تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[استشكال في من هم أهل الفترة]

ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[09 - 08 - 09, 12:31 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خير المرسلين، أما بعد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من المعلوم أنّ العلماء نصوا أنّ أهل الفترة هم من لم تصلهم الرسالة أو سمعوا بها، لكن وقع في قلبي استشكال خلال كتابتي لبحث متعلق بمسألة ما، جعلتني أتوقف عندها لأني لم أجد أحداً قد تطرق اليها على وجه التفصيل من قبل -وذلك لقصور علمي - والإستشكال هو:

هل يستلزم إعطاء الحكم (أهل الفترة) لمن هذا هو حاله (أي لم يسمع أو تصله الرسالة) أن يكون موحداً؟

نقل القاري في كتابه الرد على القائلين بوحدة الوجود أنّ مذهب أهل الإسلام أنّ معرفة الله تعالى واجبة على جميع الأنام، أي أنّ الخلق مأمورون بمعرفة الله لما تستلزمه الفطرة والعقل. وهذا ظاهر قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرحهه للعقيدة السفارينية حين قال شارحاً نص المؤلف: " (أول واجب على العبيد): أول واجب على الإنسان أن يعرف الله".

فهمي للمسألة بناءً على جمع ما قيل ونقلت في الأعلى:

أهل الفترة هم من لم تصلهم الرسالة ولم يشركوا في عبادة الله أحداً، وقد ذكرت أخبار أمثال هؤلاء ممن وجدوا قبل البعثة.

فهل استدلالي صحيح في هذا الضابط وما هو توجيه النصوص في حال خطأي؟

بارك الله فيكم

ـ[بو عبد الرحمن]ــــــــ[09 - 08 - 09, 09:09 ص]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي أيمن

استدلالك ليس صحيحاً، لأن المقصود بأهل الفترة هم من لم يأتيهم رسول بغض النظر عن إن كانوا على أصل التوحيد أو كانوا مشركين وهو الذي بظهر جلياً في نصوص الأحاديث، وإليك نص سؤال مع جوابه من موقع الإسلام سؤال وجواب لعله يفيدك في سؤالك (وتجد جواب استشكالك في السطر الأول من الجملة الأولى في تعريف أهل الفترة) وبحثك والله الموفق:

امتحان أهل الفترة في الآخرة؟

سؤالي عن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: أخرج الإمام أحمد بن حنبل في " مسنده " والبيهقي في كتاب " الاعتقاد " ـ وصححه ـ عن الأسود بن سريع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أربعة يمتحنون يوم القيامة: رجل أصم لا يسمع شيئًا، ورجل أحمق، ورجل هرِم، ورجل مات في فترة، فأما الأصم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئًا، وأما الأحمق فيقول: رب لقد جاء الإسلام والصبيان يقذفوني بالبعر، وأما الهرِم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئًا، وأما الذي مات في الفترة فيقول: رب ما أتاني لك رسول، فيأخذ مواثيقهم ليطيعونه، فيرسل إليهم أن ادخلوا النار، فمن دخلها كانت عليه برداً وسلاماً، ومن لم يدخلها يسحب إليها). استفساري: هل يوجد يوم القيامة امتحان؟ وأنا الذي أعرفه أن يوم القيامة يوم الحساب فقط، دون امتحان وابتلاء؟. والملاحظة الأخرى: امتحانهم يوم القيامة أن يدخلوا على النار هذا امتحان صعب جدًّا لا يخاطب العقل؛ لأن العقل يدرك أن النار فيها خطورة، وطبيعي الإنسان يخاف أن يدخلها بعكس امتحان في الدنيا الالتزام في تعاليم الدين الحنيفة.

الحمد لله

أولاً:

اختلف العلماء رحمهم الله في أهل الفترة – وهم من عاش في زمن لم يأتهم فيه رسول، أو كانوا في مكان لم تصلهم فيه الدعوة – ومن في حكمهم – كأطفال المشركين - على أقوال، وأرجح هذه الأقوال: أنهم يُمتحنون يوم القيامة، فمن أطاع أمر الله نجا، ومن عصاه هلك، وقد جاءت في السنة النبوية أحاديث كثيرة يترجح هذا القول بها، ومنها ما ذكره الأخ السائل في سؤاله، وقد استوفاها الإمام ابن كثير في تفسيره، عند قوله تعالى (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) الإسراء/من الآية 15، فلتنظر هناك لمن أراد الاستزادة والاستفادة، ومجموع هذه الأحاديث يقوي بعضها بعضاً، ويشهد أن لهذا القول ما يؤيده من السنَّة النبوية، وهذا هو الذي ذكره أبو الحسن الأشعري عن أهل السنة والجماعة.

قال الإمام ابن كثير – رحمه الله -:

أحاديث هذا الباب منها ما هو صحيح، كما قد نص على ذلك غير واحد من أئمة العلماء، ومنها ما هو حسن، ومنها ما هو ضعيف يقوَى بالصحيح والحسن، وإذا كانت أحاديث الباب الواحد متعاضدة على هذا النمط: أفادت الحجة عند الناظر فيها.

" تفسير ابن كثير " (5/ 58).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير