تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مقال [اسبا ب أعراض طلاب العلم الشرعي عن علم عبارة الرؤيا]]

ـ[ابومصعب العتيبي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 05:57 م]ـ

[أسبا ب أعراض طلاب العلم الشرعي عن علم عبارة الرؤيا]

فإن علم عبارة الرؤيا علم مهم ورد ذكره في الكتاب والسنة، ولكنه في زمننا هذا أغفل وخصوصاً من طلبة العلم الشرعي ولذلك أسباب سوف أذكر بعض منها:

السبب الأول:

الأعتقاد السائد والخاطئ أن هذا العلم أو عبارة الرؤيا، إلهام (وحي من الله) يختص به من يشاء من غير حول منه ولا قوة، أو موهبة لا تكتسب، تولد مع المرء.

وهذا خطأ بل هوعلم يتعلم أهتم به من سلف وأُلفت فيه الكتب، وضبطت فيه قواعد هذا العلم وأُصلت مسائله، وقعدت قواعد تفسير الأحلام فيها، فالتأليف فيه قديم قارب القرن الأول، فأول من صنف فيه الكرماني المتوفى سنة 151 هـ، وكتابه قيد التحقيق عن أحد الأحبة، ومن دلالة اهتمام علماء السلف بهذا العلم أن كتاب الكرماني شُرح في عشرة أجزاء في القرن الرابع الهجري فتأمل، وجاء من بعده الإمام المشهور صاحب التصانيف ابن قتيبة، المتوفى سنة 276هـ،والذي يعتبر أول من قعد وأصل لهذا العلم وكتابه (تعبير الرؤيا) مطبوعاً ومخدوم، وتتابعت التآليف فيه إلى يومنا هذا .. ومن أهمها الألفية الوردية في تفسير الأحلام، لإبن الوردي، وقد حققت وهي قيد الطباعة.

وقد كان من اهتمام أهل العلم به ما ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق: عن أبي المنجي حيدرة الأنطاكي، قال: زدت في هذا على أستاذي أبي القاسم الشهرزوري المالكي بحفظ ثلاث مئة ورقة ونيف وسبعين ورقة، لأنه كان يحفظ من علم الرؤيا عشرة الآف ورقة فقط (فتأمل)

ونسوق بعض الأدلة على أنه علم يتعلم وليس بإلهام، (بإختصار هنا):

أنه ليس خاص بأمة الأسلام بل هو من العلوم القديمة عن العرب وغيرهم وأشتهر أناس يعبرون الرؤى ويسئلون عنها، فهو من علوم الأنبياء قبل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فقصة ملك مصر مع يوسف عليه السلام ورؤياه مشهورة معلومة.

ويعتبر أول من كتب مخطوطاً بطريقة منظمة ومرتبة في تفسير الأحلام العالم اليوناني الجغرافي أرطميدوس، عاش في القرن الثاني قبل الميلاد، فقد قام برحلات متعددة وزار مراكز الأحلام في عدة بلدان وتشاور مع عدد كبير من المفسرين، وجمع كل المخطوطات القديمة عن تفسير الأحلام ثم كتب كتابه " أنيور كريكيتا" أي تفسير الأحلام مقدماً نظاماً دقيقاً لتقسيم الأحلام وأنواعها،وتفسيراتها لا تختلف كثيراً عما هو سائر الآن، وترجم كتابه، حنين بن إسحاق المتوفى سنة 260 هـ، وهو مطبوع.

بل هذا العلم معروف عند العرب قبل الإسلام قال الشهرستاني رحمه الله، في الملل والنحل: النوع الثاني من علوم العرب في الجاهليةعلم الرؤيا وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه ممن يعبر الرؤيا في الجاهليةويصيب فيرجعون إليه ويستخبرون عنه

. وقال ابن خلدون: هذا العلم من العلوم الشرعية وهو حادث في الملة عندما صارتالعلوم صنائع وكتب الناس فيها واما الرؤيا والتعبير لها فقد كان موجودا في السلفكما هو في الخلف وربما كان في الملوك والأمم من قبل وإلا فالرؤيا موجودة في صنفالبشر على الإطلاق ولابد من تعبيرها.

وقد أستدل أهل العلم على أنه علم شرعي بحديث ابن عباس رضي الله عنهما، والذي فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه: ((أصبت بعضاً واخطأت بعضاً)). صحيح البخاري، فلو كان أنه علم لا يتعلم لما أخطا فيه ابا بكر، ولنبه على ذلك النبي صلى الله عليه وسلم.

قال ابن حجر رحمه الله في شرح هذا الحديث: وفيه الحث على تعليم علم الرؤيا وتعبيرها.

وقال القرطبي رحمة الله: ويعلمهم كيفية التعبير.

وقد ذكر ابن العربي المالكي، في عارضة الأحوذي: من فوائد الحديث:

الأولى: أن أبا بكر الصديق قد فسرها، ولا تفسير مثله، ولا مفسر مثله. وقوله ذلك بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم دليل عظم منزلته واستحقاقه لذلك.

الثانية: فيها معرفة أبي بكر بالتعبير، أخذ ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير