تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[سؤال بحاجة إلى إجابة ((كيف كان عيسى عليه السلام يحيي الموتى]

ـ[أبو محمد الرقي]ــــــــ[09 - 05 - 08, 08:25 م]ـ

إخوتي في الله سئلت السؤال التالي ((كيف كان عيسى عليه السلام يحيي الموتى هل يعودون أموات بعدها أم يعيشون بين الناس ثم -كيف نوفق بين هؤلاء الناس الذين ماتوا ثم عادوا للحياة بهذه الطريقة وبين كونه قد كتب الله أنهم إليها لايعودون -وهل موتتهم الأولى نهاية أجلهم أم ماتوا لغير أجلهم (يقصد السائل لم ينتهي عمرهم الذي كتب لهم وهم أجنة في بطون أمهاتهم) أجيبونا مأجورين أسأل الله الفردوس الأعلى لمن شارك ولمن وضح الإجابة.

ـ[الأرزيوي]ــــــــ[10 - 05 - 08, 04:15 م]ـ

أقول وبالله تعالى التوفيق:

يجب أن نفهم أمران مهمان:

[الأمر الأول]: وهو أن الميت إذا مات فهذا يعني أن أجله قد انتهى وحانت قيامته وهذا مما لا يختلف فيه أحد.

[والأمر الثاني]: أن المعجزة حسب ما عرفناه واستقرأناه وسمعناه نوعان:

- معجزة مستمرة

- ومعجزة متوقفة

فأما المعجزة المستمرة فهي مثل القرآن الكريم فهو معجزة مستمرة خالدة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وغيره من الكتب السماوية والصحف ـ وإن كانت هذه الأخيرة قد نسخت كلها بالقرآن ولا تملك مزاياه الخاصة به؛ تعبدا وإعجازا ودستورا ـ فهي كانت مستمرة نسبية أو إضافية، فالأنجيل مكمل للثوراة (ما يسمى عندهم بالعهد القديم والعهد الجديد) وهكذا في سائر الصحف والكتب، فهذه معجزة مستمرة لا تتوقف أبدا؛ وتوقفها مرتبط بمن يأتي بعده من الأنبياء كموسى يأتي بعده عيسى فيستمر بتعاليمه ويزيد عليها مما كان استمرار الثوراة بالإنجيل وبعدهما نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن الذي جمع وحوى كل الكتب وكل الصحف مما بقيت هذه المعجزة معجزة القرآن هي المهيمنة وهي الخالدة.

وأما المعجزة المتوقفة فمثلها مثل عصا موسى عندما كانت تتحول إلى الأفعى؛ فهل كانت كل الوقت هكذا؟ الجواب لا، لأنه لما فر مع بني إسرائيل ضرب البحر بعصاه، والمعلوم أن قضية تحويلها إلى الأفعي كانت قبل فراره عليه السلام من فرعون، وكذلك مثلها مثل يده عندما تصبح بيضاء، وكذلك ما حصل لعيسى عليه السلام في إحياء الموتى؛ فهي كلها متوقفة فقط على سبب معين طلب هذه المعجزة المعينة وكما يقال: ((العلة تدور مع السبب وجودا وعدما))، فلولا السبب لما وجدت هذه المعجزة.

ثم هنا مسألة مهمة وهي ما قلناه سابقا في الأمر الأول؛ كيف يموت الشخص بأجله المقدر له قضاء وقدرا فيحي ويمشي ويعيش مع الناس وهذا مما لم يقله أي أحد على ما أذكر، وإلا فيكون هذا من الهوس والتناقض فيما علمناه ولحظناه، مع مخالفته للأصول والعلوم المقررة.

فيقال حينذاك للجواب: أن هؤلاء الذين وقعت الحياة فيهم ودبت مرة أخرى إنما كان ـ والله أعلم ـ لسبب معين ولهدف وجد هذا الأمر، فإذا ما نقضى الأمر كما في واقعة البقرة؛ يزول ويصبح كما كان عليه. هذا هو الحق الذي يوافق الأصول المقررة والعلوم المشهورة.

معذرة أنني قد كتبت هذا على استعجال ومن غير ذكر بعض الآثار، فلا تؤاخذوني عليه بارك الله فيكم

ـ[أبو محمد الرقي]ــــــــ[11 - 05 - 08, 12:17 ص]ـ

جزاكم الله خيرا أفهم من ذلك أن حياتهم لم تستمر إلا بما يحقق المعجزة وهذا ينطبق على صاحب القرية في سورة البقرة فقد قرأت في تفسير الشعراوي أنه يذكر أحداث لحياته بعد بعثه كما أكرر سؤال السائل ((وهل موتتهم الأولى نهاية أجلهم أم ماتوا لغير أجلهم -يقصد السائل لم ينتهي عمرهم الذي كتب لهم وهم أجنة في بطون أمهاتهم - واعذروني قد يقول قائل لماذا هذا الطرح أؤكد لكم أنها شبهة طرحت على أحد الشباب وهو يريد الاستفسار عنها ليزول الريب عما علق في رأسه من فلسفات (شبهات) هذا الزمان

ـ[الأرزيوي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 05:10 م]ـ

أظنني ـ بارك الله فيك ـ قد أجبت بما فيه كفاية وشفاية؛ وحبذا لو يزيد مشايخنا الأفاضل لإثراء هذا الرد بما يشفي العليل ويكفي الغليل، ومع هذا أزيد إن شاء الله تعالى فأقول وبالله التوفيق:

أولا: لا أحد يقول أن فلانا ـ ما ـ مات من غير أجله، فهذا يخالف الكتاب والسنة: ففي الكتاب تقرير هذا الأصل الهام وهو بأن الأجل ليس بيد أحد إلا الله.

قال جل وعلا

((وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَاباً مُّؤَجَّلاً)) 145آل عمران

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير