تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[السراج الوهاج في حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج]

ـ[أبومالك عدنان المقطري]ــــــــ[06 - 07 - 10, 09:50 م]ـ

[السراج الوهاج في حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج]

الحمد لله والصلاة على رسول الله وعلى آله وصحبة ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين و بعد.

فلا ريب أن الإسراء والمعراج من آيات الله العظيمة الدالة على صدق رسوله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعلى عظيم منزلته عند الله عزوجل كما أنها من الدلائل على قدرة الله الباهرة , وعلى علوه سبحانه على جميع خلقه , وتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه عرج به إلى السماوات , وفتحت له أبوابها حتى جاوز السماء السابعة فكلمه ربه بما أراد , وفرض عليه الصلوات الخمس. ومع ما لهذه الليلة من المزيه , والفضائل إلا أنه لم يأت في الأحاديث الصحيحة تعيينها , وكل ما ورد في تعيينها فهو غير ثابت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عند أهل العلم بالحديث.

قال ابن القيم رحمه الله في الزاد وهو يتحدث عن ليلة الإسراء والمعراج (1/ 58): (ولم يقم دليل معلوم لا على شهرها , ولا على عشرها , ولا على عينها بل النقول في ذلك منقطعة مختلفة ليس فيها ما يُقطع به , ولا شرع للمسلمين تخصيص الليلة التي يظن أنها ليلة الإسراء بقيام ولا غيره بخلاف ليلة القدر , فإنه قد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان , وفي

الصحيحين عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال: من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه , وقد أخبر سبحانه أنها خير من ألف شهر وأنه أنزل فيها القرآن).

وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح (7/ 242) في معرض ذكره خلاف العلماء في تحديد هذه الليلة (فإن في ذلك اختلافاً كثيراً يزيد على عشرة أقوال).

1 - فقيل: كان الإسراء في السنة التي أكرمه الله فيها النبوة اختاره الطبري.

2 - وقيل بعد المبعث بخمس سنين رجح ذلك النووي والقرطبي.

3 - وقيل كان ليلة السابع والعشرين من شهر رجب سنة 10 من النبوة , واختاره العلامة المنصورفوي.

4 - وقيل قبل الهجرة بستة عشر شهراً أي:في شهر رمضان سنة 12 من النبوة.

5 - وقيل قبل الهجرة بسنة وشهرين أي في المحرم سنة 13 من النبوة.

6 - وقيل قبل الهجرة بسنة أي في ربيع الأول سنة 13 من النبوة (انظر الرحيق المختوم ص 134).

فهكذا اختلف العلماء في تحديد هذه الليلة , ولله الحكمة البالغة في إنساء الناس لها , وإن المشهور أن هذه الليلة كانت في شهر رجب , وقد ضعف هذا القول الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله في (البداية والنهاية) ص (89/ 3) قال: (وقد أورد الحافظ عبد الغني المقدسي في سيرته – حديثاً لا يصح سنده ذكرناه في فضائل شهر رجب وهي ليلة الرغائب التي أحدثت فيها الصلاة المشهورة , ولا أصل لذلك والله أعلم).

وبعد إيرادنا لهذه الأقوال نقول للذين يحتفلون بليلة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب – ثبت العرش ثم انقش – فمن أين لكم دليل على هذا التحديد؟.بل ذكر ابن كثير أن تحديد هذه الليلة بشهر رجب قول ضعيف لا يصح , ولا أصل له.

ومع هذا فإنه لم يشرع لأحد من المسلمين تخصيص هذه الليلة بشيء من العبادات قال ابن القيم رحمة الله تعالى في الزاد (1/ 59): (ولا شرع للمسلمين تخصيص الليلة التي يظن أنها ليله الإسراء بقيام ولا غيره إلى أن قال: ولا يعرف عن أحد من المسلمين انه جعل لليلة الإسراء بأمر من الأمور ولا ذلك المكان بعبادة شرعية بل غار حراء الذي ابتدئ فيه بنزول الوحي , وكان يتحراه قبل النبوة لم يقصدة هو ولا أحد من أصحابة بعد النبوة مدة مقامة بمكة , ولا خص المكان الذي ابتدئ فيه بالوحي , ولا الزمان بشيء , ومن خص الأمكنة والأزمنة من عنده بعبادات لأجل هذا وأمثاله كان من جنس أهل الكتاب الذين جعلوا زمان أحوال المسيح مواسم وعبادات كيوم الميلاد ويوم التعميد وغير ذلك من أحواله).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير