تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هل يجوز قول ذلك؟ أَنْشُدُكَ بِحَقٍّ وَبِحَقٍّ

ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[09 - 06 - 08, 11:07 م]ـ

ورد في حديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن أول ثلاثة تسعر بهم النار و جاء في أوله أن سأله شفيٌ الأصبحي و هو أحد التابعين قائلا:

«أَنْشُدُكَ بِحَقٍّ وَبِحَقٍّ لَمَا حَدَّثْتَنِي حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَقَلْتَهُ وَعَلِمْتَهُ .... »

هذا لفظ الترمذي (4/ 591) و ابن خزيمة (4/ 115)

و أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 579) و النسائي في الكبرى (11824) بلفظ: «أَنْشُدُكَ اللَّهَ بِحَقٍّ، وَحَقٍّ .. »

و أخرجه أيضا ابن حبان (2/ 135) بلفظ: «أنشدك بحقي .. »

و أخرجه مختصرا البخاري في خلق أفعال العباد (42)

فهل هذا القول يجوز؟ و ما الفرق بينه و بين سؤال الله و التوسل إليه بالحق الذي منعه العلماء؟

و جزاكم الله خيرا ......

ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[10 - 06 - 08, 01:23 ص]ـ

جزاك الله خيرا

1 - قد يقال لا يراد بالحق هنا القسم ولكن كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - في مثلها -:

وهي قوله تعالى {واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام}

قال رحمه الله: فعلى قراءة الجمهور بالنصب إنما يسألون بالله وحده لا بالرحم وتساؤلهم بالله تعالى يتضمن إقسام بعضهم على بعض بالله وتعاهدهم بالله.

وأما على قراءة الخفض فقد قال طائفة من السلف هو قولهم أسألك بالله وبالرحم وهذا إخبار عن سؤالهم وقد يقال إنه ليس بدليل على جوازه فإن كان دليلا على جوازه فمعنى قوله أسألك بالرحم ليس إقساما بالرحم والقسم هنا لا يسوغ لكن بسبب الرحم أى لأن الرحم توجب لأصحابها بعضهم على بعض حقوقا كسؤال الثلاثة لله تعالى بأعمالهم الصالحة وكسؤالنا بدعاء النبى وشفاعته

ومن هذا الباب ما روى عن أمير المؤمنين على بن أبى طالب أن ابن أخيه عبد الله بن جعفر كان إذا سأله بحق جعفر أعطاه وليس هذا من باب الإقسام فإن الإقسام بغير جعفر أعظم بل من باب حق الرحم لأن حق الله إنما وجب بسبب جعفر وجعفر حقه على علي رضي الله عنه.

مجموع الفتاوى (1

339)

فكأن المعنى أسألك للحق الذي بيننا من أخوة أو رحم

وقال ابن القيم رحمه الله:قال أبو الحسين القدوري في شرح كتاب الكرخي: قال بشر بن الوليد: سمعت أبا يوسف يقول: قال أبو حنيفة: لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به قال: وأكره أن يقول: أسألك بمعقد العز من عرشك وأكره أن يقول: بحق فلان وبحق أنبيائك ورسلك وبحق البيت الحرام

قال أبو الحسين: أما المسألة بغير الله فمنكرة في قولهم لأنه لا حق لغير الله عليه وإنما الحق لله على خلقه.

إغاثة اللهفان

والله أعلم

ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[10 - 06 - 08, 08:53 ص]ـ

جزاك الله خيرا أخي

ـ[حارث همام]ــــــــ[12 - 06 - 08, 07:37 م]ـ

الفرق أنه ما للعباد عليه حق واجب سبحانه بغير إيجابه على نفسه وذلك فضله.

ولهذا شرع التوسل بالعمل الصالح ولا يليق بالأدب أن يقال بحق العبد، وهذا الحق إنما أوجبه الله بفضله.

أما سؤال شخص لك عليه حق شيئاً منه بسبب حقك عليه فهذا سائغ، والله أعلم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير