وعندي أن هذا الفظ مثل قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد:7) فالآية على ظاهرها قال الشيخ الشنقيطي في تفسيره لهذه الآية "ومعنى نصر المؤمنين لله نصرهم لدينه ولكتابه وسعيهم وجهادهم في أن تكون كلمة الله هي العليا وأن تقام حدوده في أرضه وأن تتمثل أوامره وأن تجتنب نواهيه ويحكم في عباده بما أنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم أهـ وغيرها من الآيات فالذي يظهر والله أعلم أن ظاهر الآية هو: فداء لدينك الذي أكرمتنا به كل ما نملك فداء له هذا هو المتبادر لذهن ولا يمكن للمؤمن أن يظن أن الظاهر هو أن الله يحتاج لمن يفديه والله أعلم
القسم الثاني:
أن تقال للنبي صلى الله عليه وسلم
فهذا جائزة بالإجماع وقد نقل الإجماع بن الملقن في كتابه الإعلام بفوائد عمدة الأحكام ج 3ص 16 فهو جائز في حال حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم وهذه بعض الأحاديث الدالة على ذلك
1. عن سلمة رضي الله عنه قال:
خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر فقال رجل منهم أسمعنا يا عامر من هنيهاتك فحدا بهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم من السائق قالوا عامر فقال رحمه الله فقالوا يا رسول الله هلا أمتعتنا به فأصيب صبيحة ليلته فقال القوم حبط عمله قتل نفسه فلما رجعت وهم يتحدثون أن عامرا حبط عمله فجئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا نبي الله فداك أبي وأمي زعموا أن عامرا حبط عمله فقال كذب من قالها إن له لأجرين اثنين إنه لجاهد مجاهد وأي قتل يزيده عليه رواه البخاري
2. عن أبي ذر رضي الله عنه قال:
انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس في ظل الكعبة فلما رآني قال هم الأخسرون ورب الكعبة قال فجئت حتى جلست فلم أتقار أن قمت فقلت يا رسول الله فداك أبي وأمي من هم قال هم الأكثرون أموالا إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله وقليل ما هم ما من صاحب إبل ولا بقر ولا غنم لا يؤدي زكاتها إلا جاءت يوم القيامة أعظم ما كانت وأسمنه تنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها كلما نفدت أخراها عادت عليه أولاها حتى يقضى بين الناس رواه مسلم
3. ودليل قولها بعد وفاته صلى الله عليه وسلم ما جاء في مسند الإمام أحمد
عن حميد بن عبد الرحمن قال
توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في طائفة من المدينة قال فجاء فكشف عن وجهه فقبله وقال فداك أبي وأمي ما أطيبك حيا وميتا مات محمد صلى الله عليه وسلم ورب الكعبة فذكر الحديث قال فانطلق أبو بكر وعمر يتقاودان حتى أتوهم فتكلم أبو بكر ولم يترك شيئا أنزل في الأنصار ولا ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم من شأنهم إلا وذكره وقال ولقد علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار واديا سلكت وادي الأنصار
ولقد علمت يا سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وأنت قاعد قريش ولاة هذا الأمر فبر الناس تبع لبرهم وفاجرهم تبع لفاجرهم قال فقال له سعد صدقت نحن الوزراء وأنتم الأمراء
القسم الثالث:
أن تقال للمسلم
قال الحافظ بن الملقن في كتابه الإعلام بفوائد عمدة الأحكام ج 3ص 16
وهل يجوز تفدية غيره من المؤمنين فيه ثلاثة مذاهب:
أصحها: نعم بلا كراهة
ثانيها: المنع وذلك خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم
ثالثها: يجوز تفدية العلماء الصالحين الأخيار دون غيرهم لأنهم هم الورّاث المنتفع بهم بخلاف غيرهم0 أهـ
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله " باب قول الرجل جعلني الله فداك أي هل يباح أو يكره؟ وقد استوعب الأخبار الدالة على الجواز أبو بكر بن أبي عاصم في أول كتابه " آداب الحكماء " وجزم بجواز ذلك فقال للمرء أن يقول ذلك لسلطانه ولكبيره ولذوي العلم ولمن أحب من إخوانه غير محظور عليه ذلك بل يثاب عليه إذا قصد توقيره واستعطافه ولو كان لك محظوراً لنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قائل ذلك ولأعلمه أن ذلك غير جائز أن يقال لأحد غيره 000 إلى أن قال قال الطبراني: في هذه الأحاديث دليل على جواز قول ذلك وأما ما رواه بن مبارك بن فضالة عن الحسن قال دخل الزبير على النبي صلى الله عليه وسلم وهو شاك فقال كيف تجدك جعلني الله فداك؟ قال: ما تركت أعرابيتك بعد! ثم ساقه من وجه آخر ثم قال على تقدير ثبوت ذلك فلس
¥