تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم قال:" يا عبادي لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك في ملكي شيئا " وفي ذلك من الفوائد ما يلي، ومنها:

الفائدة السادسة والستون:

مناسبة هذا الجزء من الحديث لما سبق من قوله:"إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني " أن ما سبق فيه نفي النفع والضر مباشرة من الخلق لله سبحانه وتعالى، ثم بيّن بعدها نفي النفع غير المباشر وإنما عن طريق أعمال العباد فاكتمل الكمال لله سبحانه وتعالى، فكأن المعنى أن الله يقول لعباده: لن تبلغوا ضري أو نفعي مباشرة، أو غير مباشرة وإنما عن طريق تقواكم وفجوركم، والله أعلم.

الفائدة السابعة والستون:

نسب التقوى والفجور في الحديث للقلب، مما يدل على أنه محلها، فليهتم لمؤمن بقلبه.

الفائدة الثامنة والستون:

قوله:" واحد "للتأكيد وهي أكمل حالة يكون عليها الناس، أن يكونوا جميعا على أتقى قلب رجل منهم، فإن حالات التقوى المتصورة بناء على الحديث:

أ ـ أن يكون بعض الخلق أتقياء.

ب ـ أن يكون كل الخلق أتقياء.

ج ـ أن يكونوا على قلب رجل تقي منهم.

د ـ أن يكونوا على أتقى قلب رجل منهم، وهذه أكمل الحالات، فالحديث نفى زيادة ملك الله في هذه الحالة الأكمل، فانتفاؤه في غيرها من باب أولى، وكذلك الأمر بالنسبة للفجور.

الفائدة التاسعة والستون:

دل قوله:"ما زاد ذلك في ملكي شيئا " على أن مُلْك الله بلغ منتهاه في العظمة والسعة، فلا يزاد فيه شيء، فسبحانه وتعالى.

الفائدة السبعون:

قوله:"ما زاد ذلك في ملكي شيئا " فقوله:"شيئا" نكرة في سياق نفي فتعم أي شيء وهذا المنتهى في عظمة ملك الله حيث لا يزداد بمقدار أي شيء ولو كان متناهي في الصغر.

الفائدة الحادية والسبعون:

قوله:"أولكم وآخركم " يدخل فيه ما ذكر في الراويات الأخرى من قوله:"حيكم وميتكم " وقوله:" ورطبكم ويابسكم" فعمت الروايات المخلوقات كلها فسبحان الله.

الفائدة الثانية والسبعون:

دل الحديث بصريحه على أن الله لا تنفعه طاعة الطائعين، ولا تضره معصية العاصين، فمهما كان الخلق أتقياء لم يزد ذلك في ملك الله شيئا، ومهما كان الخلق فجارا لم ينقص ذلك من ملك الله شيئا.

ثم قال صلى الله عليه وسلم:"يا عبادي لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك ما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر " وفي ذلك من الفوائد ما يلي:

الفائدة الثالثة والسبعون:

مناسبة هذا الجزء من الحديث لما قبلها من قوله صلى الله عليه وسلم:" لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا " فقد يقال بأن الفجار لا يسألون الله ولذلك لا ينقص ما عند الله، فأتت هذه الجملة " قاموا في صعيد واحد فسألوني " لتزيل هذا اللبس، ولتبين لنا عظم ما عند الله مع سعة عطاياه.

الفائدة الرابعة والسبعون:

دل هذا الجزء من الحديث بمنطوقه على عظمة ما عند الله من عدة أوجه، وهي:

أ ـ أن السائلين هم الخلق جميعا أولهم وآخرهم لقوله:"أولكم وآخركم".

ب ـ أن من ضمن السائلين الجن أيضا لقوله:"وجنكم ".

ج ـ أن هؤلاء السائلين جميعا قاموا في مكان واحد، فكانت حاجاتهم في وقت واحد ومكان واحد، ولا شك أن هذا أعظم في دلالته على ما عند الله مما لو كانوا متفرقين.

د ـ أن حاجات هؤلاء السائلين مختلفة متفرقة، وهذا أعظم في دلالته على ما عند الله مما لو كانت حاجاتهم متفقة.

هـ ـ أن الله أجاب هؤلاء السائلين كلٌ فيما طلبه.

ومع كل هذا لم ينقص مما عند الله فسبحانه وتعالى ملكه.

الفائدة الخامسة والسبعون:

في الحديث ضرب الأمثال، وهذا من وسائل التقريب.

الفائدة السادسة والسبعون:

قوله صلى الله عليه وسلم:" كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر " هذا التشبيه يدل على عظم ما عند الله مقارنة بما أعطى السائلين.

الفائدة السابعة والسبعون:

هذا التشبيه يدل على أن ما عند الله لا ينقص ولا ينفذ، وذلك من خلال ما يلي:

أ ـ البحر كمية هائلة من الماء لا حساب له.

ب ـ المخيط أداة صغيرة لا يعلق بها شيء.

ج ـ المخيط صقيل لا يعلق به ماء أصلاً.

فكانت النتيجة أن البحر لم ينقص أصلاً، فما عند الله أعظم من البحر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير