[لامجاز في القرآن والسنة]
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 04:10 م]ـ
الحمد لله رب العالمين
كلام الله وكلام رسوله
- صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم-
على الحقيقة لا على المجاز
لأن كل مجاز يجوز نفيُهُ
ويكون نافيه صادقاً في نفس الأمر
فتقول لمن قال:
(رأيت أسداً يرْمي)
(ليس هو بأسدٍ وإنما هو رجلٌ شجاع)
ولاشك أن القول بجواز نفي شيءٍ في القرآن أو في السنة المطهرة
خروج عن الحق المبين واتباع غير سبيل المؤمنين
وهو ذريعة لنفي كثير من صفات الله تعالى في القرآن والسنة المطهرة
وعن طريق القول بالمجاز توصل المعطلون لنفي ذلك فقالوا:
لايد .. لا استواء ... لانزول ... الخ
لأن هذه الصفات - بزعمهم الضال الفاسد - لم تُرد حقائقُها
بل هي عندهم مجازات
فاليد عندهم مجازعن النعمة أو القدرة
والإستواء عندهم مجاز عن الإستيلاء
والنزول عندهم مجاز عن عن نزول أمره
وهكذا ..
.....
والمجاز هو اتهام للشارع بالعجز عن التعبير بالحقيقة
لأن المتكلم يعدل عن الحقائق إلى المجازات إذا ضاق عليه بعض طرق الكلام
فهل تضيق طرق الكلام على الله ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم .. !!
.....
والمجاز هو اتهام للشارع بالكذب لأن المجاز في حد ذاته يشبه الكذب
و المجاز كلما كان أكثر إغراقاً في التخييل والكذب
كان أكثر تأثيراً على النفوس
فالمجاز والكذب .. كلاهما خلاف الحقيقة .. !
وكلام الله ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم على الحقيقة
........................
ومن أشهر استدلالات القائلين بوقوع المجاز في القرآن
((آية سورة يوسف))
قال تعالى حكاية عن إخوة يوسف:
" واسأل القرية التي كنّا فيها"
آية 82
والجواب عليها:
أن سؤال القرية هو على الحقيقة لأن القرية لاتسمّى قرية لُغةً إلا وفيها سكّانها
فهي سميت قرية لما وقر فيها من أهلها مأخوذت من قريت الماء في الحوض إذا جمعته
والقرية هي مجموع:
(السكان) و (البنيان)
فإن كان المراد بالقرية البنيان دون السكان فلابد من تقييدها
كقوله تعالى:
" أو كالذي مرّ على قريةٍ وهي خاوية على عروشها"
والقُرى بدون سكانها تُسمّى أطلالاً وآثاراً
((آية سورة الكهف))
قال تعالى:
" فوجدا فيها جداراً يريد أن ينقضّ فأقامه"
آية 77
والجواب عليها من وجهين:
الأول:
أنه لامانع من إسناد الإرادة إلى الجماد من حيث اللغة
لأن العرب أصلاً تستعمل الإرادة بمعنى الميل
سواءً للذي يكون معه شعور كالكائن الحي
أو للذي لايكون معه شعور كالجمادات
فتقول:
(فلان يريد الخير)
بمعنى يميل إلي الخير
وتقول:
(هذا سقف يريد أن يسقط)
بمعنى يميل إلى السقوط
وهو من أفصح كلام العرب كما نقله الطبري وبه فسره القرطبي وابن كثير
الثاني:
أنه لامانع من حمل الإرادة هنا على المعنى الحسّي
لأنه ما من شيء إلا ويَحسُّ بحسبهِ
كما قال تعالى:
" وإن من شيءٍ إلا يسبح بحمده ولكن لاتفقهون تسبيحهم"
وقوله تعالى:
" وإن منها لما يهبط من خشية الله"
وقوله تعالى:
" لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله"
وقوله تعالى:
" إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال
فأبين أن يحملنها وأشفقن منها "
وكما ثبت من حنين الجذع الذي كان يخطب عليه
النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
(صحيح البخاري)
وكقوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم:
" إني لأعرف حجراً كان يسلم عليّ في مكة"
(صحيح مسلم)
فلا مانع من أن يعلم الله من ذلك الجدار إرادة
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 04:12 م]ـ
ويهمنا أن كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وآله وسلم
على الحقيقة لامجاز فيه
..................
ومثل آية يوسف وآية الكهف
(آية الإسراء)
قال تعالى:
" وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا"
آية 72
الكلام على الحقيقة
فالعرب تطلق العمى على عمى البصر وعمى البصيرة
جاء في القاموس المحيط
" (عَمِي) ذهب بصره كله ... والعمى أيضاً:ذهاب بَصَر القلب"
فمن كان في الدنيا عمي بصر قلبه
عن حجج الله وآياته وإنعامه مع أن أبصارهم عاينتها وشاهدتها
فهو في الآخرة سيجتمع له العمى بمعنييه
فهو أعمى البصر وأعمى البصيرة
والجزاء من جنس العمل
قال تعالى:
"قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا"
طه آية 20
وتفسيرها:
ربِ لم حشرتني أعمى عن حجتي وأعمى عن رؤية الأشياء
وقد كنت في الدنيا ذا بصرٍ بذلك كُلّه
وقد فسرها بذلك الإمام الطبري رحمه الله
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 04:12 م]ـ
الكلام في آية الذاريات على الحقيقة
"والسماء بنيناها بأيد وانا لموسعون " (47)
والمقصود بالأيْد القوّة من الأيد والتأييد
وأصلها آد يئيد
وليست جمع يد فإن جمع كلمة: (يد)
هو: (الأيدي والأيادي)
أما الأيْد في هذه الآية فهو بمعنى القوة
كما قال تعالى عن نبيه داود عليه السلام:
" اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17)
ص
....................
والكلام في آية القلم على الحقيقة
"يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (42)
و معنى الآية هو:
يوم يكشف الرحمن - سبحانه - عن ساقه يوم القيامة
وهذا القول ثابت عن ابن مسعود رضي الله عنه
حيث قال في تفسير هذه الآية:
(يكشف عن ساقه تبارك وتعالى)
¥