[إتحاف الخلف بمن كان من المالكية من أتباع السلف ... (2)]
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[15 - 08 - 09, 12:56 ص]ـ
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله وصحبه ومن والاه.
وبعد
هذا المبحث هو تابع للمبحث الذي كتبته منذ ست سنوات، وكلاهما جزء من رد كتبته على القرضاوي قبل اثنتي عشرة سنة.
فأفردته هنا لأهميته أولا.
وثانيا / لبيان خطأ عدد من المالكية - الأشاعرة!!!!!!!! - في مخالفتهم لاعتقاد إمامهم الإمام مالك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، فضلا عن أنهم مخالفون للأشعري نفسه.
وسأورد بعضا من أئمة المذهب المالكي الذين كانوا من - أهل السنة و الجماعة - مبتدأ بإمامهم إمام دار الهجرة الفقيه المحدث البارع الإمام مالك بن أنس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
فقد كان إماماً من أئمة السلف أهل السنة والجماعة ومن المُقتدى بهم في هذا الباب العظيم، فحينما سأله أحد المبتدعة عن كيفية الاستواء؟ سكت الإمام مالك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وأطرقَ حتى علته الرحضاء ثم قال: " الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة ".
وهذا الجواب من الإمام مالك قاعدة في جميع صفات الله جل جلاله وتقدست أسماؤه.
وأما تلامذة الإمام مالك فقد كانوا من أئمة السلف أهل السنة والجماعة، ومنهم:
الإمام الشافعي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
عبد الرحمن بن القاسم
عبد الله بن وهب
أشهب
أسد بن الفرات
عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون
بشر بن عمر
يحيى الليثي
أبو مصعب الزهري
عبد الله بن مسلمة القعنبي
وكيع بن الجراح الرؤاسي.
وغيرهم
وأما أتباع مذهبه الكبار الجهابذة فلم يكونوا أشاعرة بل أئمة سلفيين من أهل السنة والجماعة أمثال:
إمام المالكية في زمانه قاضي بغداد الإمام المشهور إسماعيل بن اسحاق القاضي أحد أحفاد الإمام الثبت حماد بن زيد.
وإمام المالكية في العراق في زمانه القاضي عبدالوهاب المالكي.
وإمام المالكية في زمانه الذي كان يُقال له مالك الصغير الإمام عبدالله بن أبي زيد القيرواني.
والإمام العلامة أبو عمرو الطلمنكي.
والإمام أبو بكر محمد بن وهب المالكي.
والإمام الحجة أبو عبدالله المشهور بابن أبي زمنين.
وحافظ المغرب في زمانه إمام الأندلس بل المغرب الحجة العلامة أبو عمر ابن عبدالبر،
والإمام المقرئ الكبير الحافظ أبو عمرو الداني.
وغيرهم كثير ولله الحمد.
قال الإمام الذهبي: " كان علماء المغرب لا يدخلون في الكلام، بل يتقنون الفقه أو الحديث أو العربية، ولا يخوضون في المعقولات، وعلى ذلك كان الأصيلي، وأبو الوليد بن الفرضي، وأبو عمرو الطلمنكي، ومكي القيسي، وأبو عمرو الداني، وأبو عمر بن عبد البر، والعلماء ". أهـ
سير أعلام النبلاء 17/ 557
ولكن من التناقض الغريب العجيب اتباع بعض المالكية - المخالفين لاعتقاد الإمام مالك - للعقيدة الأشعرية، فهذا حقيقةً هو التناقض المعيب، المخالف لما كان عليه الإمام مالك بن أنس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
ولقد ذم وعابَ بعضُ العلماء هذا الأمر وعدَّه عاراً على هؤلاء.
قال الإمام العلامة شيخ الحرمين أبو الحسن محمد بن عبدالملك الكرجي الشافعي كتابه: [الفصول في الأصول عن الأئمة الفحول إلزاماً لذوي البدع والفضول] قال: " وقد افتتن خلق من المالكية بمذاهب الأشعرية، وهذا والله سُبَّةٌ وعار، وفلتةٌ تعود بالوبال والنكال وسوء الدار، على منتحلِ مذاهب هؤلاء الأئمة الكبار، فإن مذهبهم ما رويناه من تكفيرهم الجهمية والمعتزلة والقدرية والواقفية وتكفيرهم اللفظية ". أهـ
مجموع الفتاوى 4/ 177
ومن الماليكة المتأخرين ممن كان من أتباع السلف العلامة أحمد بن علي بن حسين بن مشرّف الأحسائي المالكي، وله نظم جميل لمقدمة ابن أبي زيد القيرواني في العقيدة وهو مطبوع بتحيق العلامة بكر بن عبدالله بن أبي زيد
وأما المعاصرين من المالكية الذين وفقهم الله لاتباع مذهب السلف الذي كان عليه الإمام مالك وغيره من أئمة الهدى، فكثير ولله الحمد.
كالإمام محمد الأمين الشنقيطي صاحب أضواء البيان رحمه الله وغيره، ولمزيد الفائدة يُرجع للكتاب القيم " السلفية وأعلامها في موريتانيا "
والله الموفق.
ـ[بدري أبوعاصم]ــــــــ[19 - 08 - 09, 06:10 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك ونفع الله بما كتبت
وهذه من العجائب كما ذكر شيخ الاسلام يصوبونه ويفلدونه في الفقه ويخالفونه في العقيدة
حتى أنه قرر على الائمة والمدرسين في بلاد المغرب قول ابن عاشر الاشعري
في عقد أشعري وفقه مالك وطريقة الجنيد السالك
نسأل الله السلامة من انقلاب المفاهيم وعمى البصيرة فصاحب البيت يقدم الاشعري على مالك رحمة الله عليهما فيظن الجاهل ان الاشعري متقدم على الامام مالك وانه متابع له في العقيدة
فاذا علم الواحد منهم ان اباالحسن الاشعري رحمه الله متأخر عن الامام مالك أصابته الحيرة وأتى بالاهواء والشبه ليبرر موقفه
نسأل الله السلامة والاستقامة في المعتقد والقول والعمل.
¥