أيها الغافلون هذا هو شأنُ النبي عند المسلمين
ـ[السيد العربي]ــــــــ[18 - 05 - 08, 09:29 م]ـ
*أيها الغافلون هذا هو شأنُ النبي عند المسلمين!!!
{تأملات فى قصة صلح الحديبية}
بسم الله الرحمن الرحيم
* الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى ....... وبعد:
أخرج البخاري في كتاب الشروط من حديث:عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنْ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ وَمَرْوَانَ يُصَدِّقُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا حَدِيثَ صَاحِبِهِ قَالَا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ .. {وهي بئر سمي المكان بها , وقيل شجرة حدباء صُغرت وسمي المكان بها. وقال المحب الطبري. {الحديبية قرية قريبة من مكة أكثرها في الحرم} .. حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَعْضِ الطَّرِيق .. {فى رواية: حتى إذا كانوا بغدير الأشطاط قريبا من عسفان .. وهو جانب الوادي} .... ِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ بِالْغَمِيمِ .... {وهو موضع بين مكة والمدينة} .. فِي خَيْلٍ لِقُرَيْشٍ طَلِيعَةٌ فَخُذُوا ذَاتَ الْيَمِينِ فَوَاللَّهِ مَا شَعَرَ بِهِمْ خَالِدٌ حَتَّى إِذَا هُمْ بِقَتَرَةِ الْجَيْش .. {القترة الغبار الأسود} .. ِ فَانْطَلَقَ يَرْكُضُ نَذِيرًا لِقُرَيْشٍ وَسَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالثَّنِيَّةِ الَّتِي يُهْبَطُ عَلَيْهِمْ مِنْهَا بَرَكَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ فَقَالَ النَّاسُ حَلْ حَلْ .. {كلمة تقال للناقة للزجر إذا تركت السير} .. فَأَلَحَّت .. {أي تمادت على عدم القيام} ْ ... فَقَالُوا خَلَأَتْ الْقَصْوَاءُ خَلَأَتْ الْقَصْوَاءُ ... {والخلاء للإبل كالحٍران للخيل} .....
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا خَلَأَتْ الْقَصْوَاءُ وَمَا ذَاكَ لَهَا بِخُلُقٍ وَلَكِنْ حَبَسَهَا حَابِسُ الْفِيلِ .. {أي حبسها الله عز وجل عن دخول مكة كما حبس الفيل عن دخولها .. ومناسبة ذكرها أن الصحابة لو دخلوا مكة على تلك الصورة وصدهم قريش عن ذلك لوقع بينهم قتال قد يفضي إلى سفك الدماء ونهب الأموال كما لو قدر دخول الفيل وأصحابه مكة , لكن سبق في علم الله تعالى في الموضعين أنه سيدخل في الإسلام خَلْق منهم , ويُستخرج من أصلابهم ناس يُسلمون ويُجاهدون , وكان بمكة في الحديبية جمع كثير مؤمنون من المستضعفين من الرجال والنساء والولدان , فلو طرق الصحابة مكة لما أمن أن يصاب ناس منهم بغير عمد كما أشار إليه تعالى في قوله: (وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا " [الفتح/25] .....
---- وفي هذه القصة جواز التشبيه من الجهة العامة وإن اختلفت الجهة الخاصة , لأن أصحاب الفيل كانوا على باطل محض وأصحاب هذه الناقة كانوا على حق محض , لكن جاء التشبيه من جهة إرادة الله منع الحرم مطلقا , أما من أهل الباطل فواضح , وأما من أهل الحق فللمعني الذي تقدم ذكره.} ......
ثُمَّ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَسْأَلُونِي خُطَّةً يُعَظِّمُونَ فِيهَا حُرُمَاتِ اللَّهِ إِلَّا أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا .. {قال الخطابي: معني تعظيم حرمات الله في هذه القصة ترك القتال في الحرم , والجنوح إلى المسالمة والكف عن إراقة الدماء.} .....
{قال ابن بطال: يريد بذلك موافقة الله فى تعظيم الحرمات؛ لأنه فهم عن الله إبلاغ الأعذار إلى أهل مكة فأبقى عليهم لما كان سبق لهم فى علمه أنهم سيدخلون فى دين الله أفواجًا} ....
¥