2 - دعوة (توحيد الأديان) , ويعنون بها: "دمج جملة من الأديان والملل في دين واحد مستمد منها جميعاً، بحيث ينخلع أتباع تلك الأديان منها وينخرطون في الدين الملفق الجديد".
3 - دعوتي (التقارب بين الأديان) و (التسامح والتعايش) , ويحق بمقتضى هاتين الدعوتين للمرء أن يختار الدخول فى أى دين دونما إنكار.
ولا شك فى بطلان تلك الدعاوى كلها ومخالفتها لأصول الإسلام وقواعده, فهذه الدعاوى تقتضى:
1 - احترام الأديان الباطلة، أو احترام ما يسمى بالأديان السماوية كاليهودية والنصرانية، وذلك بعدم الطعن فيها، وبترك الجهر ببطلانها، وترك إطلاق اسم الكفر على من يدين بها، وهذا ما يعبر عنه بعضهم بـ " التعايش السلمي بين أهل الملل الثلاث", وتفسير هيمنة الإسلام عليها بأنه مراقب يرصد ما تجانب فيه الحق فقط, مع اعتبار الدعوة الإسلامية نوعا من التعدي على حرية الآخر وخصوصيته الفكرية والثقافية, واعتبار تنصير الشعوب المسلمة تحريرا للفكر وانطلاقا به نحو آفاق جديدة.
2 - القول بحرية التدين وإنكار حد الردة في الإسلام بزعم معارضته لحرية اختيار الإنسان للدين الذي يقتنع به، وجعل القاسم المشترك بين كل الأديان البيان العالمي لحقوق الإنسان.
3 - الدعوة للإخاء الإنساني, ويقتضى هدم عقيدة الولاء والبراء بالقول بعدم كراهية الكافرين, ويقتضى كذلك إنكار الحرب باسم الدين, مع تفسير الجهاد الإسلامي بأنه دفاع عن النفس فقط مع إنكار جهاد الطلب.
4 - المطالبة بالحرية الدينية للأقليات غير المسلمة في البلاد الإسلامية والتعامل معهم على أساس الوحدة الوطنية وليس على أساس المعتقد الديني، واقتراح الغرب الحل العلماني كأفضل حل لمشكلة الأقليات.
تاريخ دعوة الحوار بين الأديان:
بدأت هذه الدعوة مع ظهور الإسلام وانتشاره, وحذر الله بسحانه وتعالى عباده المؤمنين من محاولات اليهود والنصارى المستمرة لردهم عن دينهم؛ فقال - تعالى -: (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند انفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شئ قدير) , وقال - تعالى -: (وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى تلك امانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) , وقال - تعالى -: (وقالوا كونوا هوداً أو نصارى تهتدوا قل بل ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين)؛
ثم خمدت هذه الدعوة , وعادت للظهور على يد دعاة وحدة الوجود والحلول والاتحاد أمثال الحلاج وابن عربي وابن سبعين وغيرهم من الملاحدة, وقد تصدى لهم علماء الإسلام فبينوا عوار دعوتهم وأخمدوها فى مهدها فحُفِظَ بهم الدين.
حوار الأديان فى العصر الحديث:
فى النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري, تبنت الماسونية رفع شعار الوحدة بين الأديان الثلاثة؛ الإسلام واليهودية والنصرانية, وقد انخدع بهم بعض الرموز الإسلامية حينها مثل جمال الدين الأفغاني, وتلميذه محمد عبده الذى أسس مع الشيعي ميرزا باقر الإيراني، الذي تنصر، ثم عاد إلى الإسلام، ومعهم ممثل جمال الأفغاني، وعدد من رجال الفكر , في بيروت جمعية باسم " جمعية التأليف والتقريب " موضوعها التقريب بين الأديان الثلاثة, وقد دخل في هذه الجمعية بعض الإيرانيين، وبعض الإنجليز، واليهود.
وبدءا من الربع الأخير من القرن الرابع عشر الهجري وحتى يومنا هذا, ظهرت دعوات التقارب بين الأديان بصورة أوسع من ذى قبل؛ فقد أنشأ القس " هوبكنز" فى أوائل الخمسينات من القرن الماضي, بدعم من المخابرات المركزية الأمريكية, " جمعية الصداقة الإسلامية المسيحية " فى " بحمدون " بلبنان, ثم ظهرت فى الستينات من جمعية " الإخاء الإسلامي المسيحي " بالمركز العام لجمعيات الشبان المسلمين بالقاهرة.
جاء هذا نتيجة توصيات الكنيسة الكاثوليكية في المجمع الفاتيكاني الثاني (1962 - 1965م) بتوسيع مفهوم الخلاص ليشمل النوع الإنساني بأكمله، ما يعنى إعطاء الضوء الأخضر لعمل المنظمات التنصيرية فى البلاد الإسلامية.
¥