وأنت حين تلتزم بقول أو رأي أن فلاناً يُؤخذ عليه كذا من الأقوال والمذاهب أو الأحوال أو الأخطاء، ثم تذهب للتحقّق من ذلك والتحرّي حوله؛ ففي الغالب قد يسعدك أن تكتشف صواب ظنك السيّئ فيه، بينما المفترض هو أن تحزن لتحقّق الخطأ في أخيك المسلم.
ولما ناظر داود الظاهري أحدهم، ردّ عليه ذلك الشخص وقال له: إذا كنت تقول كذا وكذا؛ فقد كفرت والحمد لله.
قال له داود: لا حول ولا قوة إلا بالله! كيف تفرح لكفر أخيك المسلم؟.
وما أجمل هذا الأثر الصحيح الذي يصف (البحّاثة عن الأخطاء) عندما لا يرى إلا عيوب الآخرين وأخطاءهم، مع أنه قد يكون أسوأ حالاً منهم: (يُبْصِرُ أَحَدُكُمْ الْقَذَاةَ فِي عَيْنِ أَخِيهِ وَيَنْسَى الْجِذْعَ فِي عَيْنِهِ) رواه البخاري في الأدب المفرد موقوفاً ورفعه ابن حبان في صحيحه وصحّحه الألباني.
فنحن حينما نحاول أن نزن حسنات الآخرين وسيئاتهم؛ تجدنا في الغالب نضع إصبعنا على طرف الكفة؛ لترجح هنا أو هناك بحسب ميلنا أو هوانا!.
وقديماً كان حكيم الفقهاء (الشافعي) يقول: ما ناظرت أحداً إلا تمنّيت أن يظهر الله الحق على لسانه.
وقد قيل لعثمان -رضي الله عنه -وهو خليفة، إن قوماً اجتمعوا على لهو وقَصْفٍ وفجور فذهب إليهم فوجدهم قد تفرقوا؛ فحمد الله تعالى وأعتق رقبة.
ومن الجيد رؤية الجانب الإيجابي حتى لدى المخطئ، وخاصة حين يكون السياق داعياً لاستحضارها أو ذكرها، وقد مدح النبي -صلى الله عليه وسلم- النجاشي بأنه ملك لا يظلم عنده أحد وكان يومئذ كافراً، وقد قال ذلك لمناسبة أمر الصحابة بالهجرة إليه.
رأت إحدى الداعيات في بلد إسلامي امرأة محجّبة وهي تدخّن فقالت: سبحان الله محجّبة تدخّن؟
ولو شاءت لقالت: ما شاء الله بالرغم من أنها مدخنة إلا أنها التزمت بالحجاب.
صحيح أن الإنسان الذي عليه سمات التقوى قد يُعاتب، ويؤاخذ على ما لا يؤاخذ غيره، ويتحمل مسؤولية أكثر مما يتحمل غيره، لكن علينا أن نتدرب على الوزن بالقسط وألاّ نخسر الميزان.
هل يعني هذا أن علينا أن نبتلع الأخطاء ونتشرّبها؟.
كلا، بل الأصل معالجة الخطأ، لكن إذا أفرط الإنسان في المعالجة احتاج إلى معالجة، وإلاّ فالنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول كما في الحديث الذي رواه أبو داود والترمذي والبخاري في الأدب المفرد وابن أبي شيبة عن أبي هريرة: (الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ أَخِيهِ). وقد صحّحه الصنعاني، وحسّنه الألباني وغيره.
والتعبير بالمرآة هنا بليغ، فأنت ترى فيها صورتك على حقيقتها بدون تعديل، وهكذا المسلم يرى فيه أخوه المسلمُ الوجهَ الطيبَ المشرق من الصواب، كما يرى فيه الخطأ أو النقص والجانب السلبي، خلافاً لما يفهمه قوم وهم يردّدون هذا الحديث ويظنون أنه يعني بيان العيب والخلل.
ـ[المسيطير]ــــــــ[17 - 08 - 10, 12:30 ص]ـ
" لا تنتظر الوقت المناسب؛ فهو لن يأتي أبدا، ولكن افعل كما يفعل النجار .. فهو لا يبحث عن المكان الفارغ ليضع فيه المسمار؛ ولكنه يحدد المكان الذي يريد أن يضعه فيه .. ويطرق عليه ليشق طريقه .. اعرف ما تريد، واطرق عليه بعزمك، تجد الوقت المناسب ". د. محمد فتحي
ـ[المسيطير]ــــــــ[29 - 09 - 10, 12:56 ص]ـ
قاعدة:
" كل ما تركز عليه .. تحصل عليه - بإذن الله - ".
ـ[أبو الأشبال الحنبلي]ــــــــ[29 - 09 - 10, 08:13 ص]ـ
أعتقد أركز يا شيخنا هى البدايه للتركيز لان ما نحن فيه ليس ناتج عن قلة التركيز و الدليل انه من الممكن ان تجد اخ يركز جدا فى مذاكرة الكتاب فيذاكر منه فصل او اثنين بعانيه ثم يتركه و يذهب الى غيره فهذا ليس ناتج عن قلة تركيز و انما عن شتات و عدم وضوح للرؤيه فيطلب فى البدأ ان يكون راكزا اى ان يكون لديه وضوح للمنهج او للهدف ثم بعد ذلك يقال له ركز.