تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل عند الأشاعرة دليل على صدق كلام الله جل وعلا؟!!]

ـ[محمد نور الدين الشامي]ــــــــ[08 - 06 - 08, 05:02 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله:

قال الأشعري في نصر مذهبه في مسألة التحسين والتقبيح الشرعي (اللمع ص:71)

((فلا يقبح منه أن يعذب المؤمنين ويدخل الكافرين الجنان، وانما نقول: انه لا يفعل ذلك لأنه أخبرنا أنه يعاقب الكافرين وهو لا يجوز عليه الكذب في خبره))

وقال في نفس الصفحة:

((فإن قال: فإنما يقبح الكذب لأنه قبحه؟ قيل له: أجل، ولو حسنه لكان حسنا ولو أمر به لم يكن عليه اعتراض))

قرأت هذه الكلام أكثر من مرة، ولكن آخر مرة قرأته أحسست لأول مرة بتناقض خفي في هذه الجمل، وأرجو من الأخوة أن يعرضوا رأيهم في هذا الموضوع، هل هو إلزام للأشاعرة أم أنهم استدركوه أو أنني لم أفهم مذهبهم على الوجه الصحيح؟؟؟

في الجملة الأولى قال -كما فهمت-: يجوز على الله أن يظلم فالظلم ليس قبيحاً في ذاته، لكنه لن يظلم لورود الخبر، والله تعالى لا يجوز أن يرد الكذب في كلامه ...

السؤال: لماذا جوز الأشعري الظلم ولم يجوز الكذب؟؟؟ هل عنده دليل على هذا؟؟ أرجو أن يكون السؤال واضحاً ...

فالأشعري الذي يقول لا يجوز على الله أن يكذب أقول له أريد دليلاً ...

فإن قال لأن الكذب قبيح والله منزه عنه يكون قد ناقض أصله في التحسين والتقبيح وأثبت للكذب قبحاً ذاتياً ...

وإن قال لورود الخبر في ذلك كان كلامه سخيفاً، إذ أنه استدل بخبره قبل أن يثبت صحة خبره ... كالمستدل على أن نصف الـ 2 واحد بأننا لو قسمنا ال2 على 2 كان الجواب واحد:)

وإن قال بل يجوز الكذب انسلخ من الدين والشريعة، وصار الكفار والمجوس أفضل منه ألف مرة ... والتفكير بإلزامات القائل بهذا الخيار لمدة ثواني يكفي لبيان فساد قائله، ويصير النصف الثاني من قوله ((وهو لا يجوز عليه الكذب في خبره)) كلام ليس عليه دليل، بل الدليل على جوازه وأنه قد يظلم الله عباده المؤمنين ويعذبهم!!!! تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً

بحثت في الكتب التي بين يدي إن كان هناك من العلماء من استنتج كما استنتجت فلم أجد مما أثار الريبة في نفسي من أن أكون فاهماً المسألة خطأً ... فمن يوافقني من الاخوة بهذا الإلزام؟؟

ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[08 - 06 - 08, 11:54 م]ـ

جزاك الله خيرا

وهذا قد يكون من الإلزامات عليهم

ولكنهم لا يعترفون أن إمكان تعذيب المؤمنين وإثابة الكافرين من الظلم!

لأن الظلم في نظرهم التصرف في ملك الغير , وجميع العباد تحت ملك الله فلا يقبح عندهم تعذيب المطيع وإثابة العاصي.

وأما على القول الصحيح في تعريف الظلم وهو وضع الشيء في غير محله كما نبه على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهم الله كان ذلك من التناقض في مذهبهم كما ذكرت أنت.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية:والظلم ممتنع منه باتفاق المسلمين لكن تنازعوا فى الظلم الذى لا يقع

فقيل هو الممتنع وكل ممكن يمكن أن يفعله لا يكون ظلما لأن الظلم إما التصرف فى ملك الغير وإما مخالفة الأمر الذى يجب عليه طاعته وكلاهما ممتنع منه.

وقيل بل ما كان ظلما من العباد فهو ظلم منه

وقيل الظلم وضع الشىء فى غير موضعه فهو سبحانه لا يظلم الناس شيئا قال تعالى {ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما}

قال المفسرون: هو أن يحمل عليه سيئات غيره ويعاقب بغير ذنبه والهضم أن يهضم من حسناته.

وقال تعالى {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تلك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما}

{وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم}

مجموع الفتاوى (1

219)

وقال ابن القيم - رحمه الله تعالى -: و هو سبحانه خالق الخير و الشر، فالشر في بعض مخلوقاته لا في خلقه و فعله، و لهذا تنزه سبحانه عن الظلم الذي حقيقته وضع الشيء في غير محله فلا يضع الأشياء إلا في مواضعها اللائقة بها.

شفاء العليل (179)

والله أعلم

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - 06 - 08, 03:24 ص]ـ

شيخنا الفاضل عبد الباسط

السائل لا يعني ما تفضلتم بذكره.

وإنما يقصد أن كلام الأشعري متناقض في نفسه بغض النظر عن الراجح في المسألة.

لأن الأشعري يقول: إن التقبيح شرعي محض، ولا يوجد تقبيح عقلي، ثم يحكم مع هذا بأن الكذب لا يجوز في خبر المولى سبحانه، فمن أين علم أن الكذب لا يجوز في خبره سبحانه؟

إن قال (علم ذلك من العقل لأن الكذب قبيح عقلا)، فقد ناقض نفسه؛ لأنه جعل التقبيح للعقل هنا.

وإن قال (علم ذلك من إخبار الشارع) فقد استدل بعين المسألة؛ فمن أين علم صدق الشارع في هذا الإخبار بعينه؟

فهذا هو التناقض الذي أشار إليه الأخ السائل.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - 06 - 08, 03:30 ص]ـ

وقد يجاب عن الأشعري (وإن كان جوابا واهيا) بأن يقال:

الشارع أخبرنا بهذه الأخبار، فإما أن يكون الكذب جائزا عليه وإما أن لا يكون.

فلو كان الكذب غير جائز عليه ثبت المطلوب.

ولو كان الكذب جائزا عليه، لما كان هناك سبيل لمعرفة شرعه ولا دينه، ولما كان هناك سبيل لتصديق الرسل والأنبياء، ولما كان هناك سبيل لمعرفة الحق من الباطل، وحينئذ لا نخسر شيئا.

فهذا الاستدلال من باب قول الشاعر:

قال المنجم والطبيب كلاهما ..................... لا يحشر الموتى فقلت إليكما

إن صح قولكما فلست بخاسر ................... أو صح قولي فالخسار عليكما

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير