والحديث عزاه الشيخ المنتصر الكتاني في كتابه " نصوص حديثية " لأبي داود بزيادة: " الإسلام يعلوولا يعلى، ويزيد ولا ينقص ". وهي زيادة لا أصل لها عند أبي داود ولا عند غيره ممن أخرج الحديث، اللهم إلا عند بحشل في "
تاريخ واسط " فإنه أخرج الحديث من طريق عمران بن أبان عن شعبة به بلفظ: " الإيمان يعلو ولا يعلى " بدل " يزيد ولا ينقص "، وابن أبان ضعيف. وهو بهذا اللفظ حسن لمجيئه من طرق كما بينته في " الإرواء "، رقم (1255).
والحديث جزم المناوي بضعفه.
42 - " اللهم إنك لست بإله استحدثناه، ولا برب ابتدعناه، ولا كان لنا قبلك من إله يلجأ إليه ونذرك، ولا أعانك على خلقنا أحد فنشركه فيك، تباركت وتعاليت. قال صلى الله عليه وسلم: هكذا كان داود عليه السلام يقول ".
موضوع. السلسة الضعيفة (1153)
رواه الطبراني (رقم - 7300) وأبو نعيم في " الحلية " (1/ 155 و373 و6/ 47) عنه وعن غيره والحاكم (3/ 401) وابن عساكر (5/ 359/1) عن عمرو بن الحصين: نا فضيل بن سليمان النميري عن موسى بن عقبة عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه عن عبد الرحمن بن مغيث عن كعب قال: أخبرني صهيب أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال: فذكره.
قلت: وهذا إسناد موضوع، آفته عمرو بن الحصين، قال الخطيب:
" كذاب ".
وقال الذهبي في " الضعفاء ":
" تركوه ".
وقال الحافظ في " التقريب ":
" متروك ".
وقال الهيثمي في " مجمع الزوائد " (10/ 179):
" رواه الطبراني، وفيه عمرو بن الحصين العقيلي وهو متروك ".
ونقله المناوي عنه، ولم يزد عليه.
قلت: وفوقه ثلاث علل أخرى:
الأولى: فضيل بن سليمان النميري. أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال:
" قال ابن معين: ليس بثقة، وقال أبو زرعة: ليس الحديث. وقال النسائي:
ليس بالقوي، ووثقه مسلم ".
وقال الحافظ في " التقريب ":
" صدوق له خطأ كثير ".
والثانية: أبو مروان والد عطاء وليس بالمعروف كما قال النسائي.
والثالثة: عبد الرحمن بن مغيث مجهول كما في " التقريب ".
وعمرو بن الحصين تابعه عند أبي نعيم عمرو بن مالك الراسبي، وهذه متابعة لا تجدي، لأن الراسبي هذا قال فيه ابن عدي:
" يسرق الحديث ".
قلت: وتركه أبو زرعة، فلا يبعد أن يكون سرقه من عمرو بن الحصين.
وروى الحاكم (2/ 619 - 620) من طريق اليمان بن سعيد المصيصي: حدثنا يحيى بن عبد الله المصري: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن عبد الله ابن عمر قال:
" كنا جلوسا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ دخل أعرابي جهو ري بدوي يماني على ناقة حمراء، فأناخ بباب المسجد، فدخل فسلم، ثم قعد، فقالوا: يا رسول الله! إن الناقة التي تحت الأعرابي سرقة، قال: أثم بينة؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: يا علي خذ حق الله من الأعرابي إن قامت عليه البينة، وإن لم تقم فرده إلي، قال: فأطرق الأعرابي ساعة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: قم يا أعرابي لأمر الله وإلا فأدل بحجتك، فقالت الناقة من خلف الباب: والذي بعثك بالكرامة يا رسول الله إن هذا ما سرقني، ولا ملكني أحد سواه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا أعرابي بالذي أنطقها بعذرك ما الذي قلت؟ قال: قلت: اللهم إنك لست برب استحدثناه، ولا معك إله أعانك على خلقنا، ولا معك رب فنشك في ربوبيتك، أنت ربنا كما نقول، وفوق ما يقول القائلون، أسألك أن تصلي على محمد، وأن تبرئني ببراءتئ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: والذي بعثني بالكرامة يا أعرابي لقد رأيت الملائكة يبتدرون أفواه الأزقة يكتبون مقالتك، فأكثر الصلاة علي ".
وقال الحاكم:
" رواة هذا الحديث عن آخرهم ثقات، ويحيى بن عبد الله المصري هذا لست أعرفه بعدالة ولا جرح ".
وتعقبه الذهبي بقوله:
" قلت: هو الذي اختلقه ".
وقال في ترجمته من " الميزان ":
" ... عن عبد الرزاق فذكر حديثا باطلا بيقين، فلعله افتراه ".
وأقره الحافظ في " اللسان " وزاد: أن الحديث أورده الحاكم وقال:
" وهذا موضوع على الإسناد المذكور، وقد أخرجه الطبراني في " الدعاء " من طريق سعيد بن موسى الأزدي الحمصي عن الثوري عن عمرو بن دينار عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما فذكر نحوه بطوله، واليمان ضعيف كما سيأتي في ترجمته، وهو بسعيد أشبه، فلعله انقلب على اليمان، وسعيد تقدم أنه متهم بالوضع ".
¥