ـ[ابو عبد الله المنصورى]ــــــــ[05 - 11 - 06, 12:34 ص]ـ
لمن يخلطون بين الارتجاز و الحداء و الاناشيد اليكم هذا الكلام القيم
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه مناقشة وتعقيب للعلامة صالح الفوزان أثابه الله لموضوع الأناشيد يقول فيها:
((الحمد الله والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه.
وبعد:
كنتُ قد عقبت على ماكتبتْه الأخت تغريد العبد العزيز في " مجلة الدعوة" من الثناء على ماسمته بالأناشيد الإسلامية، ومطالبتها المراكز الصيفية بالإكثار من إنتاجها، فبينت لها أن هذا الثناء في غير محله، وأن هذا الطلب غير وجهيه، وأن الأولى بها أن تطالب بالعناية بالكتاب والسنة، وتعليم العقيدة الصحيحة والأحكام الشرعية، فانبرى بعض الأخوان- وهو الأخ أحمد عبد العزيز الحليبي سامحه الله - ينتصر لها لهذه الأناشيد ويدعي أنها شيء طيب، وعمل جميل ويستدل لإثبات دعواه بأمور هي:
أولاً: أن هذه الأناشيد تلحق بالحداء الذي رخص فيه الشارع، وكذلك تلحق بالارتجاز الذي رخص فيه النبي عليه الصلاة والسلام عند مزوالة الأعمال الشاقة.
ثانياً: أن العلماء، كشيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم وابن الجوزي وابن حجر الهيثمي، نصوا على جواز الحداء، والأرتجاز وسماع الشعر الذي فيه الثناء على الله ورسوله ودينه وكتابه والرد على أعداء الله وهجاؤهم. والنشيد الإسلامي - كما يسميه - لايخرج عن هذه المعاني، فهو شعرٌ ملتزم بالأدب الأسلامي، يرفع بصوت حسن.
ثالثاً: تسمية الأناشيد بالإسلامية لاتعني المشروعية والأبتداع في الدين، وإنما هو وصفٌ وتوضيحٌ وتمييزٌ عن غيرها من الأناشيد والأهازيج المحرمة وهو من المصطلحات الحديثة، مثل الحضارة اٍلاسلامية، والعمارة الإسلامية.
رابعاً: فرق الكاتب بين هذه الأناشيد التي سماها إسلامية وبين الصوفية التي تعد من البدع في الدين من وجهين:
الأول:أنهم أضفوا على أناشيدهم صفة القربة والطاعة.
والثاني: أن سماعهم لا يخلو من الآلة التي تقرن بتلحين الغناء.
هذا حاصل ماكتبه أخونا أحمد في تسويغه ماسماه بالأناشيد الإسلامية.
وجوابنا من وجوه:
الوجه الأول: أن هناك فروقاً واضحة بين ماتسمونه بالأناشيد الإسلامية وبين مارخص فيه الشارع من الحداء في السفر والارتجاز عند مزوالة الأعمال الشاقة، وإنشاد الأشعار التي فيها مدح الإسلام، وذم الكفر وهجاء المشركين،
مع وجود هذه الفروق لايصح إلحاق هذه الأناشيد بتلك الأشياء. والفروق كما يلي:
1 - الحداء في السفر، والارتجاز عند الضجر، وإنشاء الشعر المشتمل على مدح ا لإسلام وذم الكفر وهجاء الكفار لايسمى نشيدأ إسلامياً - كما تسمون نشيدكم بذلك، وإنما يسمى نشيداً عريباً. إذاً فبينهما فرق من جهة التسمية والحقيقة.
2 - أن الحداء أنما يباح في السفر لأجل الحاجة إليه في السير في الليل، لطرد النعاس، واهتداء الإبل إلى الطريق بصوت الحادي، وكذا الارتجاز عند مزوالة الأعمال الشاقة، كالبناء ونحوه، أُبيح للحاجة بصفة مؤقته، وبأصوات فردية لاأصوات جماعية.
وماتسمونه بالأناشيد الإسلامية يختلف عن ذلك تماماً، فهو يفعل في غير الأحوال التي يفعل فيها النوع الأول، وبنظام خاص وأصوات جماعية منغمة وربما تكون أصوات فاتنه، كأصوات المردان وحدثاء الأسنان من البنين والبنات، والأصل في الغناء التحريم، إلا ماوردت الرخصة فيه.
3 - أن الحداء والارتجاز وإنشاء الشعر الذي جاء الدليل بالترخيص فيه بقدر معين وحالة معينة لايأخذ كثيراً من وقت المسلم، ولايشغله عن ذكر الله، ولايزاحم ماهو أهم.
اما ماتسمونه بالأناشيد الإسلامية، فقد أعطي أكثر مما يستحق من الوقت والجهد والتنظيم، حتى أصبح فناً من الفنون يحتل مكاناً من المناهج الدراسية والنشاط المدرسي، ويقوم أصحاب التسجيل بتسجيل كميات هائلة منه للبيع والتوزيع، حتى ملأ غالب البيوت، وأقبل على استماعه كثيرمن الشباب والشابات حتى شغل كثيراً من وقتهم، وأصبح استماعه يزاحم تسجيلات القرآن الكريم والسنة النبوية والمحاضرات والدروس العلمية المفيدة.
فأين هذا من ذاك؟
ومعلوم أن ما شغل عن الخير، فهو محرم وشر.
¥