ـ يرويه علي بن الحسن والحكم بن المبارك اللذان هما ثقتان
ـ يرويانه عن عمرو بن يحيى بن عمرو الذي صح عن ابن معين أنه قال عنه " ثقة " وذكره ابن حبان في الثقات
بينما جاء عن ابن معين من رواية راو كذاب أنه قال عنه " ليس بشيء " ومن رواية رجل متهم بالمجون والفسق ويروي عن رجل غير معروف بتوثيق أنه قال عنه: " لم يكن يُرضى "
وعن ابن خراش الرافضي أنه قال: " ليس بمرضي "
ولم يرد في حق عمرو بن يحيى طعن يضر روايته إطلاقا
ومع هذا فقد جاءت له متابعات تزيد روايته قوة وستأتي
ـ ويرويه عمرو عن أبيه يحيى بن عمرو الذي وثقه العجلي، وقال يعقوب بن سفيان لابأس به، وهو من شيوخ شعبة الذي ينتقي ولا يروي إلا عن ثقة، وروى عنه جمع من الثقات
ـ يرويه عن أبيه عمرو بن سلمة الذي وثقه ابن سعد والعجلي واعتمد التوثيق الحافظ ابن حجر وروى عنه جمع من الثقات وهو تابعي كبير
ـ عن ابن مسعود أحد أعلم الصحابة رضي الله عنه
ومع هذا جاءت هذه القصة من طريق آخر عن عمرو بن سلمة نفسه وهي متابعة تامة لم يذكرها الأزهري كعادته فهو لا ينشط إلا إذا كان النشاط يخدم قوله وينصر قضيته ويعينه على مهمة محاربة أتباع السلف
بل لشدة ولهه بنقد مخالفيه أنكر أن يكون لهذه القصة طريق آخر فسبحان الله من هذا التحامل الذي يعمي أصحابه ويورطهم في معامع علمية محرجة
المهم جاءت متابعة للرواية السابقة بل وشواهد يقطع معها الباحث الصادق أن القصة أصح من روايات كثيرة في الصحيحين
2ـ أما المتابعة فيرويها الإمام الطبراني في معجمه عن علي بن عبد العزيز ثنا أبو النعمان عارم ثنا حماد بن زيد عن مجالد بن سعيد عن عمرو بن سلمة قال:
كنا قعودا عند باب ابن مسعود بين المغرب والعشاء فأتى أبو موسى فقال: أخرج إليكم أبو عبد الرحمن؟ قال: فخرج ابن مسعود فقال أبو موسى: ما جاء بك هذه الساعة؟ قال: لا والله إلا أني رايت أمرا ذعرني وإنه لخير ولقد ذعرني وإنه لخير قوم جلوس في المسجد ورجل يقول لهم سبحوا كذا وكذا احمدوا كذا و كذا قال: فانطلق عبد الله وانطلقنا معه حتى أتاهم فقال: ما أسرع ما ضللتم وأصحاب محمد صلى الله عليه و سلم أحياء وأزواجه شواب وثيابه وآنيته لم تغير احصوا سيئاتكم فأنا أضمن على الله أن يحصي حسناتكم
فهذه نفس القصة بإسنادٍ عن نفس الراوي عمرو بن سلمة، فهي متابعة تامة ليحيى بن عمرو، تُقوّي الرواية السابقة وتشهد لحفظ عمرو بن يحيى للخبر
وعلي بن عبد العزيز البغوي إمام حافظ معروف ثقة مأمون
وعارم وهو محمد بن الفضل السدوسي ثقة ثبت وكان قد اختلط ورواية علي بن عبد العزيز عنه قبل الاختلاط
فقد سمع منه في قول سنة (217) وفي قول سنة (219)
وعارم إنما اختلط في الصحيح بعد سنة (220)
ومن روى عنه قبل سنة (220) كعلي البغوي فروايته عنه جيدة
قال الإمام ابن أبي حاتم:
سمعت أبي يقول: اختلط عارم في آخر عمره وزال عقله، فمن سمع منه قبل الاختلاط فسماعه صحيح، وكتبت عنه قبل الاختلاط سنة أربع عشرة ولم أسمع منه بعد ما اختلط، فمن سمع منه قبل سنة عشرين ومئتين فسماعه جيد، وأبو زرعة لقيه سنة اثنتين وعشرين " ا. هـ
وقارب أباحاتم العجليُّ فجعله قد اختلط سنة واحد وعشرين أو اثنين وعشرين على القول أن عارما توفي سنة ثلاث وعشرين ومائتين أو ربما بعدهما على القول أنه توفي سنة 224 هـ
قال العجلي: اختلط قبل موته بسنة أو سنتين
وكلام العجلي تقريبي فيحمل على ما هو أقرب لقول أبي حاتم
وقال الدارقطني: وما ظهر له بعد اختلاطه حديث منكر
واعتبر البخاري والنسائي اختلاطه آخر عمره
وعلي بن عبد العزيز ذكر العقيلي أنه روى عن عارم سنة تسع عشرة بينما روى العقيلي عن علي نفسه أنه سمع من عارم سنة سبع عشرة
والقول بأن عارما اختلط سنة عشرين هو الصحيح خلافا للرواية الضعيفة والتي تقول بأنه اختلط سنة ست عشرة
قال العقيلي:
حدثني الحسين بن عبد الله الذارع حدثنا أبو داود قال:
" بلغنا أن عارم (كذا) أنكر سنة ثلاث عشرة ثم راجعه عقله واستحكم الاختلاط سنة ست عشرة ومائتين "
قال أبو جعفر العقيلي: وعلي بن عبد العزيز سمع سنة تسع عشرة ومائتين ومن حديثه ما حدثناه محمد بن إسماعيل وعلي بن عبد العزيز قالا حدثنا عارم أبو النعمان قال علي سنة سبع عشرة ومائتين ... " ا. هـ
ثم ذكر سندا مختلفا فيه بين عارم وغيره
¥