تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الأسمري؟]

ـ[ابوريم]ــــــــ[21 - 06 - 08, 12:14 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم ..

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، وبعد فهذه لمحةٌ مختصرةٌ عن منهج صالح بن عبدالله الأسمري وأتباعه، أكتبها بحكم تجربتي السابقة مع بعض تلاميذه، بياناً للحقّ، وتحذيراً من الباطل، والله الهادي إلى سواء السبيل.

(المنهج العقدي):

يحاول الأسمري وطلابه تقرير عدة أمورٍ في باب العقيدة:

أولها: أن مصطلح أهل السنة والجماعة يشمل الأشاعرة والماتردية وأهل الحديث، ويعتمدون في هذا التقرير على عدة ركائز:

1 - ما ذكره بعض متأخري الحنابلة في شمول مصطلح أهل السنة للأشاعرة والماتريدية وأهل الحديث (ويقصدون بأهل الحديث: مفوّضة الحنابلة)، كالسفاريني، والكرمي، وعبد الباقي المواهبي وغيرهم، ويمكن معرفة نقولاتهم عن هؤلاء وغيرهم في مقال لعبد الفتاح اليافعي (أحد طلاب الأسمري) حول التعليق على فتوى الغنيمان الأولى في أن الأشاعرة من أهل السنة.

2 - أن شدة الخلاف الذي حصل بين الأشاعرة وغيرهم وتعدد مواطنه إنما حصل بسبب آراء ابن تيمية التي خالف بها الحنابلة وأهل الحديث، ونسبها لأهل السنة، وفارق بها الأشاعرة أيضاً.

في حين أنهم يحصرون الخلاف بين أهل الحديث أو الحنابلة وبين الأشاعرة في مسألة جواز التأويل، وإثبات الحرف والصوت، والعلو، وما عدا ذلك من مسائل الاعتقاد فهم متفقون معهم، على أن هذه الثلاث المسائل بعد تفصيل الكلام عنها؛ يؤول الخلاف إلى وفاقٍ أو خلاف شكليّ لا ينبني عليه تضليل ولا تبديع.

فمع نهي أهل الحديث عن التأويل إلا أنه يجوز للحاجة، ومقابلة إنما هو التفويض لا الإثبات. والحرف والصوت إنما هو إثبات صفة للكلام من جنس الصفات المتشابهة (كاليد والوجه ... ) لا يُعلم معناها، بل يجري فيها التفويض كما يجري في الصفات الأخرى.

وكذلك العلو يدخله التفويض، مع وجوب نفي الجهة، وعدم النفور من قول الأشاعرة أنه لا داخل ولا خارج؛ إذ أنهم يعنون بذلك نفي المكان فقط.

3 - أن مدرسة ابن تيمية أو السلفية أو الوهابية ليسوا من أهل السنة والجماعة، بل منهجهم هو منهج المجسّمة المتّفق على ضلالهم وخروجهم عن مسمى الطائفة الناجية،إلا أن تجسيمهم في الغالب غير صريح، ولذلك لا يحكم عليهم بالكفر، بل بالضلال والبدعة.

ثانيها: أن تقسيم التوحيد إلى أقسامه الثلاثة بدعةٌ أدّت بالوهابية إلى تكفير المسلمين واستحلال دماء المستغيثين بالأنبياء والأولياء والصالحين، والعلم بحقيقة العبادة ومفهومها في الشرع وأنها التقرب إلى المعبود على جهة استحقاقه للعبادة لكونه إلهاً، هو المنطلق الصحيح لفهم هذا الباب، وينبني على هذا: جواز الاستغاثة بالنبي أو الولي إما على جهة التسبب والتشفع، أو حتى على جهة اعتقاد النفع والضر منه تبعاً بالكرامة لا استقلالاً، والمحظور هو اعتقاد استقلال الولي بالنفع والضر أو التصرف دون إذن الله تعالى له، وعلى هذا فإعطاء الله نبيَّه أو وليًّه ملك النفع والضر للعباد إما مطلقاً، وإما في جهة مخصوصة كالرزق، أو الشفاء أوإعطاء الولد، أو التصرف في الكون؛ كلّ هذا مما تدخله الكرامة، وبالتالي يجوز طلبه من الولي.

ومعرفة كون هذا الولي مكرماً من الله تعالى بتلك الكرامة المعيّنة المراد طلبها منها، يحصل إما بإخباره عن نفسه بذلك إن كان حيّاً، أو بالكشف بعد موته، أو حتى بالتجربة والاشتهار.

وكرامة الولي ساريةٌ في حياته، وبعد موته،فيجوز طلبها منه في حال حياته وبعد وفاته.

ويرون أن هذا مما اتفقت عليه كلمة المعتمَدين في المذاهب الأربعة، وأن مخالفة الوهابية في هذه المسائل شذوذٌ لا يعتد به.

ودعوة محمد بن عبد الوهاب دعوة ضلال، وأتباعه أشبه شيءٍ بالخوارج، ولذلك لما أتى الأسمري الرياضَ بعد عودته من قطر، وأقام محاضرة بعنوان (مزايا دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب)، استنكر عليه تلامذته ذلك، فقال: أنا قلت: الإمام، وهو يطلق على إمام الهدى والضلال، فلما استنكروا تعداده لمزايا دعوته، قال ما معناه أنه لابد من التدرج معهم (أي السلفيين).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير