تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

"ونقل النووي أنه جاء عن مائتين من الصحابة , ولأجل كثرة طرقه أطلق عليه جماعة أنه متواتر , ونازع بعض مشايخنا في ذلك قال: لأن شرط التواتر استواء طرفيه وما بينهما في الكثرة , وليست موجودة في كل طريق منها بمفردها. وأجيب بأن المراد بإطلاق كونه متواترا رواية المجموع عن المجموع من ابتدائه إلى انتهائه في كل عصر , وهذا كاف في إفادة العلم. وأيضا فطريق أنس وحدها قد رواها عنه العدد الكثير وتواترت عنهم. نعم وحديث علي رواه عنه ستة من مشاهير التابعين وثقاتهم , وكذا حديث ابن مسعود وأبي هريرة وعبد الله بن عمرو , فلو قيل في كل منها إنه متواتر عن صحابيه لكان صحيحا , فإن العدد المعين لا يشترط في المتواتر , بل ما أفاد العلم كفى ,

والصفات العلية في الرواة تقوم مقام العدد أو تزيد عليه كما قررته في نكت علوم الحديث وفي شرح نخبة الفكر , وبينت هناك الرد على من ادعى أن مثال المتواتر لا يوجد إلا في هذا الحديث , وبينت أن أمثلته كثيرة "

فالمتواتر عند ابن تيمية وابن حجر هو الحديث المفيد للعلم اليقيني.

فمن نصدق إذن صبحى منصور أم الحافظ ابن حجر العسقلانى الذى إذا أطلق لفظة (الحافظ) أشارت إليه بصفة خاصة!؟

ثم يدعى أن القرآن قضية إيمانية أما الحديث فليس قضية إيمانية بل هو قضية علمية تدخل فى باب البحث والاجتهاد وليس فى قضايا العقيدة واليقين.

وقد كذب والله، ذلك أن كلاً من القرآن الكريم والحديث الشريف قضية إيمانية وعلمية وكلاهما يتعلقان بالعقيدة واليقين. (لماذا؟)

لأن كليهما قضية علمية من حيث الوسيلة وقضية إيمانية من حيث الغاية، فكيف بلغنا القرآن الكريم؟ ألم يبلغنا بمنهج علمى راسخ يقوم على الإسناد تماماً كما بلغنا الحديث الشريف، الفرق الوحيد بينهما أن القرآن كله بلغنا بالتواتر أما الحديث فلم يبلغنا جميعه بالتواتر. ولكنه جميعاً خاضع لنفس المنهج العلمى الذى بلغنا به القرآن.

فهل إذا صح نسبة الحديث للنبى صلى الله عليه وسلم أفلا يفيد هذا اليقين ويؤخذ منه العقيدة، فهل هناك ما يمنع من ذلك!؟

تأويلاته الفاسدة للقرآن الكريم

ثم يبدأ فى تحريف معنى بعض الآيات القرآنية لتوافق هواه ومذهبه فيأتى على قول الله تعالى (((فبأى حديث بعده يؤمنون))): [الاعراف185،المرسلات50]

ليدعى بها كما يدعى باقى أسلافه وأخلافه من أنها تعنى عدم التمسك بسنة النبى صلى الله عليه وسلم، وما جهلوه أو تجاهلوه أن لاخطاب فى هذه الآية غير موجه للمؤمنين، والآية لا تنفى أو تنهى عن التمسك بالسنة، بل المخاطب بالآية هم الكافرون وهذا هو سياقها فى سورة الأعراف،

قال تعالى: (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (182) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (183) أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (184) أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185))

فالله سبحانه يتوعد الذين يكذبون آياته ويأمر الكفار أن يتبينوا هل أصاب النبى جنون حتى يقول هذا القول!؟ ثم يقول لهم: (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ) ذلك أنهم كانوا يؤمنون بكلام السحرة والدجالين والعرافين والمشعوذين، فبينت الآية هنا أن المقصود بالخطاب هم الكفار الذين يعرضون عن القرآن وعن الإيمان جملة وتفصيلاً، ولم تأت الآية لتنهى المؤمنين عن التمسك بالسنة.

وهذه هى آيات سورة المرسلات: (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (45) كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (46) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (47) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (48) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50))

لتبين نفس ما أوضحناه سابقاً بخصوص آية سورة الأعراف.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير