تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

القربان المقدس هو خبز و نبيذ و الرب لا يحل به, القربان هو خبز أو شيئ رقيق و الرب لا يحل به", " القربان ليس أكثر من قليل من الدقيق المعجون و الرب لا يحل فيه, إذ كيف يحل في شيئ يجهزه خادم الكنيسة", و أنه ليس من الممكن أن ابن الرب حلّ في القربان المقدس".

كان الموريسكيون يظهرون رفضهم للقربان المقدس في كل المرات التي يتاح لهم فيها ذلك, فخلال القداس كانوا يديرون وجوههم عندما كانوا يرفعون القربان المقدس, أو ينزوون أو ينامون, و لم يقدموا أي مظهر للتعبد, و حينما كان يٌحمل القربان المقدس إلى أي مريض, فبدلا من الركوع أمامه كانوا يسيرون في شارع أخر, " لم يذهبوا في صحبة القربان المقدس عندما كانوا يحملونه إلى المرضى لأنه ليس ممكنا أن يذهب ربنا إلى هناك"

لكل هذه التلميحات و التعليقات دلالة خاصة على رفض الموريسكيين للعقائد و العبادات الكاثوليكية. على وجه الخصوص , كانت عبادة التماثيل و الفديسين مرفوضة من جانبهم: " التماثيل التي كان يعبدها المسيحيون هي ألهة من الخشب مثل تماتيل الجص التي كانت عند الوثنيين في القدم", " ليست هناك ضرورة للذهاب إلى الكنيسة و لا للإعتقاد في هذه الأعمدة الخشبية, يقولون ذلك عن تماثيل العذراء و القديسين الأخرين". و أن الصليب " ليس أكثر من عمود خشبي يعترضه عمود أخر" و يرفضون عبادة صلبان خشبية.

سأل موريسكي مورسكيا أخر إذا كان يؤمن بالرب, فأجاب: " نعم أؤمن بالرب, لكن لا أعتقد في هؤلاء القابعين في المذبح".

و تكثر الحالات مثل حالة المورسكية التي أحرقت ذات مرة صليبا, ولم تركع أمام تمثال يسوع عند مرور موكب ديني من أمامها و هي تجلس بباب بيتها قائلة " إنها لا تعتقد في ذلك التمثال الخشبي". موريسكية أخرى صاحت أمام موكب أخر: عجبا لتمثال يسوع الضخم هذا, كيف يستطيعون حمله؟ "

و يتنافى الشعور الإسلامي بوحدانية الله, على وجه الخصوص, مع عقيدة التليث و فكرة أن يسوع إبنا للرب. فبالنسبة لهم يسوع " كان رجلا صالحا لكنه لم يكن ربا و لا إبنا للرب". لم يكن يسوع " إلاها لكن نبيا و ابنا لمريم و اسمه عيسى و كان ملكا من السماء و لم يكن بوسعه أن يحل أو يعقد". " كان يسوع نبيا و ليس ربا, فكيف يكون ربا و يقتله أحقر الناس؟ " كانوا يقولون أيضا " إن يسوع لم يصلب, بل أتى أخر ووضع مكانه" و اعترض موريسكي من سوكوياموس عندما قالوا له: " إن الله مات من أجلنا, فقال لإن الله موجود في السماء و ليست لديه حاجة كي يموت من أجل المسيحيين".

أقول

انظروا مثلا إلى أخر جملة للموريسكي الذي رد عمن قال إن الله قد مات من أجلنا. فجوابه بأن الله في السماء إثبات لعقيدة أهل السنة و الجماعة في مسألة علو الله عن خلقه و دحض لاعتقاد وحدة الوجود و الإتحاد. و هذا الرجل أجاب بفطرته في الوقت الذي ضل في هذه المسألة كبار أقانيم أهل الكلام.

فرحمهم الله من رجال و نساء دافعوا عن الإسلام و عقيدة التوحيد و سط جبروت النصارى و بطش محاكم التفتيش.

ـ[هشام زليم]ــــــــ[09 - 05 - 08, 03:41 ص]ـ

و لا غالب إلا الله.

