تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الكافر والمنافق والغافل في قضايا المرأة]

ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[02 - 07 - 10, 06:32 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

[الكافر والمنافق والغافل في قضايا المرأة]

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن أحبه واتبع هديه، وبعد: ـ

هذا حوار عن قضية المرأة، أجري مع موقع (وفاء لحقوق المرأة) و موقع (لها أون لاين)، وضعت الحوارين مرتبين:

http://www.wafa.com.sa/*******s/304

http://www.lahaonline.com/articles/view/36160.htm

** ما هو أهم ما ترصده فيما يعرف (بقضايا المرأة)؟

أهم ما أرصده هو أن هذه القضية منشأها من الآخر (الكافرين)، وهو الذي يرعاها إلى اليوم.

**لو وضحت أكثر؟!

حين ترصد ما يقال عن (قضايا المرأة) تجد أنهم يرجعون لقاسم أمين، أو يقولون بدأت بنساء الفرنسيين اللواتي كن يركبن الحمير في شوارع القاهرة حاسرات متبرجات ويتفاعل معهن السوقة من الناس. وقاسم أمين صدر كتابه الأول (تحرير المرأة) في عام 1899م، والحملة الفرنسية جاءت إلى مصر في عام 1798م، بينهما ما يزيد على قرنٍ من الزمان، كان خلال هذا القرن حراك شديد، وإن كان محدود المساحة متعثر الخطوات، هذا الحراك هو الذي أفرز ما ظهر على لسان قاسم أمين. والذي يعتقد كثير من الناس أن قضية المرأة بدأت به.

**من كان قبل قاسم أمين، أو طبيعة الحراك الذي أفرز قاسم أمين؟

هذا الحراك كان نصرانياً كله، تحديداً يرتبط بمدارس الإرساليات التنصيرية التي تواجدتفي مصر من عام 1935م أو 1928 كما يؤرخ بعضهم، خريجو هذه المدارس التنصيرية هم مَن بدءوا يتحركون فيما عرف لاحقاً بتحرير المرأة.

**وماذا عن البعثات العلمية التي كانت لأوروبا؟

رفاعة الطهطاوي وحده هو الذي يذكر في هذا المجال من البعثات، وهو لم يكن مبتعثاً، وإنما مرافقاً لبعثة من البعثات، وعاد واشتغل بالترجمة، وإدارة بعض المدارس الحديثة.

ولكن ـ كما حدثتك ـ خريجو مدارس الإرساليات التنصيرية من نصارى العرب هم كانوا السبب الظاهر في إيجاد ما يسمى بقضايا المرأة، وشيء آخر كان الحراك نسوي كله. أو كان هناك اصرار على أن يخرج الحديث عن المرأة على لسان نساء.

**هل يمكن أن تعطينا نموذجا على ذلك؟

نشرت دار الساقي في عام 2000م كتاباً بعنوان: (الكاتبات اللبنانيات، بيبليوغرافيا (1850 ـ 1950))، من تأليف (نازك سابا يارد) و (نهى بيومي)، وفيه استعراض لعددٍ من اللواتي كتبن عن المرأة من النساء الشاميات (اللبنانيات). وفيه بيان لأن بعض الروايات والكتب التي صدرت بأسماء نسائية سبقت المجلات، وعلى سبيل المثال (مريم النحاس) وهي أم (هند نوفل) التي أسست أول مجلة نسائية تعنى بالحديث عن المرأة (مجلة الفتاة) الصادرة في عام 1892م كتبت ترصد فيه مشاهير النساء بعنوان (معرض الحسناء في تراجم النساء من الأموات والأحياء)، صدر في عام 1978م، وصدرت رواية لفريدة وهبة بعنوان (يعقوب وابنته مريم) في عام 1873م، وصدرت رواية (صائبة) عام 1891م للكتابة إليس بطرس البستاني.

فالملاحظ أن النشاط بدأ نسوياً في مجمله، وبعضهن لم يظهر اسمها إلا مرة أو مرتين، وهذا يدعم الفرضية التي تتحدث عن أن رجالاً كانوا خلف النساء. والملاحظ أيضاً أن النشاط الفكري فضلاً عن أنه كان نسوياً متعمداً ـ فيما يبدو لي ـ تحرك في أكثر من اتجاه على عادة القوم، فاتجه للمبتعثين عندهم، واتجه للصالونات في البيوت، واتجه في بداياته إلى الرواية والكتاب، ثم اعتمد المجلات النسوية المتخصصة في مرحلة تالية، ثم المؤتمرات، وكان ذلك كله بأيدي نصرانية خرجت من مدارس تنصيرية. وكان تراكمياً متصاعداً، ومشاركة المسلمات كانت استثناء، ولا يكاد يذكر غير عائشة التيمورية (1840م ـ 1902 م)، وزينب فواز (1860م ـ 1914م)، وهن متأخرات كما ترى من تاريخ الوفاة، ولم تكن بضاعة هؤلاء تختلف عن بضاعة النصارى، فيمكننا أن نقول أنها كانت باكورة التأثر بالآخر. وكان للنشاط الصحفي (الدوريات الصحفية) دور كبير في نشر هذه القضية وإيجاد مساحة أكبر من التفاعل معها، فقد توالت الدوريات التي أنشأتها نصرانيات. وهذا معروف لمن يتتبع تاريخ نشأة الصحافة المختصة بهذا الشأن في نهاية القرن التاسع عشر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير