تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فهذا الكلام النفيس - والذي نقلناه بطوله لنفاسته – يبين لك الصواب في مسألة لفظ الحد وما يشابهه، وهذا المعنى – وهو إطلاق الألفاظ المجملة التي لم ترد في الكتاب والسنة - قد قرره شيخ الإسلام في مواضع من كتبه.

أما الأثر المروي عن علي رضي الله عنه فلا يصح، فقد رواه أبو نعيم في حلية الأولياء من طريق عبد الوارث بن سعيد عن محمد بن إسحاق عن النعمان بن سعد قال: كنت بالكوفة في دار الإمارة دار علي بن أبي طالب فذكر قصة فيها الكلام المذكور ضمن كلام طويل، ثم قال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث النعمان كذا رواه ابن إسحاق عنه مرسلاً. اهـ.

وهذا إسناد لا يصح لعلتين: الأولى لأن النعمان بن سعد قال فيه الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب: النعمان بن سعد الأنصاري الكوفي روى عن علي .. روى عنه ابن أخته عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي ولم يرو عنه غيره فيما قال أبو حاتم، وذكره بن حبان في الثقات قلت – القائل هو الحافظ ابن حجر: والراوي عنه ضعيف كما تقدم فلا يحتج بخبره. اهـ. وعبد الرحمن بن إسحاق الذي تفرد بالرواية عن خاله النعمان بن سعد متفق على تضعيفه كما في تهذيب الكمال وتقريب التهذيب.

العلة الثانية: أن في السند انقطاعاً بين محمد بن إسحاق و النعمان بن سعد، فإن النعمان بن سعد لم يرو عنه غير عبد الرحمن بن إسحاق فهناك واسطة بين محمد بن إسحاق والنعمان بن سعد، ولهذا قال أبو نعيم: كذا رواه ابن إسحاق عنه مرسلاً.

وننبه هنا إلى أن القول بأن الله في السماء هو الذي دلت عليه نصوص الوحي، وراجع في ذلك فتوانا رقم: 101609.

كما ننبه على أن شيخ الإسلام ابن تيمية إمام فذ من أئمة أهل السنة، مشهود له بالعلم والاستقامة وسلامة المعتقد، وقد أفنى حياته العامرة في الدفاع عن عقيدة أهل السنة ونقد الفرق المنحرفة بأداة قوية وبيان ناصع، وقد أثنى عليه الموافق والمخالف، ويمكنك مراجعة نبذة مختصرة من ترجمته في فتوانا رقم: 45282، كما يمكنك مراجعة نبذة من ثناء العلماء عليه في الفتاوى ذوات الأرقام: 7022، 32029، 32476، 53961، 60591.

وينبغي أن يعلم أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مع علمه وفضله وجلالته بشر يصيب ويخطئ، وليس معصوماً، فيؤخذ من قوله ويرد كما هو الشأن مع جميع العلماء، والعلماء إن أخطؤوا فخطؤهم مغمور في بحور فضائلهم، ولا يكون ذلك مدعاة لتنقصهم ولا الطعن فيهم لما وجب لهم من الاحترام والأدب والتوقير، وقد قرر هذا المعنى الحافظ الذهبي في عدة مواضع في كتابه سير أعلام النبلاء.

والله أعلم.

المفتي: مركز الفتوى

المصدر: موقع الشبكة الإسلامية (إسلام ويب) مركز الفتوى

ـ[أم حنان]ــــــــ[17 - 04 - 10, 10:59 ص]ـ

"

قال الإمام عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله:

" والله تعالى له حد لا يعلمه أحد غيره، ولا يجوز لأحد أن يتوهم لحده غاية في نفسه، ولكن يؤمن بالحد، ويَكِل علم ذلك إلى الله.

ولمكانه أيضا حد، وهو على عرشه فوق سماواته.

فهذان حدان اثنان ". انتهى.

"نقض الدارمي على بشر المريسي" (223 - 224)

كلام مسدد

سئل الشيخ صالح آل شيخ حفظه الله في شرح الطحاوية هذا السؤال:

س4/ذكر العلماء لفظ الحد لله، فما المراد به؟

فأجاب:

ج/ الحد لله ? يريدون به أنَّ الله ? غير مختلط بخلقه، فالله ? قالوا بِحَدْ يعني أنه غير مختلط بالخلق، غير ممازج لخلقه؛ لأنه لو كان ممازجاً كان ما صار فيه حد، لكن بِحَدْ يعني ثَمَّ حَدٌ ينتهي إليه الخلق، الخلق فيه حد ينتهون إليه ويبقى رب العالمين، هذا معنى بِحَدْ.

هل قال أحدٌ منهم أنه أراد به العلو؟

هو العلو من ضمنه، فهو أوضح المسائل تطبيقاً، يعني استوى على عرشه.

قال بحد؟

قال نعم بحد، مثل ما قال سفيان وغيره وحماد بن سلمة، بحد يعني أنه مستوي على عرشه بذاته ? غير ممازج لخلقه غير مخالط لخلقه، هذا معنى بحد.

قال نعم، بحد؛ يعني غير مخالط منفصل.

قال نعم بحد؛ يعني فيه حد ينتهي الخلقُ إليه، فيكون ما ثمَّ إلا رب العالمين.

ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[23 - 04 - 10, 01:53 ص]ـ

بارك الله فيكم ايها الاحبة الكرام.

لكن اشكلت علي عبارة في كلام الامام الدارمي رحمه الله وهي في قوله

- ولمكانه أيضا حد، وهو على عرشه فوق سماواته -

ما ذا يقصد رحمه الله بالمكان المحدود.

ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[24 - 04 - 10, 12:24 ص]ـ

قال الدشتي في كتابه في إثبات الحد:

فقد أطلق أحمدُ القول بإثبات الحد لله تعالى، وقد نفاه في رواية حنبل وهو الذي يعلمه خلقة، والموضع الذي أطلقه محمول على معنيين: أحدهما على معنى أنه تعالى في جهة مخصوصةٍ، وليس هو تعالى ذاهب في الجهات الستة، بل هو خارج العالم، مُمَيَّزٌ عن خلقه، ينفصل () عنهم، غير داخل في كل الجهات، وهو معنى قول أحمد: «له حدٌ لا يعلمه إلا هو».

والثاني: أنَّهُ على صفة يَبِنٌ بها عن غيره، ويميز، ولهذا سمي البواب حداداً لأنه يمنع غيره عن الدخول، فهو تعالى فرد واحد، يمتنع عن الاشتراك معه في أخص صفاته». هذا ما وجدت في كتاب القاضي أبي يعلى بخط يده. انتهى

والكتاب يمكنك تحميله من هذا الرابط:

http://www.otiby.net/book/files/elemia/dshty.doc

والحد المضاف إلى الله تعالى معناه أنه مباين لخلقه كما تقدم في كلام الشيخ صالح وكما هو صريح قول ابن المبارك الذي أقره أحمد.

والله له حد عن خلقه وخلقه لهم حد يحدهم عن الله فلا اختلاط: وكل موجودين غير متمازجين احدهما فوق الآخر لكل منهما حد يحده عن الآخر وهو البينونة بينهما.

واحيانًا تجد في نصوص السلف نفي الحد والغاية ويعنون بذلك كيفية الصفات وعلم حقيقتها.

والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير