تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(قال ابن زولاق: واتفق أن كنيسة أبي شنودة انهدم جانبها، وبذل النصارى مالاً كثيراً ليطلق لهم عمارتها فاستفتوا الفقهاء. فأفتى ابن الحدّاد بهدم عمارتها، ووافقه أصحاب مالك وأفتى محمد بن علي بأن لهم أن يرِمّوها ويعمروها. فثارت العامة بِهِ وهمُّوا بإحراق داره فاستتر، وأحاطوا الكنيسة. فبلغ ذَلِكَ الأمير فاغتاظ، فأرسل وجوه غلمانه فِي جمع كثير، فاجتمع عليهم العوامّ ورمَوْهم بالحجارة، فراسلوه، فأرسل إِلَى ابن الحدّاد فقال: اركب إِلَى الكنيسة، فإن كَانَتْ قائمة فاتركها عَلَى حالها، وإن كَانَتْ دائرة فاهدمها. فوجَّه ابن الحدَّاد وصُحبته عليّ بن عبد الله بن النّواس المهندس وكثُرَ الزِّحام، فلم يزل يرفق بهم اللفظ ويلين لهم القول ويُعلمهم أنه معهم حَتَّى فتحوا الدروب. ودخل الكنيسة فأخرج جميع من فِيهَا من النصارى وأغلق الباب ودفع للمهندس شمعة. ودخل المذبح وكشفه وقال: يبقى خمس عشرة سنة ثُمَّ يسقط منها موضع ثُمَّ يبقى إِلَى تمام أربعين سنة ويسقط جميعها. فأعاد الجواب فتركها وَلَمْ يعمرها، فلما كَانَتْ سنة ست وستين عُمرت كلها ولو تُركت لسقطت)

وابن الحداد هذا هو الفقيه الشافعي المحدث الحافظ الحجة

قال الماوري الشافعي

(فَإِنْ قِيلَ: فَقَدْ نَرَى فِي هَذِهِ الْأَمْصَارِ بِيَعًا وَكَنَائِسَ كَالْبَصْرَةِ وَالْكُوفَةِ وَبَغْدَادَ، وَهُوَ مِصْرٌ إِسْلَامِيٌّ بَنَاهُ الْمَنْصُورُ. قُلْنَا: إِنْ عَلِمْنَا أَنَّهَا أُحْدِثَتْ وَجَبَ هَدْمُهَا، وَإِنْ عَلِمْنَا أَنَّهَا كَانَتْ قَدِيمَةً فِي الْمِصْرِ قَبْلَ إِنْشَائِهِ لِأَنَّ النَّصَارَى قَدْ كَانُوا يَبْنُونَ صَوَامِعَ، وَدِيَارَاتٍ، وَبِيَعًا فِي الصَّحَارِي يَنْقَطِعُونَ إِلَيْهَا، فَتُقَرُّ عَلَيْهِمْ، وَلَا تُهْدَمُ، وَإِنْ أَشْكَلَ أَمْرُهَا، أُقِرَّتِ اسْتِصْحَابًا، لِظَاهِرِ حَالِهَا.

)

قال الماوردي

(فَصْلٌ: فَأَمَّا مَا اسْتُهْدِمَ مِنْ بِيَعِهِمْ وَكَنَائِسِهِمِ إعادة أهل الذمة لبنائها الَّتِي يَجُوزُ إِقْرَارُهُمْ عَلَيْهَا مَعَ عِمَارَتِهَا، فَفِي جَوَازِ إِعَادَتِهِمْ لِبِنَائِهَا وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: وَهُوَ قَوْلُ أَبِي سَعِيدٍ الْإِصْطَخْرِيِّ: يُمْنَعُونَ مِنْ إِعَادَةِ بِنَائِهَا، وَيَكُونُ إِقْرَارُهُمْ عَلَيْهَا مَا كَانَتْ بَاقِيَةً عَلَى عِمَارَتِهَا: لِأَنَّ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - شَرَطَ عَلَى نَصَارَى الشَّامِ أَنْ لَا يُجَدِّدُوا مَا خَرِبَ مِنْهَا. وَالْوَجْهُ الثَّانِي: يَجُوزُ لَهُمْ إِعَادَةُ بِنَائِهَا اسْتِصْحَابًا لِحُكْمِهَا، وَأَنَّ الْأَبْنِيَةَ لَا تَبْقَى عَلَى الْأَبَدِ، فَلَوْ مُنِعُوا مِنْ بِنَائِهَا بَطَلَتْ عَلَيْهِمْ. وَالصَّحِيحُ عِنْدِي مِنْ إِطْلَاقِ هَذَيْنِ الْوَجْهَيْنِ أَنْ يُنْظَرَ فِي خَرَابِهَا، فَإِنْ صَارَتْ دَارِسَةً مُسْتَطْرَفَةً كَالْمَوَاتِ مُنِعُوا مِنْ بِنَائِهَا: لِأَنَّهُ اسْتِئْنَافُ إِنْشَاءٍ، وَإِنْ كَانَتْ شَعِثَةً بَاقِيَةَ الْآثَارِ وَالْجُدْرَانِ جَازَ لَهُمْ بِنَاؤُهَا، وَلَوْ هَدَمُوهَا لِاسْتِئْنَافِهَا لَمْ يُمْنَعُوا: لِأَنَّ عِمَارَةَ الْمُسْتَهْدَمِ اسْتِصْلَاحٌ، وَإِنْشَاءَ الدَّارِسِ اسْتِئْنَافٌ)

ويحسن في الرد على من استدل ببناء الكنائس على صحة هذا الأمر

عبارة الأمير الصنعاني - رحمه الله - في مسألة أخرى

(فهذه أمور دولية لا دليلية، يتبع فيها الآخر الأول)

والله أعلم بالصواب

وأنا ما ذكرت بعض هذه الأمور لقلة المصادر من جهة وما جزمت بأمور لأن الموضوع موضع بحث

تنبيه

النقل من نسخ الكترونية وفيها تصحيف في بعض الأعلام والأماكن

ـ[ابن وهب]ــــــــ[26 - 05 - 08, 09:01 ص]ـ

تنبيه

قلتُ

(هي منطقة نائية يعني وجود الدير بها محتمل)

بل مؤكد أنه كان هناك دير للنصارى في حلوان

قبل الإسلام

ـ[ابن وهب]ــــــــ[26 - 05 - 08, 09:29 ص]ـ

ولا أدري ما مصدر الخربوطلي

وأما كلام المقريزي فهو في كنائس اليهود وفي القاهرة

وقد سبق نقل كلام ابن تيمية

وفعل (الدولة (العبيدية) لا يستأنس به

وهذا الكندي وغيره ذكروا بناء حلوان ما ذكروا بناء الكنيسة - حسب ما أذكر -

فلا أدري ما مصدر الخربوطلي

فلينظر

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير