تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[" اغلقوا هذا الباب "]

ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[31 - 07 - 09, 08:23 م]ـ

[" اغلقوا هذا الباب "]

http://bawady.maktoobblog.com/160934... ا-هذا-الباب-2/

بقلم: أحمد بوادي

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد

صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وأشهد أن لا إله إلا الله

وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله

أما بعد:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تبسط الدنيا عليكم

كما بسطت إلى من قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم "

وحديثنا في هذا المقال عن التوسع بالمباح في بعض أقسامه

وخطورة ذلك ونتائجه التي قد تنعكس على المرء بالسلب،

لا على المباح من حيث أصله

فقد وجدت من يحذر من التوسع بالمباح على إطلاقه من غير تفصيل في بيان

ما يؤدي إلى طاعة وعبادة وما يؤدي منه إلى المنع أو الكراهة من حيث تعلقه بالعادات

وأمور الدنيا

والمباح: هو أحد أقسام الحكم التكليفي وهو كما عرفه الأصوليون

ما فيه تخيير بين الفعل والترك ويقال له الحلال والجائز

والمباح لا ثواب فيه ولا عقاب إلا إن اقترن بالنية

قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: " ولكل أمريء ما نوى ".

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: كما في الفتاوى 7/ 43

"المباح بالنية الحسنة يكونخيرا، وبالنية السيئة يكون شرا، ..

فإذا فعل شيئا من المباحات ; فلا بد له من غاية ينتهي إليها قصده.

وكل مقصود إما أنيقصد لنفسه وإما أن يقصد لغيره. فإن كان منتهى مقصوده

ومراده عبادة الله وحده لاشريك له وهو إلهه الذي يعبده لا يعبد شيئا سواه

وهو أحب إليه من كل ما سواه ; فإنإرادته تنتهي إلى إرادته وجه الله

فيثاب على مباحاته التي يقصد الاستعانة بها علىالطاعة

كما في " الصحيحين " عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

{نفقة الرجل علىأهله يحتسبها صدقة}. وفي " الصحيحين "

عنه أنه ** قال لسعد بن أبي وقاص لما مرض بمكةوعاده - إنك لن تنفق نفقة تبتغي

بها وجه الله إلا ازددت بها درجة ورفعة حتى اللقمةترفعها إلى في امرأتك}.

وقال معاذ بن جبل لأبي موسى: " إني أحتسب نومتي كما أحتسبقومتي ....

وفي الأثر: نوم العالم تسبيح.

وإن كان أصل مقصوده عبادة غير الله،

لم تكن الطيبات مباحة له فإن الله أباحها للمؤمنين من عباده ;

بل الكفار وأهل الجرائم والذنوب وأهل الشهوات يحاسبون يوم القيامة على النعم

التي تنعموا بها فلم يذكروه ولم يعبدوه بها ويقال لهم:

{أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذابالهون

بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون}.

وقال تعالى: {ثم لتسألن يومئذ عن النعيم}. أي عن شكره

والكافر لم يشكر على النعيم الذي أنعم اللهعليه به فيعاقبه على ذلك ;

والله إنما أباحها للمؤمنين وأمرهم معها بالشكر كما قال تعالى:

{يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله}.

وفي " صحيح مسلم " عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

{إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلةفيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها}. انتهى

فإذا عرفنا أن المباح قد يترتب عليه من الحسنات والسيئات

ما يستوجب الإثم والمعصية والعمل الصالح

فلا بد من فهم ومعرفة ما يترتب عليه الوصول إلى حسناته ويبعد المرء عن سيئاته

وحتى تتضح صورة التوسع بالمباح ينبغي فهم أصولها جيدا

ومن ذلك ما أصله الشاطبي في موافقاته 1/ 113 وسأنقلها بتصرف:

الإباحة بحسب الكلية والجزئية تتجاذبها الأحكام

أولا: المباح يكون مباحا بالجزء، مطلوبا بالكل على جهة الندب

ثانيا: المباح يكون مباحا بالجزء، مطلوبا بالكل على جهة الوجوب

ثالثا: المباح يكون مباحا بالجزء، منهيا عنه بالكل على جهة الكراهية

رابعا: المباح يكون مباحا بالجزء منهيا عنه بالكل على جهة المنع

ومراده رحمه الله بالجزء والكل هنا عائد بأن الإباحة متجهة

إلى بعض الأوقات لا إلى جميع الأزمان، وإلى الجزيئات لا إلى الكليات

فأصل الطعام مطلوب بالجملة، والامتناع عنه منهي عنه

والتمتع بأنواعه مباح من حيث الجزء

يقول رحمه الله:

فالأول: المباح بالجزء، مطلوبا بالكل على جهة الندب

كالتمتع بالطيبات من مأكل ومشرب ومركب وملبس مما سوى الواجب

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير