تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ملاحظات الدكتور الخثلان على كتاب (الفجر الصادق) للدكتور الصبيحي]

ـ[أبو أحمد الهمام]ــــــــ[08 - 07 - 10, 04:26 م]ـ

قال الدكتور سعد الخثلان:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين وبعد:- فقد اطلعت على كتاب (طلوع الفجر الصادق بين تحديد القرآن وإطلاق اللغة) للدكتور إبراهيم الصبيحي، وقد طلب مني إبداء الرأي فيه- بحكم اهتمامي بهذه المسألة- .. ، وقبل أن أبين رأيي أشير هنا إلى أن فضيلة الشيخ إبراهيم صاحب علم وفضل وتربطني به علاقة محبة ومودة .. ، لكن هذا لايمنع من إبداء بعض ماشتمل عليه الكتاب من ملاحظات .. ، ويمكن إجمالها في الآتي:-

1 - الهدف الرئيس من هذا الكتاب هو تصحيح التقويم (تقويم أم القرى) في توقيت صلاة الفجر، والمؤلف - وفقه الله- لم يرصد الفجر ولو لمرة واحدة، وهذا مأخذ كبير إذ كيف يؤلف كتابا في موضوع وهو لم يقف عليه –عمليا-

2 - نقل المؤلف نقولات في تعريف الفجر،ومنها مانقله عن القرطبي) ص 56 قال الجمهور: الحد الذي بتبينه يجب الإمساك: ذلك الفجر المعترض في الأفق يمنة ويسرة وبهذا جاءت الأخبار ومضت عليه الأمصار) وعن ابن جرير الطبري (وأولى التأولين في الآية التأويل الذي روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (الخيط الأبيض: بياض النهارو (الخيط الأسود) سواد الليل) ونقولات أخرى في هذا المعنى، وهذه النقولات تكاد تتفق في تعريف الفجر بل أشار الموفق ابن قدامة إلى الإجماع في هذه المسألة حيث قال (وهذا إجماع لم يخالف فيه إلا الأعمش وحده فشذ ولم يعرج أحد على قوله)، وهذا التعريف للفجر هو الذي اعتمدته لجنة مشروع الشفق في دراستها، وما ذكره المؤلف في عدة مواضع من الكتاب أن اللجنة اعتمدت في تعريف الفجرعلى الضوء المنتشر الذي يكون على رؤوس الجبال ويملأ البيوت والطرقات غير صحيح البتة، ولو كان هذا هو التعريف للفجر لما خرجت اللجنة خارج مدينة الرياض (أكثر من 150كم) لرصد الشفق ولكان الرصد داخل المدينة، ولما احتاج إلى أن نقوم بتصويره (بكاميرات) ذات حساسية عالية، وكان بودي أن يتثبت المؤلف من النسبة قبل أن يثبتها في كتاب خاصة وأن من ينسب لهم هذا الرأي أحياء يرزقون!!، لكن يبدو أن المؤلف اعتمد في هذه النسبة على ماذكر في المذكرة من آثار عن بعض السلف وبعض العلماء تدل على تسامحهم في الإمساك للصيام، والعجيب أن المذكرة نفسها - التي اعتمد عليها المؤلف في النسبة- قد عقد مبحث في تعريف الفجر (المبحث الثاني ص 6، 7)، وهو يبين بجلاء التعريف الذي اعتمدت عليه اللجنة وقد أغفل المؤلف هذا، وأخذ ما ذكر عن بعض السلف في هذا واعتبره التعريف الذي اعتمدت عليه اللجنة!

3 - لم يتطرق المؤلف للفجر الكاذب مع أنه يفترض فيمن ألف كتابا عن الفجر الصادق أن يتعرض لبيان حقيقة الفجر الكاذب وأوصافه؛ لأن سبب الإشكالية في توقيت صلاة الفجر هي اشتباه الفجر الكاذب بالفجر الصادق، ولذلك فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الاغترار بالفجر الكاذب، وبين أن له سطوعا قد يغر من لا يعرفه فيظن أنه الفجر الصادق فقال: (لايغرنكم الساطع المصعد حتى يعترض لكم الأحمر)،) ولذلك فقد وقع بسبب هذا الاشتباه بعض معدي التقاويم في الخطأ في تحديد وقت صلاة الفجر، وقد أنكر بعض العلماء الاعتماد على الدرجات الفلكية دون التحقق من طلوع الفجر، ومنهم القرافي المالكي في كتابه الفروق، وأشار إليه الحطاب في مواهب الجليل،وكذا الحافظ ابن حجر وغيرهم، والعجيب أن المؤلف وفقه الله يستدل على صحة التقويم بصحته في شروق الشمس وغروبها! .. يقول (ص8) (وكان ... يطلب من يخرج معه إلى الصحراء ليريهم الخلل ... وكنت على خلاف معه لما أراه من انضباط التقويم في تحديد وقت شروق الشمس ووقت غروبها كما أن التقويم منضبط في بقية أوقات الصلاة .. )، وهذا الاحتجاج عجيب إذ أن وقت شروق الشمس وغروبها لاإشكال فيه وتتفق عليه جميع التقاويم العالمية لكونه مربوطا بعلامة حسية ظاهرة، ومثله بقية أوقات الصلوات، لكن الفجر يحصل في الاشتباه- كما أشار لذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله- بسبب اشتباه الفجر الكاذب – الذي يكون له سطوع قوي في بعض ليالي السنة - بالفجر الصادق، ولذلك أناط

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير