تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حديث نبوي يرد على الأشاعرة - هل هناك سلف في هذا الاستدلال؟]

ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[18 - 07 - 09, 09:33 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

معلوم من مذهب الأشاعرة أن الكلام الذي يثبتونه لله تعالى هو معنى أزلي أبدي قائم بالنفس ليس بحرف ولا صوت ولا يوصف بالخبر ولا الإنشاء.

واستدلوا بالبيت المنسو ب للأخطل النصراني:

إن الكلام لفي الفؤاد وإنما * * * جعل اللسان على الفؤاد دليلا

أما الكتب المنزلة ذات الترتيب والنظم والحروف – ومنها القرآن – فليست هي كلامه تعالى على الحقيقة، بل هي عبارة عن كلام الله النفسي، والكلام النفسي شيء واحد في ذاته ... الخ]

أما عقيدة السلفيين أتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم:

أن القرآن كلام الله غير مخلوق وأنه تعالى يتكلم بكلام مسموع تسمعه الملائكة وسمعه جبريل وسمعه موسى عليه السلام ويسمعه الخلائق يوم القيامة.

هذه كمقدمة

أما سبب فتحي لهذا الموضوع فهوحديث استدل به أحد مشايخنا على نسف تقييد الأشاعرة لكلام الله بالكلام النفساني

الشيخ هو: عبد الحكيم ناصري الجزائري.

الحديث: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: (أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً) رواه البخاري.

وجه الدلالة من الحديث: أن الله تبارك وتعالى يثبت لنفسه الكلام المسموع عند الغير بقوله ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ كما يثبت لنفسه الكلام النفساني بقوله ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي؛ يعني هو تعالى فرق بين الكلام المسموع من طرف الغير وبين الكلام النفساني. ومعلوم أنه لا يعدل بلفظ الكلام إلى الكلام النفساني إلا بقرينة؛ وهو عين الأمر الوارد في هذا الحديث.

السؤال: من من أهل العلم استدل بهذا الحديث هذا الاستدلال؟

وبارك الله فيكم

ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[18 - 07 - 09, 09:51 م]ـ

بارك الله فيك أخي أبا سلمى

استدلَّ به غير واحد من أهل العلم منهم شيخ الإسلام ابن تيمية في الإيمان الكبير في المجلد السابع.

ـ[زوجة وأم]ــــــــ[19 - 07 - 09, 10:39 ص]ـ

واستدل به الحافظ الذهبي رحمه الله في كتابه العلو

انظر هنا:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=139237

ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[19 - 07 - 09, 10:53 ص]ـ

واستدل به الحافظ الذهبي رحمه الله في كتابه العلو

المصدر: العلو للعلي الغفار للذهبي رحمه الله:

عن أبي هريرة قال قال رسول الله يعني يقول الله عزوجل

(أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم وإن اقترب إلي شبرا اقتربت إليه ذراعا وإن اقترب إلي ذراعا اقتربت إليه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة) هذا حديث صحيح

وفيه التفريق بين كلام النفس والكلام المسموع فهو تعالى متكلم بهذا وبهذا وهو الذي كلم موسى تكليما وناداه من جانب الطور وقربه نجيا. ا. هـ

جزاك الله خيراً

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - 07 - 09, 01:43 م]ـ

ولكن ينبغي أن نعرف أن الكلام النفسي في هذا الحديث يختلف عن الكلام النفسي المزعوم عند الأشاعرة.

فالكلام النفسي عند الأشاعرة هو شيء واحد قديم من صفات الذات في الأزل، أما الكلام النفسي في هذا الحديث فهو أفراد حادثة لصفة الكلام.

والله تعالى أعلم.

ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[19 - 07 - 09, 01:49 م]ـ

بارك الله في الشيخ أبي مالك

لكن هل يجوز في لغة العرب إطلاق لفظة " الكلام " على حديث النفس والذكر في النفس؟

فإن كان يجوز فدلونا عليه

وإن كان لا يجوز فالباب مغلق ابتداءا في أوجه الأشاعرة:)

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - 07 - 09, 01:52 م]ـ

صحيح وفقك الله

ولذلك قال في الحديث (ذكرته في نفسي) ولم يقل (كلمته في نفسي).

وحتى لو فرض أن الكلام يمكن أن يطلق على ما في النفس، فلا بد أن يكون ذلك مقيدا، وقد قيد في هذا الحديث (في نفسي).

والله أعلم.

ـ[محمد المصري الأثري]ــــــــ[19 - 07 - 09, 02:04 م]ـ

حديث النفس لا يسمى كلاما

وذلك لحديث رسول الله إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به

ففرق بين حديث النفس وبين الكلام

ولو كان حديث نفس يسمى كلاما لبطلت به الصلاة والله اعلم

وراجع شرح الطحاوية لابن ابي العز الحنفي

ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[19 - 07 - 09, 02:09 م]ـ

وجدت الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه على الطحاوية يقول:

" (كَلامُ الله) هذا اللفظ الثاني، كلام الله هو صفة من صفاته.

والكلام أصله في اللغة: ما سُمِعَ من الأقوال وتَعَدَّى قائله.

وهذا مأخوذ من اشتقاق المادة أصلاً، مادة (الكاف واللام والميم).

فإنَّ (كَلَمَ) هذه تدل على قوة وشدة في تصريفاتها وتفريعاتها في لغة العرب كما حرَّرَ ذلك العلامة ابن جني في كتابه (خصائص اللغة).

وهذا يدل على أنَّ حديث النفس لا يسمى في اللغة كلاماً، وعلى أنَّ القول الذي يسمعه صاحبه دون غيره -يعني ما يجريه على نفسه- لا يسمى كلاماً - يعني في اللغة -، أو يحرك به لسانه لا يسمى كلاماً حتى يُسمِعَ غيره.

وهذا يدل عليه من حيث الاشتقاق الأكبر والأوسط أنَّ هذه الأحرف الثلاثة هذه (كَلَمَ) حيثما فَرَّقْتَهَا لا تدل على خفاء ولا تدل على لين ولا تدل على رخاوة؛ بل هي تدل على قوة وصلابة وشدة.

فخذ مثلا كَلَمَ بمعنى جَرَحَ.

وكَلَّمَ بمعنى تحدّث.

وقلب هذه الكلمة مَلَكَ فيه قوة.

ولَكَمَ فيه قوة.

وكمُلَ فيها قوة.

فحيث تَصَرَّفت هذه المادة وقَلَّبْتَهَا مُسْتَخْدِمَاً الاشتقاق الأكبر أو الاشتقاق الأوسط فإنَّ هذا يدل على قوة وشدة، ولا يدل على خفاء ورخاوة ولين، وهذا أصل مهم في هذا الباب في فهم معنى الكلام لغة ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير