تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[احمد عبدالعزيز عبدالله]ــــــــ[08 - 10 - 09, 06:12 م]ـ

يقول هذا الباحث الاشعري في مذهب الاثبات بعد ان ذكر اقوال من يؤيده من الاشاعرة المعاصرين ومنهم الدكتور عرفان عبدالحميد والدكتور النشار، يقول: ولكننا نرى ان التشبيه قد ظهر في مرحلة متقدمة في القرن الأول الهجري، لما سنرى ان بعض المشبهة والمجسمة عاشوا في تلك الفترة، وكان مالك بن انس، ومقاتل بن سليمان، واحمد بن حنبل وداوود الظاهري وغيرهم من أهل الحديث والفقه يذهبون في الصفات الى مذهب قريب من مذهب التشبيه، كما ذكره الشهرستاني، وهذا ان دل على شئ فانما يدل على امور منها:

اولا – ان التشبيه والتجسيم كانا أقدم مذهب عرفه المسلمون وكان هذا المذهب منتشرا بين المفسرين ورجال الحديث، وكانوا يسمون هذا مذهب السلف في عصر أحمد بن حنبل.

ثانيا – ان هذا المذهب في الاعتقاد كان يرتكز على مبدأ واحد وهو اثبات الصفات لله كما وردت في النصوص من غير تأويل ولا تعطيل، وكانوا يقولون، اقرؤوها كما جاءت، وينهون عن تفسيرها، ويثبتون معانيها الحقيقية لله ظاهرا.

ثالثا – إن هذا المذهب نشأ في الاسلام ولم ينتقل الى المسلمين من اصحاب الديانات السابقة، ويدلنا على ذلك ان القائلين به استدلوا بآيات قرآنية واحاديث نبوية ولم ينيبوا هذا المذهب الى سواهم من اصحاب الملل والنحل.

ومما سبق من معطيات نستخلص ان قصد الاشاعرة في كتاباتهم المجسمة والمشبهة هم السلف اصحاب الحديث والتفسير، وانهم اطلقوا لفظة التجسيم والتشبيه على مذهب الاثبات الذي هو مذهب السلف لينفروا الناس وفي المقابل اطلقوا على مذهب جهم الذي تبناه الاشاعرة مذهب التنزيه والتأويل احيانا اخرى ليستحسنه الناس. ولم يكتفي الاشاعرة ان يعدوا الامام مالك بن انس والامام أحمد بن حنبل من جملة المجسمة والمشبهة بل اطلقوا ذلك على النبي و الصحابة.

يقول الدكتور حرسي الاشعري الصوفي: لاحظنا فيما سبق أن الايمان بفكرتي التشبيه والتجسيم قد ساد في القرون الاولى الاسلامية، وكان المسلمون الاوائل في العصر النبوي يتصورون الله وكأنه شخص له كل صفات الكمال، لما جاء في القرآن والسنة من صفات كالقوة والعزة، والقدرة، والعلم، والمكر، والاكرام وغير ذلك من الصفات التي كانت تطلق عادة على الرجال الممتازين عند العرب الجاهليين.

ان هذه النتائج التي وصل اليها الاشاعرة المعاصرون في ابحاثهم حول مذهب الاثبات تدل على امور من اهمها:

اولا – ان حقيقة مذهب الاثبات هو ما كان عليه النبي واصحابه ومن بعدهم السلف الصالح اصحاب الحديث. ولا فائدة من تنفير الناس منه بدعوى التجسيم والتشبيه.

ثانيا – ان اتباع هذا المذهب من السلفيين المعاصرين هم اصحاب العقيدة الصحيحة التي دعى اليها النبي وانزلها الله في كتابه.

ثالثا – نسبة الدكتور حرسي التشبيه والتجسيم للنبي واصحابه لا تخلوا من اثنين، اما مراده تنفير الناس مما كان عليه النبي واصحابة بعد ان عرف الناس قبح التشبيه والتجسيم، او تحذير الاشاعرة من السقوط في الجحيم اذ هم استمروا في وصف ما كان عليه النبي واصحابه واهل الحديث والسنة باقبح الالفاظ.

رابعا – اطلاق لفظة المشبهة والمجسمة على اصحاب مذهب الاثبات يشمل النبي والصحابة كما يشمل اصحاب الحديث الذين ينتمي اليهم الامام الاشعري نفسه. قال ابن عساكر في التبيين: واتفق اصحاب الحديث ان ابا الحسن الاشعري كان اماما من ائمة اصحاب الحديث، ومذهبه مذهب اصحاب الحديث. انتهى. بل نذكر هنا ما سطره الاشعري ببنانه في كتابه ((المقالات)): هذه حكاية جملة أقوال اصحاب الحديث وأهل السنة .... حتى قال في نهاية حكايته عنهم: وبكل ما ذكرنا من قولهم نقول واليه نذهب.

بعد هذا ارجو ان يكف الاشاعرة عن بغضهم لاصحاب الحديث وأهل السنة أصحاب مذهب الاثبات سلفا كانوا او خلفا. هذا اذا رغبوا ان لا يكون النبي خصيمهم يوم القيامة.

وبهذ اختم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير