تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والصحيح فيه: القول الثاني، وهذا إخبار من الله تعالى عن منَّته على عباده، حيث قرر في قلوب العرب تعظيم هذا البيت، وتأمين من لجأ إليه ; إجابة لدعوة إبراهيم صلى الله عليه وسلم حين أنزل به أهله وولده، فتوقع عليهم الاستطالة، فدعا أن يكون آمنا لهم، فاستجيب دعاؤه.

" أحكام القرآن " (1/ 69).

ولمَّا كان الحرم آمناً جاءت أهلَه الثمرات من كل مكان، رزقاً من رب العالمين، واستجابة لدعاء إبراهيم عليه السلام.

قال تعالى: (أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا) القَصَص/ 57.

3. أن الأمن المراد في الآية الثانية المذكورة سابقاً أنه خبر بمعنى الإنشاء، والإنشاء هنا هو الأمر بتأمين من يدخل الحرم، فليس خبراً مجرداً كما هو الحال في وصفه أيام الجاهلية، أو في آخر الزمان أنه يأمن فيه داخله من الدجال.

ولا أحد ينكر ما حصل في الحرم لبيته ولأهله، من الهدم والقتل، وحاشاه أن يكون خبراً مجرَّداً في الإسلام، والواقع يشهد بعدم وجود أمان لمن دخله في أزمان عديدة.

وكلا المعنيين يحتمله قوله تعالى: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا) البقرة/ 125.

قال الطاهر بن عاشور - رحمه الله -:

والمراد من " الجعل " في الآية: إما الجعل التكويني؛ لأن ذلك قدَّره الله، وأوجد أسبابه، فاستقر ذلك بين أهل الجاهلية، ويسَّرهم إلى تعظيمه.

وإما " الجعل ": أن أمر الله إبراهيم بذلك، فأبلغه إبراهيم ابنَه إسماعيل، وبثه في ذريته، فتلقاه أعقابهم تلقي الأمور المسلَّمة، فدام ذلك الأمن في العصور والأجيال، من عهد إبراهيم عليه السلام إلى أن أغنى الله عنه بما شرع من أحكام الأمن في الإسلام في كل مكان، وتم مراد الله تعالى.

فلا يريبكم ما حدث في المسجد الحرام من الخوف، في حصار " الحجَّاج " في فتنة " ابن الزبير "، ولا ما حدث فيه من الرعب والقتل والنهب في زمن " القرامطة " حين غزاه الحسن ابن بهرام الجنابي - نسبة إلى بلدة يقال لها جنَّابة، بتشديد النون - كبير القرامطة، إذ قتل بمكة آلافاً من الناس، وكان يقول لهم: " يا كلاب، أليس قال لكم محمد المكي: (وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً) آل عمران: من الآية 97، أيُّ أمنٍ هنا؟! "، وهو جاهل غبي؛ لأن الله أراد الأمر بأن يجعل المسجد الحرام مأمناً في مدة الجاهلية، إذ لم يكن للناس وازع عن الظلم، أو هو خبر مراد به الأمر مثل (وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ) البقرة/ 228.

" التحرير والتنوير " (1/ 690، 691).

فتحصَّل لنا أن معنى " الأمن " في الحرم:

1. أن يكون خبراً مجرداً، وله أحوال:

أ. أمن البيت في الجاهلية من الهدم والغرق والخسف.

ب. أمن أهله في الجاهلية من القتل من الجبابرة، وأمن داخله من الناس، فكان الرجل يرى قاتل والده ولا يمسه بسوء ولا يخيفه.

ج. أمن أهله في الإسلام من فتنة الدجال.

2. أن يكون خبراً بمعنى الإنشاء، والمراد به: الأمر بتأمين من كان فيه من الناس داخله.

وانظر توسعّاً مفيداً في جواب السؤال رقم (137801).

ونرجو بما قلناه أن يكون قد زال عندك الإشكال في معنى " الأمن " في الحرم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياك لما يحب ويرضى.

والله أعلم

الإسلام سؤال وجواب

http://www.islamqa.com/ar/ref/147482

ـ[أبو تميم الكفرسي]ــــــــ[02 - 07 - 10, 03:19 ص]ـ

جزاك الله خيرا فيميزان حسناتك إن شاء الله ولكن سؤالين

1 - ما معنى ((لأن الله أراد الأمر .................. وازع عن الظلم)) ما معنى هذه الجملة

2 - ما قصة هؤلاء القرامطة وما قصتهم لأني اول مرة أسمع بهذه القصة وجزاك الله خيرا

ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[05 - 08 - 10, 05:56 ص]ـ

وإياك أخي الكريم

1 - يظهر خطأ مطبعي

2 - فرقة باطنية ملحدة تدعي الإسلام عاثت في الأرض فسادا حتى طهر السلطان الغزنوي رحمه الله الأرض منهم

http://www.saaid.net/feraq/mthahb/33.htm

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير