[العلة في التفريق بين جواز أكل لحوم الحمر الوحشية ولحوم الحمر الأهلية]
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[29 - 06 - 10, 07:06 ص]ـ
قد ورد في الاحاديث التفريق بين الحمر الاهلية بتحريم أكلها والحمر الوحشية بحل أكلها فهل لهذا التفريق حكمة هل هو معقول المعنى تدرك علته أم أنه تعبدي، كلاهما له حافر فما وجه التفريق
بارك الله فيكم
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - 06 - 10, 02:42 م]ـ
الحمد لله
جاء في نص تحريم الأهلية في صحيح البخاري وغيره: " إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية فإنها رجس".
فهذا النص بين علة تحريمه الأهلية.
ويفهم من هذا: أن الوحشي = ليس كذلك.
وطبيعة كل منهما مختلفة في مرعاه وتكوينه ...
فهذا جواب مختصر، والله أعلم.
ـ[محمد الحافي]ــــــــ[29 - 06 - 10, 03:04 م]ـ
الحمار الأهلي حرم لأنه ركس وليس لأنه من ذوات الحافر ....
ولا تكاد تجد بينهما شبها إلا أن كل واحد منهما يسمى حمارا بسبب النهيق .... وما عدا ذلك فشتان بينهما فالوحشية من أطيب اللحوم عندهم , ومازالت العرب تأكلها وتحبها وأشعارهم طافحة بنعتها حتى فنيت من الجزيرة من نحو 400 سنة حتى ظن بعض الجهال ممن لا يكاد يعرف شيئا من اشعارهم وحياتهم انها لا تعيش إلا في غابات افريقية؟ وبعضهم ارتكب طامة فظن انها هي بقر الوحش الموجودفي المحميات ... وبعضهم تخيل انها مخلوق يشبه الحمار دون الأهلي ....
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[29 - 06 - 10, 06:29 م]ـ
أحسن الله إليكما وبارك الله فيكما
ـ[الدسوقي]ــــــــ[30 - 06 - 10, 02:23 ص]ـ
لتحريم الحمر الأهلية ثلاث علل:
1 - أنها نجسة 2 - و خبيثة 3 - ولِأَنَّهَا تَأْكُلُ الْعَذِرَةَ.
... عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ قَالَ: " لَمَّا أَمْسَوْا يَوْمَ فَتَحُوا خَيْبَرَ أَوْقَدُوا النِّيرَانَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَامَ أَوْقَدْتُمْ هَذِهِ النِّيرَانَ قَالُوا لُحُومِ الْحُمُرِ الْإِنْسِيَّةِ قَالَ أَهْرِيقُوا مَا فِيهَا وَاكْسِرُوا قُدُورَهَا فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ فَقَالَ نُهَرِيقُ مَا فِيهَا وَنَغْسِلُهَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ ذَاكَ " رواه البخاري.
... وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " صَبَّحْنَا خَيْبَرَ بُكْرَةً ... فَأَصَبْنَا مِنْ لُحُومِ الْحُمُرِ فَنَادَى مُنَادِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَنْهَيَانِكُمْ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ فَإِنَّهَا رِجْسٌ " رواه البخاري، وعند مسلم: " فَإِنَّهَا رِجْسٌ أَوْ نَجِسٌ ".
... وعن ابْنَ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: " أَصَابَتْنَا مَجَاعَةٌ يَوْمَ خَيْبَرَ فَإِنَّ الْقُدُورَ لَتَغْلِي قَالَ وَبَعْضُهَا نَضِجَتْ فَجَاءَ مُنَادِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَأْكُلُوا مِنْ لُحُومِ الْحُمُرِ شَيْئًا وَأَهْرِقُوهَا قَالَ ابْنُ أَبِي أَوْفَى: فَتَحَدَّثْنَا أَنَّهُ إِنَّمَا نَهَى عَنْهَا لِأَنَّهَا لَمْ تُخَمَّسْ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: نَهَى عَنْهَا الْبَتَّةَ لِأَنَّهَا كَانَتْ تَأْكُلُ الْعَذِرَةَ " رواه البخاري.
... وعن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قال: " أَكَلْنَا زَمَنَ خَيْبَرَ الْخَيْلَ وَحُمُرَ الْوَحْشِ وَنَهَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْحِمَارِ الْأَهْلِيِّ " رواه مسلم.
* قال ابن عبد البر (368 - 463هـ): " لا خلاف بين علماء المسلمين اليوم في تحريمها " اهـ[المغني مع الشرح الكبير ص65 ج11]
* قال العلامة ابن القيم [تهذيب سنن أبي داود ص324 ج5]:
((وقد اختلف في سبب النهي عن الحمر على أربعة أقوال وهي في الصحيح ـ
أحدها: أنها كانت جوال القرية كما في حديث غالب ـ وهذا قد جاء في بعض طرق حديث عبد الله بن أبي أوفى (أصابتنا مجاعة ليالي خيبر فلما كان يوم خيبر وقعنا في الحمر الأهلية فانتحرناها فلما غلت بها القدور نادى منادي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ (أن اكفئوا القدور ولا تأكلوا من لحوم الحمر شيئًا) فقال أناس إنما نهى عنها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأنها لم تخمس وقال آخرون نهى عنها البته ـ وقال البخاري في بعض طرقه: نهى عنها البته لأنها كانت تأكل العذرة ـ فهاتان علتان ـ
العلة الثالثة: حاجتهم إليها فنهاهم عنها إبقاء لها.
كما في حديث ابن عمر المتفق عليه: (أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ نهى عن أكل لحوم الحمر الأهلية زاد في طريق أخرى "وكان الناس قد احتاجوا إليها").
العلة الرابعة: أنه إنما حرمها لأنها رجس في نفسها وهذه أصح العلل فإنها هي التي ذكرها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بلفظه كما في الصحيحين عن أنس قال: (لما افتتح رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خيبر أصبنا حمرًا خارجة من القرية وطبخناها فنادى منادي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ألا إن الله ورسوله ينهيانكم عنها فإنها رجس من عمل الشيطان، فهذا نص في سبب التحريم وما عدا هذه من العلل فإنما هي حدس وظن ممن قاله)) ا. هـ.
... هذا، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
¥