ـ[هشام زليم]ــــــــ[31 - 05 - 08, 02:45 م]ـ

لقد كان الموريسكيون يكرهون أشد الكره و يبغضون أشد البغض ذكر التثليت أمامهم أو اعتبار عيسى عليه السلام ابن الله -تعالى الله علوا كبيرا- و يستشنعون هذا القول الذي تكاد السماوات يتفطرن منه و تنشق الأرض و تخر الجبال هدا.

و قد تركوا رحمهم الله وثائق تدافع عن عقيدة التوحيد رغم مرور 100 عام على محاولات تنصيرهم.

و قد رأينا أمثلة على ذلك في مشاركتي اعلاه.

و قد ذكر علي الكتاني رحمه الله وثائق تؤكد اعتقاد الموريسكيين في وحدانية الله و دفاعهم عن المسيح و أمه عليهما السلام.

فانظروا رغم المحن التي تدك الجبال رفضوا السكوت عن الشرك بالله.

يقول الأستاذ علي الكتاني رحمه الله في الصفحة202 و 203 من كتابه "انبعاث الإسلام بالأندلس":

"و في سنة 1588م, اكتشفت صحيفة رق قديمة في صومعة تربيانة بغرناطة تؤكد أن المسيح عيسى ابن مريم عبد الله و رسوله, و ليس ابنا لله كما يدعيه النصارى.

من فبراير سنة 1595م إلى أخر سنة 1597م, لأخرجت من تحت أرض التلة الغرناطية المسماة ب"التلة المقدسة" (ساكرومونتي) مجموعة من الصفائح الرصاصية نقشت عليها كتابات مجهولة, منها ماهو بالعربية و ماهو باللاتينية, كونت مكتبة كاملة تعود إلى القرون اانصرانية الأولى. أما النصوص اللاتينية, فهي تقص استشهاد "القديس هيسكيوس", رفيق "القديس شنت ياقو" من طرف" القديس سيسيل" في غرناطة. أما النصوص العربية فهي كتابات دينية مفادها أن عيسى ابن مريم عبد الله و رسوله و تكرر فيها عبارة "لا إله إلا الله عيسى روح الله" و بها أدعية "شنت ياقو" و قصة حياته و دراسة عن الملائكة و حياة سيدنا عيسى عليه السلام و حياة السيدة مريم و تاريخ الإنجيل, إلخ ...

و قد شكل دون بدرو دي كاسترو, اجنة كنسية كاثوليكية لدراسة الموضوع, فقررت أن الصفائح "رسائل إلاهية", و أنها "عقيدة سامية موحاة". لكن مجلس قشتالة طلب بنقل الصفائح إلى مجريط لترجمتها و دراستها من جديد. و اتهمت الحكومة بعض الأطراف الموريسكية بتزييف هذه الصفائح لإظهار باطل المسيحية الحالية, واتهم بذلك بصفة خاصة الموريسكيان "ألونسو دي قشتيليو" و "ميغال دي لونا".

و قد أشار الشهاب الحجري إلى رق غرناطة الذي قام بترجمته عند اكتشافه, إذ قال "ففرح القسيس فرحا عظيما بما ترجمت, و على أنه الحق, و أعطاني ثلاثمائة ريال و أيضا كتابا بالإذن بالترجمة من العربي إلى العجمي و بالعكس, و امتد الخبر عند النصارى, حين كانوا يشيرون علي و يقولون: هذا هو الذي فهم الرق الذي وجد في الصومعة". و لا شك أن الإكتشافين يدخلان في الحرب العقائدية التي كانت قائمة في إسبانيا بين المسلمين و النصارى.

و ملخص القول ما قاله الشهاب الحجري, أحد رجالهم: كان الموريسكيون"يعبدون دينين: دين النصارى جهرا, و دين المسلمين في خفاء من الناس. و إذا ظهر على أحد شيء من عمل المسلمين يحكمون فيهم الكفار الحكم القوي, يحرقون بعضهم كما شاهدت".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير