[ريد إجابة حول بعض الأمور المشكلة المتعلقة بحالة نزول الوحي]
ـ[السعدية أم عزام]ــــــــ[18 - 08 - 09, 05:29 م]ـ
اخواني الأفاضل
ما مدى صحة القول الآتي
عندما يامر الله عز وجل جبريل عليه السلام يانزال الوحي على النبي فإنه ينزل بسرعة يعلم مقدارها من أودع فيه هذه القوة الهائلة لتبليغ الوحي القرآني إلى الرسول صلى الله عليه وسلم حيث كان فلا يبالي بمكانه في ببيت , أو في فراش , أو بين اصحابه في جهاده
ثم ينخلع من قدرته البشرية عند رؤيته الملك مع بقائه على خلقته البشرية فالمراد انخلاع القوى الباطنة لا الخلقة الظاهرة فالرؤية والسماع يكونان من المركزين المباشرين للسمع والبصر في الفؤاد (ما كذب الفؤاد ما رأى) ولذلك يأتيه الوحي شديدا عنيفا إذ يتوجب عليه بذل قوى فوق الطاقة البشرية للسماع الغير معتاد بشريا والرؤية غير المعتادة بشريا والملكة القوية في الحفظ مما لا يعتاد بشريا زيادة في التاكيد على المحفوظ
أريد نقدا مفصلا شافيا لما ورد بارك الله في علمكم وعملكم
ـ[بو عبد الرحمن]ــــــــ[19 - 08 - 09, 12:41 م]ـ
بسم الله
وبه أستعين
وأصلي وأسلم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى يوم الدين
أولاً:
-في القول بأن الوحي كان لا يبالي بمكان النبي صلى الله عليه وسلم، فيأتيه في بيته أو في فراشه ... إلى آخر الكلام ففيه نظر، لحديث عند مسلم: (واعَدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام، في ساعة يأتيه فيها. فجاءت تلك الساعة ولم يأته. وفي يده عصا فألقاها من يده. وقال: (ما يخلف الله وعده، ولا رسله) ثم التفت فإذا جرو كلب تحت سريره. فقال (يا عائشة! متى دخل هذا الكلب ههنا؟) فقالت: والله! ما دريت. فأمر به فأخرج. فجاء جبريل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (واعدتني فجلست لك فلم تأت). فقال: منعني الكلب الذي كان في بيتك. إنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا صورة).
ولحديث مسلم أيضاً: (قالت: لما كانت ليلتي التي كان النبي صلى الله عليه وسلم فيها عندي، انقلب فوضع رداءه، وخلع نعليه، فوضعهما عند رجليه، وبسط طرف إزاره على فراشه، فاضطجع. فلم يلبث إلا ريثما ظن أن قد رقدت فأخَذَ رداءه رويدا، وانتعل رويدا، وفتح الباب فخرج. ثم أجافه رويدا. فجعلت درعي في رأسي، واختمرت، وتقنعت إزاري. ثم انطلقت على إثره. حتى جاء البقيع فقام. فأطال القيام. ثم رفع يديه ثلاث مرات. ثم انحرف فانحرفت. فأسرع فأسرعت. فهرول فهرولت. فأحضر فأحضرت. فسبقته فدخلت. فليس إلا أن اضطجعت فدخل. فقال " ما لك؟ يا عائش! حشيا رابية! " قالت: قلت: لا شيء. قال " لتخبريني أو ليخبرني اللطيف الخبير " قالت: قلت: يا رسول الله! بأبي أنت وأمي! فأخبرته. قال " فأنت السواد الذي رأيت أمامي؟ " قلت: نعم. فلهدني في صدري لهدة أوجعتني. ثم قال " أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله؟ " قالت: مهما يكتم الناس يعلمه الله. نعم. قال (أي النبي صلى الله عليه وسلم): " فإن جبريل أتاني حين رأيت. فناداني. فأخفاه منك. فأجبته. فأخفيته منك. ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك. وظننت أن قد رقدت. فكرهت أن أوقظك. وخشيت أن تستوحشي. فقال: إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم ". قالت: قلت: كيف أقول لهم؟ يا رسول الله! قال " قولي: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين. وإنا، إن شاء الله، بكم للاحقون ")
فالشاهد من هذه القصة أن جبريل عليه السلام -وهو الوحي- لم يكن يدخل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وزوجته قد وضعت ثيابها، أي ليس أن الوحي لا يبالي بمكان النبي صلى الله عليه وسلم بل يحترمه ويحترم وضعه وما هو فيه أو عليه أو إن كان هناك مانع من حضوره كما رأينا في الحديث الأول فلن يستطيع الحضور.
ثانياً:
-يقول الشيخ خالد بن عثمان السبت في دراسته وتقويمه لكتاب مناهل العرفان للزرقاني الجزء 1 صفحة 311 ما نصه: (الوقفة الثانية: قال المؤلف في معرض ذكر حالات التي يأتي فيها الوحي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم: "وتارة يهبط على الرسول خفية فلا يُرى، ولكن يظهر أثر التغير والانفعال على صاحب الرسالة فيغط غطيط النائم، ويغيب غيبة كأنها غشية أو إغماء، وما هي في شيء من الغشية أو الإغماء، إن هي إلا استغراق في لقاء الملك الروحاني، وانخلاع عن حالته البشرية العادية"، فقوله: "وانخلاع عن حالته البشرية العادية" لا دليل عليه، وإنما ذكره السيوطي في (الإتقان) نقلاً عن الراغب الأصفهاني.) انتهى قول الشيخ خالد السبت.
ثالثاً:
-أما بالنسبة للاستشهاد بآية سورة النجم: (ما كذب الفؤاد ما رأى) فإنه في غير محله، لأن للعلماء قولين في تفسير الآية، وهو إما أنه رأى ربه بقلبه مرتين، أو أنه رأى جبريل على صورته الحقيقية مرتين وكانت تلك إحداهما، والأخير هو الراجح لقوة الأدلة عليها أذكر منها:
-حديث عند مسلم: عن عبدالله -بن مسعود-؛ قال: {ما كذب الفؤاد ما رأى}، قال: رأى جبريل عليه السلام له ستمائة جناح.
-وفي مسلم أيضاً من حديث أبي ذر الغفاري قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل رأيت ربك؟ قال: " نور أنى أراه ".
والحديث في هذه المسألة -أعني رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه- يطول وليس هذا مقامه.
والله أعلم.
¥