأذن اليسرى؟
فهل فكرنا وتأملنا قليلاً ما هي العبرة من هذا الفعل؟
إيمانا واعتقاداً جازماً أن كل ما جاء به الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم إنما هو لعبرة وعظة.
فمعلوم أن كل أذان يتبعه إقامة وكل إقامة يتبعها صلاة،،، فأين هي الصلاة!!!! هنا؟؟؟
تفكروا قليلا!!!
هذا هو الأذان وهذه هي إقامة الصلاة تمت في أذن الطفل فأين الصلاة؟
إن الصلاة تصلى عند وفاته ألم تلحظوا أن صلاة الجنازة بدون أذان ولا إقامة، إنما كان الأذان والإقامة يوم مولده والصلاة يوم وفاته، وهذه عبرة على أن الدنيا ما هي إلا ساعة فاجعلها أخي طاعة لخالقك ولا تنسى ذكره وشكره وتلذذ بعبادته وتقرب إليه يملأ قلبك نورا ورضا، فاللهم لا تشغلني برزقك عن قربك ولا بلهو عن ذكرك ولا بحاجة من حوائج الدنيا عن عبادتك وشكرك.
اللهم لا تأخذنا منك إلا إليك ولا تشغلنا عنك إلا بك، واجعل أعمالنا وأقوالنا وحياتنا كلها خالصة لوجهك الكريم، وطهر قلوبنا من الرياء والنفاق وسوء الأخلاق.
الجواب:
الحمد لله
أولا:
الأحاديث الواردة بشأن الأذان والإقامة في أذن الوليد لا تخلو أسانيدها من ضعف، وخاصة ما ورد منها بشأن الإقامة في الأذن اليسري، فإنها في غاية الضعف، ومن أخذ بها من أهل العلم فمن باب الترخص بالأخذ بالضعيف في فضائل الأعمال.
وينظر موقفنا من أحاديث فضائل الأعمال الضعيفة في إجابة السؤال رقم: (44877 ( http://www.islam-qa.com/ar/ref/44877)) .
قال الشيخ الألباني رحمه الله:
"هذا بيان للناس، كنا نقول من قبل بشرعية الأذان في أذن المولود، مع العلم بأن الحديث الذي ينص على سنية الأذان في أذن المولود، مروي في سنن الترمذي بإسناد ضعيف، لكننا نحن على طريقة تقوية الأحاديث الضعيفة بالشواهد، كنا وجدنا لهذا الحديث شاهداً في كتاب ابن القيم الجوزية المعروف بـ (تحفة الودود في أحكام المولود)، كان يومئذ عزاه لكتاب (شعب الإيمان) للبيهقي، ومع أنه صرح بأن إسناده ضعيف، فقد اعتبرت تصريحه هذا بأن السند ليس شديد الضعف، وبناء على ذلك اعتبرته شاهداً لحديث الترمذي، وهو من رواية أبي رافع، ولم يكن يومئذ كتاب (شعب الإيمان) بين أيدينا، لا مخطوطاً، ولا مطبوعاً.
واليوم فقد تيسر طبع هذا الكتاب (شعب الإيمان)، وإذا بهذا الحديث رواه الإمام البيهقي في كتابه الشعب بسند فيه راويان متهمان بالكذب، وحينئذ تبين لي أن ابن القيم رحمه الله كان متساهلاً في تعبيره عن إسناد الحديث بأنه ضعيف فقط، وكان الصواب أن يقول: بأنه ضعيف جداً، لأنه في هذه الحالة لا يجوز لمن يشتغل بعلم الحديث، أن يعتبر الشديد الضعف شاهداً لما كان ليس شديد الضعف. وحينئذ لم يسعني، إلا التراجع عن تقوية حديث أبي رافع في سنن الترمذي، بحديث شعب الإيمان لشدة ضعفه. فبقي حديث أبي رافع على ضعفه، ونحن على ما هدانا الله عز وجل إليه من عدم جواز العمل بالحديث الضعيف، رجعنا إلى القول ما دام أن حديث أبي رافع أصله ضعيف السند، والشاهد له أشد ضعفاً منه. إذاً بقي الضعف على ضعفه، رجعنا عن القول السابق بسنية، أو شرعية الأذان في أذن المولود "
انتهى باختصار.
وقال الشيخ سليمان بن ناصر العلوان:
" الحديث الوارد في الأذان في أُذن المولود لا يثبت ... ولا يصح في الباب شيء؛ فيصبح الأذان في أذن المولود غير مستحب. والأحكام الشرعية – من واجبات ومندوبات ومحرمات ومكروهات – لا تقوم إلا على أدلة صحيحة وأخبار ثابتة " انتهى.
وسئل الشيخ ابن عثيمين:
هل الأذان للمولود في أذنه اليمنى والإقامة في أذنه اليسرى يكون في اليوم السابع أم في اليوم الأول، أم متى يكون ذلك؟
فأجاب رحمه الله:
" أولا: لابد أن نسأل: هل هذا من الأمور المشروعة أم لا؟
¥