[حيرة تتكرر على بعض الأئمة: ختم القرآن أم التخفيف والترغيب في قيام رمضان!!]
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[21 - 08 - 09, 05:52 م]ـ
في كل عامٍ يحتارُ بعض إخواننا الذين بُلوا بإمامة النَّاس وانقسمَ مأمومهمْ إلى شعبتين أو ثلاثٍ بين راغبٍ في ختم القرآن في الصلاة وآخر داعٍ إلى التخفيف ليكتبَ له أجر متابعة الإمام لحين ينصرف وثالث داعٍ إلى ترك ذاك وذا.
مع العلم أنَّ الختم في الصلاة لا يتعدى النَّدب والاستحباب , كما أن تفويته لغير عذر ضربٌ من الحرمان والتَّباب.!
مع أنَّ بعض الفقهاء أشار إلى مراعاة المأموم عند إرادة الختم أكثر من مرةٍ وأغفلهُ في الختمة الواحدة طيلة الشهر قال المرداوي رحمه الله:
" يستحب أن لا يزيد الإمام على ختمة إلا أن يؤثر المأموم، ولا ينقص عنها. نص عليه وهذا هو الصحيح من المذهب"
فلاحظ إشارتهُ إلى إيثار المأموم عند إرادة الزيادة وإغفالها عند النقص عن الختمة الواحدة.
والقدرُ المستحب في كل ركعةٍ محل خلاف قديم بين أهل العلم , قال السرخسي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في المبسوط
" واختلف فيه مشايخنا رحمهم الله تعالى قال بعضهم:
يقرأ مقدار ما يقرأ في المغرب تحقيقاً لمعنى التخفيف، لأن النوافل يحسن أن تكون أخف من الفرائض، وهذا شيء مستحسن لما فيه من درك الختم، والختم سنة في التراويح.
وقال بعضهم: في كل ركعة من عشرين آية إلى ثلاثين آية، أصله ما روي عن عمر رضي الله عنه أنه دعا ثلاثة من الأئمة واستقرأهم، فأمر أحدهم أن يقرأ في كل ركعة ثلاثين آية، وأمر الآخر أن يقرأ في كل ركعة خمسة وعشرين آية، وأمر الثالث أن يقرأ في كل ركعة عشرين آية.
وروى الحسن عن أبي حنيفة رحمهما الله تعالى أن الإمام يقرأ في كل ركعة عشر آيات ونحوها وهو الأحسن لأن السنة في التراويح الختم.
"
يقول العلامة بن عثيمين رحمه الله: "وأما ما يفعل بعض الناس من الإسراع المفرط فإنه خلاف المشروع، فإن أدى إلى الإخلال بواجب أو ركن كان مبطلا للصلاة. وكثير من الأئمة: لا يتأنى في صلاة التراويح وهذا خطأ منهم، فإن الإمام لا يصلي لنفسه فقط، وإنما يصلي لنفسه ولغيره، فهو كالولي يجب عليه فعل الأصلح، وقد ذكر أهل العلم انه يكره للإمام أن يسرع سرعة تمنع المأمومين من فعل ما يجب."
ويقول الشيخ صالح الفوزان أمد الله في عمره وتولاَّه "وليس لعدد ركعات التراويح حد معين، فللإمام أن يصلي عشرين ركعة، أو ثلاث عشرة ركعة، فإن كل عدد من هذه الأعداد قال به جماعة من الأئمة، والراجح، أن من أراد أن يطيل الصلاة قلل عدد الركعات كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أراد أن يخففها تخفيفا غير مخلا كثر من عدد الركعات."
والأمرُ في حقيقته محيرٌ لأنَّ الأصل في نافلة الليل الطول , والأصلُ في الإمامة مراعاة حال المأمومين المعذورين , أما المأموم (المدلَّع) فلا أعلمُ حكم مراعاته , ولعل الإخوة يتحفوننا بما يرونه وسمعوه ووعوهُ عن أهل العلم في مراعاة الكسالى والمستعجلين.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[22 - 08 - 09, 03:57 م]ـ
الحبيب الفاضل / أبا زيد الشنقيطي
رابط قد يثري الموضوع
هل من فضيلة في استعراض القرآن كاملا في رمضان في صلاة التراويح؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=53818)
ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[22 - 08 - 09, 06:52 م]ـ
بارك الله فيكم أخانا الفاضل / أبا زيد الشنقيطي ..
وهذا جواب للشيخ العلاّمة ابن باز رحمه الله تعالى:
(يحرص كثير من الأئمة على أن يختموا القرآن في التراويح والتهجد لإسماع الجماعة جميع القرآن فهل في ذلك حرج؟
هذا عمل حسن فيقرأ الإمام كل ليلة جزءاً أو أقل لكن في العشر الأخيرة يزيد حتى يختم القرآن ويكمله هذا إذا تيسر بدون مشقة، وهكذا دعاء الختم فعله الكثير من السلف الصالح وثبت عن أنس رضي الله عنه خادم النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعله وفي ذلك خير كثير والمشروع للجماعة أن يؤمنوا على دعاء الإمام رجاء أن يتقبل الله منهم وقد عقد العلامة ابن القيم رحمه الله باباً في كتابه: "جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام" ذكر فيه حال السلف في العناية بختم القرآن فنوصي بمراجعته للمزيد من الفائدة).
من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته المنشورة في رسالة: (الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح) - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الحادي عشر
http://www.binbaz.org.sa/mat/1034
وفي جوابٍ آخر له رحمه الله تعالى:
أئمة بعض المساجد عندنا يصلون التراويح في وقت قصير، وعندهم سور ثابتة يقرؤون بها، فهم يقرؤون بالإخلاص في الركعة الثانية من كل ركعتين دائماً؛ ولذلك تركنا صلاة التراويح خلفهم وصلينا خلف جماعة من الشباب وحدنا، فبماذا تنصحوننا
(كل هذا لا بأس به, صلاة التراويح سنة مستحبة نافلة والأفضل للإمام أنه يقرأ من أول القرآن وإذا تيسر له أن يختم ختم في الشهر حتى يسمع الجماعة جميع القرآن, ويتحرى الصوت الحسن والترتيل وعدم العجلة، ولا يقتصر على السور القصيرة، بل يقرأ من المصحف من أول القرآن إلى آخره حتى يسمعهم كلام ربهم -عز وجل- وحتى لا يملوا أما اقتصاره على السور القصيرة دائماً فهذا تركه أولى إذا استطاع أن يقرأ، أما إذا كانوا عامة لا يستطيعون فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ (16) سورة التغابن. يقرؤون ما تيسر ولو بالسور القصيرة والحمد لله، لكن إذا تيسر من يقرأ القرآن كله أو ما تيسر منه يبدأ من الفاتحة من البقرة حتى ينهيه ويختم بالعشر الأخيرة أو في آخرها هذا يكون أفضل حتى يسمع الجماعة جميع القرآن, ولو من المصحف لا حرج فيه والحمد لله. جزاكم الله خيراً).
http://www.binbaz.org.sa/mat/15395
¥