[هذه المرة: من (الحجاز) .. جاء التحذير من (الكوثري) ..]
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[09 - 05 - 08, 07:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا التحذير المستمر من الكوثري؟
ج / لأنه رأس " الجهمية - القبورية " في هذا العصر، فمن بعده من أتباعه عالة عليه، ولأنه يراد - لمزاحمة أهل السنة وإشغالهم - بعث مذهبه الفاسد من جهات متعددة - كما رأينا في مؤتمره القريب في تركيا - (تشابهت قلوبهم) في الكيد لدعاة الكتاب والسنة، ودولهم؛ وللأسف أنهم استطاعوا الاستحواذ على عقول شرذمة من أهل هذه البلاد " السعودية "، ليكونوا صدىً لهم، مستبدلين الأدنى بالأعلى، راضين أن يكونوا ممن قال تعالى عنهم: ? وَاتْلُ عَلَيْهِم نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الغَاوِينَ، وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ، فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ القَوْمِ الَّذيِنَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ القَصَصَ لَعَلَّهُم يَتَفَكَّرُونَ سَاءَ مَثَلاً القَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ ?.
هداهم الله، أو كفانا شرهم بما شاء ...
قال الشيخ سفر – سلمه الله – في كتابه " منهج الأشاعرة - الكبير- ص 176 - 183):
(عندما يتفق المنتسب لليهودية مع المنتسب للإسلام في أصل التلقي من مشركي اليونان، والتدين بالدين الوثني العالمي: دين الفلسفة اليونانية، فإنه لا غرابة في وقوفهما - ومن شاركهما في هذا الدين من أي نحلة وجنس- صفاً واحداً ضد جبهة الإيمان والتوحيد!
وإلا فكيف يعيش الرازي، وموسى بن ميمون في عصر واحد (1)، والأول بأقصى المشرق، والآخر بأقصى المغرب، فيؤلف الأول "أساس أو تأسيس التقديس"، ويؤلف الآخر "دلالة الحائرين"، وتقرأ هذين الكتابين فتجدهما يخرجان من مشكاة واحدة، بل من بؤرة واحدة لا أثر فيها لإسلام هذا، ولا يهودية ذاك من حيث المنهج والاستمداد.
فالإسلام - الذي ينتسب إليه الرازي- أجلى من الشمس في رابعة النهار بلا غيم ولا قتر فيما يتعلق بإثبات الصفات.
واليهودية التي ينتسب إليها موسى بن ميمون في توراتها المحرفة من الغلو المسرف في الإثبات ما يصل إلى تشبيه يترفع عنه كثير من الوثنين.
ومع هذا يتفق الاثنان في نفي الصفات، وفي الهجوم على " المجسمة المشبهة الحشوية"؛ أي أهل السنة والجماعة.
فأما كتاب الرازي فقد تقدمت بعض النقول منه، ولا هجرة بعد الفتح، ولا كلام في التأسيس بعد "بيان التلبيس" (2).
وأما كتاب "دلالة الحائرين" الذي استمد منه الأشاعرة، فإليك طرفاً من حكايته.
ألف موسى بن ميمون اليهودي هذا الكتاب باللغة العربية نطقاً، أما كتابة حروفه فقد جعلها بالخط العبري؛ لأنه خشي أن يثير عليه المسلمين واليهود على السواء، فكانت لغته العبرية حائلة دون فهم اليهود له، وخطه العبري مانعاً من قراءة المسلمين له.
وهذا بالطبع بعض آثار المكر اليهودي المتأصل، لكن ما علينا من هذا، فليته بقي كذلك وأراحنا الله منه.
غير أن أحد أعيان الطبقة الثانية من تلاميذ الرازي؛ وهو أبو عبدالله محمد بن أبي بكر التبريزي، لمس -على ما يبدو- حيرة أصحابه الأشاعرة، ورأى أن أعظم كتبهم "التأسيس" قائم حقاً على التلبيس (3)، فما صدّق أن عثر على كتاب "دلالة الحائرين"، ليجعله دليلاً لحيرة أصحابه، وظهيراً للتأسيس على الحشوية!!.
فأتى منه على الجزء، أو المقدمات المطابقة لموضوع التأسيس، فشرحها، وعرب خطها (4).
ثم طمرت السنون الشرح والكتاب، ودار الزمان دورات؛ حتى قام اليهود في القرن العشرين - ومنهم "إسرائيل ولفنستون" الذي كان مقيماً بمصر، ومدرساً في جامعتها- بإحياء تراث أجدادهم، واحتفلوا بذكرى موسى بن ميمون ومؤلفاته.
¥