[الشيخ إسماعيل الأنصاري وجهوده في خدمة السنة النبوية]
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[07 - 07 - 10, 11:39 م]ـ
المقدمة:
الحمد لله قدَّم مَن شاء بفضلِه، وأخَّر مَن شاء بعَدلِه، لا يعتَرِض عليه ذو عقلٍ بعقله، ولا يَسأَلُه مخلوقٌ عن عِلَّة فعله، هو الكريم الوهَّاب، مُسبِّب الأسباب، وهازِم الأحزاب، وخالِق الناس من تُراب، وأصلِّي وأسلِّم على المبعوث رحمةً للعالمين، سيِّد الثقلين محمد بن عبدالله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وعلى آلِه وصحبه ومَن والاه.
وبعد:
فقد خدم السنَّةَ النبويَّةَ عُلماءُ أَجِلاَّء، قرَّبوا لنا البعيد، ووضَّحوا كلَّ مُشكِل ومُجمَل بأسلوبٍ مُيسَّر وقريب، ومن هؤلاء الأفذاذِ الشيخُ إسماعيل الأنصاري - رحمه الله - فقد تَناوَلتُ في هذا التقرير اسمه ونسبه، أوَّل طلبه للعلم، شيوخه ومُجِيزوه، بعض تلاميذه الدارِسين عليه، علمه وسعة اطِّلاعه، ثناء أهل العلم عليه، عبادته وشمائله، عقيدته، مذهبه، وظائفه، مؤلَّفاته، تحقيقاته وتعليقاته، في قصَّة الخلاف بين الشيخ إسماعيل الأنصاري وبين الشيخ الألباني - رحمهما الله، وفاته.
واللهَ أسألُ أنْ أكون وُفِّقتُ في عرض الموضوع، فما كان صَوابًا فمن الله وحدَه، وما كان من خطأ فمِنِّي ومن الشيطان، والحمدُ لله ربِّ العالمين.
• • •
ترجمة الشيخ إسماعيل الأنصاري
نسبه:
هو العلاَّمة المحقِّق السلفيُّ المحدِّث الفقيه الأصولي اللغوي أبو محمد إسماعيل بن محمد بن ماحي بن عبدالرحمن بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن خالد بن محمد بن محمود عُرِف بحوًّ بن محمد بن خالد بن أبي أيوب بن محمد بن يعقوب بن محمد بن يعقوب بن فاخر بن عتاهية بن أبي أيوب بن حيُّون بن عبدالواحد بن عفيف بن عبدالله بن رواحة بن سعيد بن الخزرج سعد بن عبادة الخزرجي الأنصاري.
مولده:
وُلِد الشيخ بصحراء إفريقيا الغربيَّة بمالي، عام (1340هـ).
أوَّل طلبه للعلم:
وشرَع الشيخ - رحمه الله - في حفْظ القرآن من صِغَرِه، وأتمَّه برواية نافع وهو ابن سبع سنين، على يد عمِّه الشيخ محمد بن عبدالرحمن الأنصاري، ثم شرَع في تلقِّي العلوم الشرعيَّة والعربيَّة عن العلماء من أقاربه وغيرهم.
فأخذ "الرسالة" في مذهب الإمام مالك عن الشيخ محمد بن الأمين الأنصاري، وقرأ "مختصر خليل" على الشيخ محمود بن محمد الصالح، وقرأ "ألفية ابن مالك" على خاله الشيخ محمد بن هارون الإدريسي، وأتقَنَها وأتقَنَ حِفظَها كاملةً، وكان يقرَؤُها حفظًا طردًا وعكسًا!
وأخَذ عن خاله "شرح التلخيص" في علم البلاغة، وأخَذ عن ابن خاله الشيخ عيسى القاضي "الجوهر المكنون" في علم البلاغة أيضًا.
كما قرأ كتب الحديث على مشايخه، وأجازوا له في الوعظ والإرشاد والتدريس والرِّواية، بعد أن ثبتَتْ عندهم مقدرته.
قال تلميذه الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن جبيه فيه: "وقد اهتمَّ في صغره هناك بطلب العلم، وبذَل جهدًا كبيرًا رغمَ الصُّعوبات، وقِلَّة الإمكانيَّات، فذكر أنَّه في سنِّ الطلب كان يكلف بالحفظ، وكان يَقطَع نصف الليل أو ثلثَيْه في الدرس، ولم يكن عندهم كهرباء ولا سرج، وإنما يُوقِدون بالحطَب، ويقرَؤُون على ضوء النار، حتى إنَّه يُغالِب النوم فيُمسِك الكتاب بيده بعد أن يُعلِّقه في حبل مربوط في السقف، أو عمود الفسطاط، حتى لا يسقط الكتاب إذا غلَبَه النُّعاس.
وقد توغَّل في علم النحو والصرف واللغة، وحَفِظ ألفية ابن مالك، وكلَّفَه مشايخه بحفظ كثيرٍ من المتون نظمًا ونثرًا، حتى حفظ قصيدة كعب بن زهير في مدح النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - رغم بلاغتها".
شيوخه ومُجِيزوه:
أخَذ الشيخ - رحمه الله - عن كثيرٍ من أهل العلم، بالتلقِّي والإجازة، فمن أولئك:
• محمد بن عبدالرحمن الأنصاري.
• محمد بن تاني الأنصاري.
• محمد بن الأمين الأنصاري.
• محمود بن محمد الصالح.
• محمد الصالح بن محمد.
• محمد بن هارون الإدريسي، خال الشيخ.
• عيسى بن محمد بن هارون الإدريسي، ابن خال الشيخ.
• حمود بن عبدالله بن حمد التويجري.
• عبدالله بن محمد بن الصديق الغماري الحسني المغربي الطنجي.
• أخوه عبدالعزيز الغماري.
• أحمد بن محمد بن محمد بن يحيى زبارة الحسني اليمني، مفتي اليمن.
• فضل الله بن أحمد بن علي الجيلاني الهندي ثم المدني شارح "الأدب المفرد".
¥