قال عبدالله بن مسعود: (من ابتُلي بقضاء بعد اليوم قليقض بكتاب الله ثمّ بما قضى به نبيّه ?، ثمّ بما قضى به الصّالحون، فإن أتاه أمر لم يقض به الصّالحون وليس في كتاب الله ولم يقل فيه نبيّه فليجتهد رأيه، ولا يقولنّ: إنّي أرى وأخاف فإنّ الحلال بيّن والحرام بيّن، وبين ذلك أمور مشتبهات، فدعوا ما يريبكم لما لا يريبكم. وفي رواية أخرى: (فليجتهدرأيه ولا يستحي) [جامع بيان العلم ص361
5. حاول أن تجدّد:
قال السّبكي: (وأنا دائماً أستهجن ممّن يدّعي التّحقيق من العلماء إعادة ما ذكره الماضون، إذا لم يضم إلى الإعادة تنكيتاً عليهم، أو زيادة قيد أهملوه، أو تحقيق تركوه أو نحو ذلك مما هو مرام المحققين، ... إنّما الحبر من يملي عليه قلبه ودماغه) [طبقات الشافعية 1: 99 ـ100 بتصرف].
وقال النّدوي في كتابه عن شيخ الإسلام رحمه الله: (منذ مدّة كان البحث والدراسة في مجال الفقه والحديث قد انحصر في نطاق محدود ولم يكن يتجرّأ أحد أن يخرج عنه، ولا كانت ذخائرهما العلميّة تتّسع وتنمو منذ مدة طويلة، وجاء ابن تيميّة فاستأنف النظر في كثير من المسائل الفقهيّة الّتي كانت تُعتبر مقررة لا تحتاج إلى تفكير ودراسة من جديد، وقدم نتاج بحثه ودراسته إلى أوساط العلماء والفقهاء بكلّ شجاعة وصرامة علميّة. لقد أثار ذلك سواكن العقول وحرّك الأوساط العلميّة وفتح باب التّفكير والدّراسة من جديد) [رجال الفكر والدعوة في الإسلام: خاص بحياة شيخ الإسلام رحمه الله ص108]
6. لكن إيّاك والشّطح وعليك بالاتباع:
قال البربهاري: (اعلم أنّ العلم ليس بكثرة الرّواية والكتب، ولكنّ العالم: من اتّبع العلم والسّنّة وإن كان قليل العلم والكتب، ومن خالف الكتاب والسّنّة فهو صاحب بدعة وإن كان كثير الرّواية والكتب) [طبقات الحنابلة 2/ 31].
وقال الثّوري: (إن استطعت ألاّ تحكّ رأسك إلاّ بأثر فافعل) [الجامع للخطيب 1/ 216]
7. لا تقلّد:
وكان أيّوب السّختياني رحمه الله يقول: (ليس تعرف خطأ معلّمك حتّى تجالس غيره) [جامع بيان العلم ص445].
وقال عبيدالله بن المعتزّ: (لا فرق بين بهيمة تُقاد وبين إنسان يقلّد) [جامع بيان العلم ص446].
8. اجتهد:
قال الشّوكاني: (والّذي أدين الله به أنّه لا رخصة لمن علم من لغة العرب ما يفهم به كتاب الله بعد أن يقيم لسانه بشيء من علم النّحو والصّرف وشيء من مهمّات كلّيّات اصول الفقه في ترك العمل بما يفهمه من الكتاب العزيز … فلم يأت في هذه الشّريعة الغرّاء ما يدلّ على وجوب التّمسّك بالآراء المتجرّدة عن معارضة الكتاب والسّنّة فكيف بما كان منها كذلك) [البدر الطّالع 2/ 58]
9. انتقِد:
قال يحيى بن معين رحمه الله وقد جاءه شابّ بحديث موضوع: (إنّ للعلم شباباً ينتقدون العلم) (الكفاية ص36).
10. لا تضيّع نفسك:
قال السّبكي في مقدّمة الطّبقات: (ولا يهولنّ الفقيه أمر ما نحكيه من غرائب الوجوه وشواذّ الأقوال وعجائب الخلاف، قائلاً: حسب المرء ما عليه الفتيا، فليعلم أنّ هذا هو المضيّع للفقيه ـ أعني الاقتصار على ما عليه الفتيا ـ فإنّ المرء إذا لم يعرف علم الخلاف والمأخذ لا يكون فقيهاً إلى أن يلج الجمل في سمّ الخياط، وإنّما يكون رجلاً ناقلاً نقلاً مخبّطاً، حامل فقه إلى غيره، لا قدرة له على تخريج حادث بموجود، ولا قياس مستقبل بحاضر، ولا إلحاق شاهد بغائب، وما أسرع الخطأ إليه، واكثر تزاحم الغلط عليه، وأبعد الفقه لديه) [طبقات الشّافعيّة الكبرى 1/ 309].
وليس من الشّذوذ ما كان عن سعة علم، فإنّ بعض النّاس يتسرّع في وصف النّاس بالشّذوذ، وإنّما ذلك لنقص علمه، قال الأستاذ النّدوي في بيان أسباب المعارضة لشيخ الإسلام: (وسبب آخر لمعارضته هو بعض التحقيقات وترجيحاته الّتي ينفرد بها، وينشق فيها عن جماعة الأئمّة الأربعة والمذاهب المشهورة في بعض الأحيان، إن هذه التّفرّدات لا تبعث وحشة واستنكاراً في نفوس من لهم اطّلاع واسع على تاريخ الفقه والخلافيات وأقوال الأئمّة والمجتهدين ومسائلهم، إنّهم يعرفون جيّداً أنّ تفرّدات الأئمّة المشهورين والأولياء المقبولين ومسائلهم الغريبة إذا جُمعت تتضاءل أمامها هذه التّفرّدات وتبدو لهم كلاشيء، ويتضعضع اعتقادهم بالتّفرّد الّذي يعتبرونه
¥