تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

" لا يحل الكف عنه؛ فإنه يكذب على رسول الله ".

ولكن الظاهر من عموم ترجمته أنه لم يكن يتعمد الكذب، وإنما يقع ذلك منه؛ لأنه كان من العباد، فأصابته غفلة الصالحين.--

4. سعد بن سعيد الجرجاني

في " السلسلة الصحيحة " (3/ 27):

سعد بن سعيد وهو الجرجاني قال البخاري: " لا يصح حديثه "، يعني: حديثاً معيناً، غير هذا، وقال ابن عدي: " رجل صالح، له عن الثوري ما لا يتابع عليه، دخلته غفلة الصالحين ".انتهى

5. المثنى بن الصباح

في " السلسلة الصحيحة " (6/ 489):

و قال الحافظ: " ضعيف اختلط بأخرة، و كان عابدا ".

فكأنه يشير إلى أنه أدركته غفلة الصالحين.

--

قال الشيخ سلمان العودة:

قال الإمام مالك: " أدركت بالمدينة سبعين يستسقى بهم المطر من السماء لا آخذ عن واحد منهم حديثا واحداً ".

فهم: ناس صالحون إذا أردنا أن نستسقي نقدمهم يدعون الله تعالى، كما قدم عمر، العباس ليدعو في الاستسقاء، لكن لا يؤخذ منهم الحديث، لأنهم ليسوا من أهل الحديث.

وكذلك قال أبو الزناد: " أدركت بالمدينة مائة من الصالحين لا يؤخذ عنهم الحديث، يقال: ليسوا من أهله ".

ليسوا كذابين، وإنما فيهم غفلة -غفلة الصالحين- وفيهم سذاجة، فيأخذون عن كل من هب ودب، فلا يؤخذ عنهم الحديث، فمن هنا نشأ علم الجرح والتعديل.

انتهى

وفي " شرح متن نخبة الفكر " (1/ 383):

س: يقول: ما معنى قول المحدثين عن راو من الرواة: أنه أدركته غفلة الصالحين؟.

ج: أقول: معنى هذا الكلام: أن المحدثين يفرقون بين العدالة والضبط، فقد يكون الراوي عدلاً، ولا يكون ضابطاً، وجرب عن الذين - يعني- يوصفون بالزهد، والعبادة، والحرص على ذلك أكثر، أن بعضهم يكون فيه شيء من الغفلة بسبب اهتمامه بالعبادة وإعراضه عن حفظ الحديث، فإذا مسك حديثا من الأحاديث لا بد أن يهتم به اهتمام المحدثين، يعني سنداً ومتناً وما إلى ذلك؛ بل يأخذه أخذا سهلا، فهذا الراوي هو الذي يوصف بالغفلة، فيقال: إن الصالحين - كما هو موجود في بعض الكتب - لم يكونوا أكذب منهم، في مقدمة صحيح مسلم: لم يكونوا أكذب منهم في الحديث. ويقول مسلم -رحمه الله-: إن المراد بهذا الكلام أنهم يقعون في الكذب، ولا يتعمدونه، والسبب انصرافهم عن حفظ الحديث إلى العبادة؛ لكن هناك من المحدثين من هو عابد زاهد صالح ورع تقي، ومع ذلك: فهو حافظ متقن، مثل عبد الله بن المبارك، مثل سفيان الثوري، مثل الإمام أحمد وغيرهم من العلماء، الذين جمعوا بين الاثنين.

ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[26 - 08 - 09, 03:08 ص]ـ

والشاهد من التنبيه على الفائدة:

هو أن الإخوة - ومنهم مشايخ - يستعملونها بإطلاق، ولعل كثيرين لا يعرفون مصطلح المحدثين في كتب الرجال

وتأملوا النقل في " شرح النخبة " فإنه " بعضهم يكون فيه شيء من الغفلة "

ولو عرفوا فالمراد غير المراد، والقائل غير القائل

وبهذا تظهر فائدة تنبيه الشيخ عبد الرحمن، ويكتمل الأمر مع التوضيح

وهو الذي أراده الشيخ ابن باز والشيخ الخضير

والله أعلم

ـ[أبو المقداد]ــــــــ[26 - 08 - 09, 04:17 ص]ـ

`يبدو أن ((أل)) هنا لبيان الجنس، لا للاستغراق.

ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[27 - 08 - 09, 01:36 ص]ـ

"غفلة الصالحين " وصف للسليمة صدورهم النقية نفوسهم من المكر وتوهمه، حتى ليقول أحدهم (ما ظننت أن مسلما يكذب على الناس فكيف يكذب على رسول الله؟) و إنما يحصل لهم ذلك لقلة مخالطتهم للناس وطول انكفافهم عنهم.

ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[27 - 08 - 09, 01:56 ص]ـ

جزاكم الله خيرا ....

فائدة جدُّ جميلة .....

ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[27 - 08 - 09, 10:04 م]ـ

و أما الغفلة التي تكون بسبب استيلاء الفدامةو تمكن البلادة وركود الفطنة فإن صاحبها مجرح عند العلماء ابدا،مرغوب عن روايته متنا وسندا. و قد ذكروا أن "بربخ"مستملي يزيد بن هارون كان مغفلا فسئل يزيد يوما عن حديث فقال حدثنا به عدة. فناداه:يا ابا خالد.عدة ابن من؟ فقال له يزيد:عدة بن فقدتك.

وكان الحافظ الثقة الثبت ابو عثمان خالد بن الحارث كثير التوقي في الرواية والشك في الالفاظ، فحدث يوما بحديث عن حميد عن انس قال قال رسول ثم قال كذا في كتابي وهو رسول الله ان شاء الله، فأملى مستمليه ذلك وقال:عن حميد عن انس عن رسول الله وشك أبو عثمان في الله. فصاح به ابو عثمان: كذبت يا عدو الله ما شككت في الله قط.

فهؤلاء المستملون انما اوتوا من جهة الغفلة وقلة الفطنة.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير