تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل يعتبر الدعاء من العبادات التوقيفيه؟ شبه نرجوا الرد عليها]

ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[04 - 08 - 09, 06:48 م]ـ

ذكر البعض بعض الشبهات على أن العبادة توقيفية

وذكر أن الدعاء عبادة وأنتم تزيدون في الدعاء كما تريدون فكيف تقولون أن العبادة توقيفية

بارك الله فيكم نريد الرد على هذه الشبهة

وجزاكم الله خيرا

ـ[نزيه حرفوش]ــــــــ[04 - 08 - 09, 11:44 م]ـ

عن أبي صالح عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم قال

: قال النبي صلى الله عليه و سلم لرجل " كيف تقول في الصلاة "؟ قال أتشهد وأقول اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار أما إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ فقال النبي صلى الله عليه و سلم " حولها ندندن ".

قال الشيخ الألباني: صحيح

فهذا الحديث يدل على جواز الإتيان بالدعاء الذي يعرفه الداعي دون التقيد بألفاظ أدعية معينة مالم يكن يدعو بحرام أو قطيعة رحم ولكن الأفضل التقيد بما دعا به النبي صلى الله عليه وسلم لأنه اوتي جوامع الكلم فمهما اوتينا من البلاغة لا نستطيع ان نأتي بمثل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم

ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[04 - 08 - 09, 11:46 م]ـ

لكل قاعدة استثناء، فالدّعاء خارج عن القاعدة لأنه ورد في السنن اجتهاد الصحابة في الدعاء وإقرار النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لهم ذلك حاشا الاعتداء فيه

والمعاملات الأصل فيها الحل، هي قاعدة أيضا يستثنى منها الأنكحة فالأصل فيها الحرمة ... وفقكم الله

ـ[بو عبد الرحمن]ــــــــ[05 - 08 - 09, 12:49 م]ـ

أخي أبو إسحاق

الدعاء له أربع حالات عموماً:

1 - إما أن يكون قد ورد الشرع بها أو قيده بزمان أو مكان أو كليهما (وإن قلنا مشروع فهو في نطاق الواجب والمستحب).

2 - وإما أن يكون غير مشروع في الدين ولكن يأتي بها صاحبها من عنده دون تقييد بوقت أو زمان (وهو الدعاء المباح).

3 - وإما أن يكون غير مشروع في الدين ولكن يأتي بها صاحبها من عنده بتقييد زمان أو مكان أو كليهما (وهو الدعاء البدعي).

4 - أو يكون الدعاء بأمر لا يجوز الدعاء به أو فيه كدعاء الأموات والاستغاثة بهم ودعاء المشركين لأصنامهم ومعبوداتهم -ليقربهم إلى الله زلفى كما يزعمون- أو كالدعاء بقطيعة رحم و بأمور أخرى محرمة وما شابهها (وهو الدعاء المحرم).

-فإن كان قصد السائل الزيادة على النوع الأول وهو ما أتى به الشرع مستحباً كان أو واجباً فلا شك أن الأفضل إتيان ما بينه الشرع، وإن كان مقيداً بزمان أو مكان فحينها لا تجوز الزيادة عليها، فإن زاد عليها فهي بدعة لأن ذلك من التعدي في الدعاء الذي حذرنا الله منه في قوله عز وجل: (ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين) وأيضاً يدخل في الحديث الصحيح المشهور عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) وهذا هو القصد بالدعاء التوقيفي.

-وإن كان قصد السائل النوع الثاني فذلك مباح، مثاله أن يدعو الإنسان لنفسه بالخير أو أن يتعوذ من شر رآه أو ما أشبه ذلك مما لا يقيده بزمان ولا مكان ولم يكن وارد في الشرع على وجه التخصيص فهو مباح.

-أما إن قصد النوع الثالث فذلك واضح أنه من البدع حيث أنه يأتي بدعاء في وقت مخصوص أو زمن مخصوص لم يحدها الشرع، فينتج عنه أربعة أمور يأثم بسببها -ذكرها الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد-:

1 - هجر للمشروع.

2 - استدراك على الشرع.

3 - واستحباب ما لم يشرع.

4 - وإيهام العامة بمشروعيته.

-أما عن النوع الأخير في الدعاء فهو محرم بلا شك ويمكن أن يدخل في نطاق الشرك الأكبر فيخرج من الملة أعاذنا الله وإياكم.

هذا ما أردت المشاركة به وليرجع إلى كتاب "تصحيح الدعاء" للشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد -شملنا الله وإياه برحمته- فإن فيه فوائد كثيرة في هذا الباب وقد ذكر في الفصل الثاني من الكتاب خمسة عشر قاعدة من قواعد التعبد بالذكر والدعاء.

والله أعلم.

ـ[نزيه حرفوش]ــــــــ[05 - 08 - 09, 06:42 م]ـ

لو ضرب لنا الأخ بو عبد الرحمن أمثلة على الحالات الأولى والثانية والثالثة ليتوضح المقصود بارك الله فيك

ـ[بو عبد الرحمن]ــــــــ[06 - 08 - 09, 08:50 ص]ـ

بارك الله فينا وفيكم

أما بالنسبة للأمثلة:

1 - مثال الأول الدعاء بعد العطاس سنة -للعاطس نفسه بقوله الحمد لله- وتشميت العاطس واجب على من يسمعه في أصح الأقوال، وقد قيده الشرع بزمان فلا يؤتى إلا في ذلك المحل -أي وقت العطاس- على الصفة التي وردت.

2 - أما مثال الثاني فهو الدعاء المطلق الذي لم يقيده الشرع بلفظ ولا بزمان ولامكان، كأن يدعو الإنسان بقوله "اللهم اغفر لي وارحمني" أو قوله "اللهم أدخلني الجنة وجنبني النار" أو قوله "اللهم احفظني واحفظ أهلي ومالي وعيالي" أو غيرها من الأدعية المطلقة التي لم يحددها الشرع بلفظ ولا زمان ولا مكان (وهو مباح كما ذكرنا سابقاً).

3 - أما مثال الثالث فهو كثير -نسأل الله السلامة والعافية-، وهو كأن يدعو الإنسان بدعاء خاص في رجب (هم من يسمون بالرجبية)، أو يزيد في الدعاء المشروع أصلاً كالدعاء بعد الأذان بقول "حقاً لا إله إلا الله ... " وغيرها من الأدعية المختلقة في زمان أو مكان معين -كالقبور أو المساجد التي لم تثبت لها فضيلة أو جبل أو غيرها مما اتخذها الناس أماكن للتعبد والدعاء فيها- وهذا تجده كثير بين الناس.

فنسأل الله السلامة والعافية وأن يثبتنا وإياكم لما فيه الحق والصواب، وأرجو أن أكون وفقت لضرب الأمثلة كما طلب الأخ نزيه حرفوش.

والله أعلم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير