تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الإختلاف في العقيدة]

ـ[زوجة وأم]ــــــــ[02 - 06 - 08, 09:14 م]ـ

قال الشيخ العثيمين رحمه الله في شرح العقيدة السفارينية

وكل هذه من العقائد، والقول: بأن (العقيدة ليس فيها خلاف على الإطلاق) غير صحيح،فيه من مسائل العقيدة ما يعمل فيه الإنسان بالظن،

مثلاً: في قوله تعالى: (من تقرب إلي شبراً تقربت منه ذراعاً) [128]، لا يجزم الإنسان بأن المراد القرب الحسي، فإن الإنسان لا شك ينقدح في ذهنه أن المراد بذلك القرب المعنوي، (من أتاني يمشي أتيته هرولة)، هذا أيضاً لا يجزم الإنسان بأن الله يمشي مشياً حقيقياً هرولة، ينقدح في ذهنه أن المراد الإسراع في إثابته وأن الله تعالى إلى الإثابة أسرع من الإنسان إلى العمل،

ولهذا اختلف علماء أهل السنة في هذه المسألة هل هو هذا أو هذا؟ فأنت إذا قلت هذا أو هذا لست تتيقنه كما تتيقن نزول الله عز وجل الذي قال فيه الرسول عليه الصلاة والسلام: (ينزل ربنا إلى السماء الدنيا) [129] هذا لا يشك فيه الإنسان أنه نزول حقيقي،

وكما في قوله: {استوى على العرش} (الأعراف 54)، لا يشك الإنسان أنه استواء حقيقي،

فالحاصل: أن مسائل العقيدة ليست كلها مما لا بد فيه من اليقين،لأن اليقين أو الظن حسب تجاذب الأدلة وتجاذب الأدلة حسب فهم الإنسان وعلمه،قد يكون هذان الدليلان متجاذبين عند شخص، ولكن عند شخص آخر ليس بينهما تجاذب إطلاقاً وقد اتضح عنده أن هذا له وجه وهذا له وجه،ف مثل هذا الأخير ليس عنده إشكال في المسألة بل عنده يقين، والأول يكون عنده إشكال،وإذا رجّح أحد الطرفين فإنما يرجحه بغلبة الظن،لهذا لا يمكن أن نقول: إن جميع مسائل العقيدة مما يتعين فيه الجزم، ومما لا خلاف فيه،لأن الواقع خلاف ذلك، ففي مسائل العقيدة ما فيه خلاف،وفي مسائل العقيدة ما لا يستطيع الإنسان أن يجزم به، لكن يترجح عنده،

إذًا هذه الكلمة التي نسمعها بأن (مسائل العقيدة لا خلاف فيها) هذه ليست على إطلاقها،لأن الواقع يخالف ذلك،

كذلك مسألة العقيدة بحسب اعتقاد الإنسان ليس كل مسائل العقيدة مما يجزم فيه الإنسان جزماً لا احتمال فيه في بعض المسائل حديث أو آيات قد يشك الإنسان فيها،فمثلاً: {يوم يُكشف عن ساقٍ} (القلم 42).هذه من مسائل العقيدة وقد اختلف فيها السلف:هل المراد ساقه عز وجل أو المراد الشدة [130]؟ وعلى هذا فقس،،

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير