تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الى من ينسب الاشاعرة المعاصرين مذهب التأويل والتفويض والاثبات.]

ـ[احمد عبدالعزيز عبدالله]ــــــــ[07 - 10 - 09, 09:36 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على امام المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحه اجمعين ومن تبعهم الى يوم الدين، اما بعد.

بعض الخواطرتذهب وبعضها تبقى. وهذه من الخواطر التي اذكرها منذ زمن، منذ ان قرأت كتابا بعنوان (الخلافات الفكرية في الاسلام) لاحد الباحثين الاشاعرة وهو الدكتور حرسي هيلولة المحاضر في الجامعة الاسلامية بماليزيا. ومن خلال بحثه توصل هذا الدكتور الاشعري الصوفي الحبشي الى ان العقيدة المبنية على مذهب الاثبات كانت سائدة في زمن النبوة، وان مذهب التفويض مذهب عقيم. وان مذهب التأويل هو مذهب نجده اول مرة عند الجعد بن درهم وجهم بن صفوان. فكان لازم قوليه الاخرين ان ما اصّله الاشاعرة في العقيدة وقرروه لأنفسهم يؤول امره الى التجهم اواللاأدرية وكلاهما منكر كهذا الاصل:

وكل نص اوهم التشبيه * * * * اوله او فوض ورم تنزيه.

وانا من واجبي ان اضع امام القارئ - خاصة الاشاعرة - مقتطفات من هذا البحث ليعلموا حقيقة اصل مذهبي الاشاعرة (التأويل والتفويض) من منظور الاشاعرة انفسهم وبالاخص المعاصرين كأمثال الدكتور حرسي والنشار.

وصاحب هذا البحث لا يختلف عن حال الكثيرين من ابرز الاشاعرة المعاصرين كسعيد فودة، والازهري، وعبدالله الحبشي في بغضهم لاهل السنة من السلف والخلف الذين يثبتون الصفات ورميهم لهم بالتجسيم والتشبيه. فكلهم يعلم يقينا ان مذهب اثبات الصفات كما جاءت هو مذهب السلف وان التأويل هومذهب الجهمية والمعتزلة اما التفويض فلا مكان له الا عند ذكر الكيفية. لكن الله ابتلاهم حتى يكون علمهم حجة عليهم. فقد سُئل الازهري (مشرف منتدى الازهريين): من هو اول من تأول الصفات و قدوتكم في تأويلها؟ فاجاب: قدوتنا ابن عباس لقوله عليه الصلاة والسلام: اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل. لكن السائل كذبه بجواب للدكتور النشار الاشعري والذي يقول: (ان جهما نادى بنفي الصفات حين راى مقاتل بن سليمان ينادي بالتشبيه) فاسقط الازهري في يده ولم يعقب.

وفي هذا البحث يكشف الدكتور حرسي مغالطات الازهري وأمثاله ويؤيد ما ذهب اليه النشار موضحا اصل هذا المذهب ومنبعه فيقول: التعطيل اوالتأويل هو مذهب نجده لاول مرة عند الجعد بن درهم وتلميذه جهم بن صفوان. ولا نستطيع ان نثبت ان الجعد أخذ هذا المذهب عن بعض السلف ..... والمذهب الاشعري هومذهب يؤول الصفات .... والتأويل اصله مذهب التعطيل الذي قال به الجعد بن درهم وجهم بن صفوان.

فهل تيقنتم يا معشر الاشاعرة وعلمتم الآن بأقلام باحثيكم المعاصرين ان التأويل الذي يزينه لكم الازهري والحبشي وفودة اصله مذهب الجهمية الذي اخترعه الجعد بن درهم وجهم بن صفوان؟. و هل علمتم ان اول من جاء بالتأويل هو الجعد بن درهم وعنه اخذ الجهم بن صفوان، وعن جهم تلقى المعتزلة نفي الصفات والعلو، وخلق القرآن وسموا ذلك توحيدا، وعنهم تلقى الاشاعرة وسموا ذلك تأويلا.

ولست بشاك ان يقول احدكم في نفسه لا نوافق النشار و الدكتور حرسي فيما ذهبا اليه، لكن هذا لا يكفي، بل المطلوب ادلة تبين ان ما انتم عليه من التأويل للصفات كان سائدا في زمن النبوة ان اردتم ان يصدقكم العقلاء من الناس. والا فالامانة العلمية تلزم كباركم كالازهري وفودة و الحبشي نسبة اصل مذهب تأويل الصفات الذي انتم عليه الى صاحبه (جهم بن صفوان) كما فعله الدكتور حرسي وسبقه في ذلك النشار.

اما التفويض الذي ينسبه الاشاعرة الى السلف فقد نسفه هذا الدكتور الاشعري الصوفي نسفا، فقال: اما التفويض، فهو مذهب قد انقرض انصاره، وذلك انه مذهب عقيم يؤول امره الى اللاادرية، فالقول بأن معنى هذه الكلمات المتشابهة لا يعلمه الا الله مع انه يبدو حقا، الا انه لا يشبع غريزة العقل الانساني وهي حب الاطلاع والتشوق الى معرفة مزيد من التفصيلات عن اسرار الخالق، حتى ان كثيرا من المفسرين لم يرضوا بهذا التفويض حتى في اكثر الالفاظ غموضا في القرآن كالحروف الموضعة في فواتح السور. انتهى.

وكأن الدكتور حرسي فهم جيدا قوله تعالى: (كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا آياته). ففي الآية تكليف بتدبر جميع الآيات. وكأنه فهم ما قرره الامام ابو نصر القشيري فقال: (قال تعالى: بلسان عربي مبين). فكيف ينزل الآيات على عباده وهي عنده ليست من المبين الواضح؟ فأي حكمة في انزالها اذا كان العرب لا يفهمونها؟.

وكأنه فهم ما قصده ابن عباس رضي الله عنهما: اننا ممن يعلمون تأويله.

فما الذي قصده ابن عباس رضي الله عنهما بانه يعلم تأويله؟؟

فان قال المفوض انه قصد الكيف كان هذا كفرا لآن الله يقول: (ولا يحيطون به علما). اما ان قال كان القصد علم المعنى فقد نقض بذلك مذهبه. وقول ابن عباس رضي الله عنهما في معرفة المعنى حجة على اصحاب الشبهات من اهل التفويض والذين يتحصنون وراء كلمة "لا كيف ولا معنى" التي جاءت في اقوال بعض اهل العلم، فمرادهم هو عدم تكييف الصفات وعدم تفسيرها كتفسير الجهمية بل امرارها كما جاءت بالمعنى الذي تفهمه العرب من لغتها وما يجري مفهوما في كلامها ومعقولا في عادة اهل الخطاب.

وبعد هذا نتسأل: هل يرضى الاشاعرة ان ينسبوا المذاهب العقيمة واللاأدرية الى السلف؟!!!.

ام هل يرضى الاشاعرة ان ينتسبوا الى مذهب جهم بن صفوان والجعد بن درهم؟!!!

وللحديث بقية ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير